نخبة بوست – بعد منتصف الليل بقليل..
زغب نهار 19/6/2012م، وكانت دردشة على الفيس بوك، مع حبيب الزيودي، حينها بَدَأْتُ بمبادرته: (يا الحبيب.. حبيب).
لحظات ثم ردّ: (أهلا صديقي الجميل).


قلت: (ابنتي، في الصف الأول، عمرها 5 سنوات، تحفظ لك “صباح الخير يا عمان”.. ستنشد قصيدتك في حفل تخرجها).
قال حبيب: (الله.. ابنة أبيها.. “اجتها العدوى منك”.. ما اسمها؟).
قلت: (بترا).
قال: (قوللها يقولك عمك حبيب: “صباح الخير يا بترا.. يا حنا على حنا”.. وقوللها: “عمك حبيب عنده قصيدة عن بترا”).
قلت: (تسلم يا زينة الأردن).


قال: (يا بترا يا طالعه بثوبك الوردي/ نادت لك الشمس/ مدي طرحتك مدي/ عروس نخلط لك الورد بالند/ ونجمع نجوم السما ونْشِكّها بعقد/ يا بترا لمّي الظفاير واحفظي مجدي/ إنت عا عهد الهوى واحنا على العهد).
يصمت حبيب، ثم يكمل: (وهناك أبيات أخرى ناسيها.. هاي كتبتها لما فازت بترا، وكان لازم تغنيها ديانا كرزون، وما صار، للأسف، وهاي أحلى من حنا على حنا.. وفي واحده ثانيه عن بترا).
قلت: (أنت رائع يا حبيب).


قال قصيدته الثانية: (يا بترا طف القرنفل مرتوي عَ المي/ الشمس لولا حجارك ما تشعْ بضَي).
قلت: (طيب صديقي.. ابعثها بخط يدك، تفرح بها بترا، وتقرأها بالمدرسة).


وأكمل حبيب قائلا: (أم المدن وانا ما شفت زَيّك زَي/ يا ياسمين ارتعش بين الحجر والفي).
وبعد لحظة صمت قال: بوسات 4 لَـبترا الزغيره/ و2 لضفايرها الطوال/ و2 لجبينها/ و100 لشفايفها اللي يقروا شعري ويحفظوه/ و100 لروحها اللي مقطره من روحك).
قلت: (صديقي.. تسلم.. خلي اولادنا يتربوا على شعرك الأصيل).
قال: (واحكي لها انه عندي قصيدة خاصة إلها لأن بترا العدوان هي من بترا الأنباط.. المهم.. انت كيفك.. انا تعينت مستشار في الثقافة).


وبدأ حبيب يشكو من تلك المرحلة، وكان الحوار طويل معه، وكان فيه جرح واضح، ومن الصعب كتابته الآن بعد غيابه، ولتعلقه بآخرين.
آنذاك، قلت له أن يعتبر هذه المرحلة فترة تفرغ لإنجاز مشروعه الشعري المهم..
وانتهى الحوار بأن قال: (سلم لي على بترا، ورتب مع مهند “د.مهند مبيضين”، زوروني عَ رشوف بالعالوك، انت واياه وبترا وكنده “ابنة الصديق مهند”.. خَلّي البنات يعرفوا الرشوف).


وانتهى الحوار هنا..
لكني عدت له بالصدفة، حين افتقدت ذات ليل حبيب، وبدافع شوق، وبلا وعي مني، فتحت على صفحة حبيب المهجورة على الفيس بوك، ودخلت على الرسائل من صفحته، فوجدت آخر حوار بيننا..
وفاضت دمعة من عين بترا، حين قلت لها عن “عمو حبيب”.. فقلت أكتب الجزء الحميمي من الحوار محبة لروح حبيب، ولذكراه الطيبة.


وكبرت بترا الآن، وأنا أعيد هذا الحوار الذي نشرته عام 2018، صارت صبية في الثانوية العامة، لكنها ما زالت كلما ذكرتها بحبيب الزيودي، وهذا الحوار، تترحم عليه، ودمعة محبة ووفاء له في عينيها.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version