الوباء ثم التغير المناخي.. أدوات النخبة للوصول إلى النظام العالمي الجديد
نخبة بوست – (مركز الدراسات الواقع و التاريخ)
في المؤتمر الدولي (الافتراضي) – الذي نظمه المنتدى الاقتصادي العالمي في يونيو من العام الماضي 2020 تحت عنوان The Great Reset أي عملية إعادة الضبط العظيمة- تحدث عدد من أهم الشخصيات العالمية وعلى رأسهم الأمير تشارلز الذي ركز على أن الوباء مشكلة عارضة ولكن التغيير المناخي هو المشكلة الأكبر والأدوم ، وبالتالي فهي الأهم في التعويل عليها لإنجاز عملية إعادة الضبط العظيمة. (شاهد كلمة الأمير تشارلز على الفيديو الرسمي للمؤتمر من الدقيقة 12:35)
عملية إعادة الضبط والنظام العالمي الجديد
وعملية إعادة الضبط العظيمة The Great Reset هي عملية تغيير النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الدولية للعالم مما يقرب النخبة من حلمهم لتحقيق نظام عالمي جديد ، ذلك النظام الذي ظلوا يبشرون به على مدار القرنين الأخيرين ، خاصة مع ضعف الدولة العثمانية ثم سقوطها وبدء تقطيع أوصالها وإدخال أراضيها ضمن هذا النظام العالمي الذي تحكم فيه حكومة عالمية موحدة بقوانين ونظم موحدة بما فيها منظومة للقيم والأخلاق تمليها النخب على العالم عبر المؤسسات الدولية والدول القوية التي يتحكمون فيها بالطرق المختلفة وعلى رأسها الديون والتمويل.
الحرائق العالمية وجدلية هيجل
استخدمت النخب جدلية هيجل كأحد طرق الوصول لأهدافهم عبر خطوات جدلية هيجل الثلاث التي تبدأ بافتعال مشكلة ثم التحكم في رد الفعل (عبر الإعلام) ثم طرح الحل وهو الهدف الأصلي المراد من قبل النخب التي افتعلت المشكلة في الأساس للوصول لهذا الحل. وفي هذه المرة أيضاً لأن الإجراءات المطلوبة لإنجاز هذا التغيير للوصول للنظام العالمي هي إجراءات قاسية جداً تحد من حريات الناس وتؤثر على حياتهم ومعيشتهم وسيكون لها ضحايا كثر كما هو الحال مع الوباء ، فإن المطلوب هو افتعال مشكلة كبيرة على المستوى العالمي يعاني منها الناس والحكومات (ولو في الظاهر) حتى يتم التمهيد والتبرير لاتخاذ تلك الإجراءات العنيفة. وأحد صور هذه المشكلة (المفتعلة) هي تلك الحرائق التي تنتشر بصورة غير مسبوقة في البلاد المختلفة خاصة التي ترتفع فيها درجات الحرارة صيفاً (بشكل طبيعي) لربط الحرائق بارتفاع درجات الحرارة عالمياً كما رأينا مؤخراً في تركيا واليونان وتونس والجزائر وليبيا وغيرهم.
إجراءات الحد من التغير المناخي
وكنا قد عرضنا دراسة “الصفر المطلق” البريطانية المقترحة لعرض بعضاً من تلك الإجراءات التي سيفرضونها على العالم على أنها الحل لإنقاذ الكوكب ومصيره “المظلم” من تغير المناخ الذي يتسبب فيه النشاط البشري (كما يدعون). ومن تلك الإجراءات إغلاق كل مطارات بريطانيا بحلول عام 2030 باستثناء ثلاث مطارات هي مطار هيثرو وغلاكسو وبلفاست وتقييد حركة الطيران ومنع استيراد المواد المحمولة جواً وصولاً لمنع الطيران تماما بحلول عام 2050. وفي مجال السيارات توصي الدراسة بمنع انتاج أي محركات تستخدم البترول والزيت بحلول عام 2030 والتحول للسيارات الكهربائية وتقليل حجمها ووضع قواعد مشددة لاستخدام السيارات والتحول إلى القطارات كبديل. وفي مجال الطاقة التحول إلى الكهرباء التي يتم توليدها باستخدام الرياح والطاقة الشمسية والنووية وهجر الوقود الأحفوري بدءاً من عام 2030. وفي مجال الطعام ، تقليل استهلاك لحوم البقر والغنم إلى النصف بحلول عام 2030 ثم منعها تماماً بحلول عام 2050. ومن الغريب أن لبيل غيتس محاضرة بنفس العنوان “الصفر المطلق” على منصة تيد في 2015 تحدث فيها عن إجراءات مماثلة كما أشار فيها إلى إمكانية خفض تعداد سكان الأرض باستخدام اللقاحات الجديدة والرعاية الصحية والصحة الإنجابية.
تكنولوجيا التخريب المناخي
وكنا قد عرضنا في سلسلة “سقوط العصابة السرية .. التممة” في جزئها الرابع عشر محاولات النخبة لتطوير تكنولوجيا للتأثير في المناخ وتلقيح السحب لمحاولة إسقاط الأمطار في أماكن ومنعها عن أماكن أخرى مما يتسبب في موجات من السيول والفيضانات في أماكن وموجات من الجفاف (تساعد في إنتشار الحرائق) في أماكن أخرى. ونحن مع إقرارنا بوجود تلك المحاولات لكننا لا ندعي أن هؤلاء النخب آلهة أو أرباب بل نعرف أنهم سيفشلون في مساعيهم لكننا نرصد التخريب الذي يقومون به لنلفت نظر العالم (الإسلامي خاصة) إلى وجود هؤلاء المخربين الذين يحاولون فرض إرادتهم على الآخرين عبر كافة الطرق والوسائل (كما في محاضرة د. مهاتير محمد عن النظام العالمي الجديد)، كما نريد لهذا الوعي أن ينتشر حتى يقاوم الناس تلك الإجراءات التي تفرض عليهم والتي تبدو إعلامياً أن ظاهرها الرحمة بينما باطنها العذاب.
الإعلام هو الخطوة الثانية في جدلية هيجل
وقد لاحظنا أن وسائل الإعلام العربية – سواء التي تلعب بوجه مكشوف أو تلك التي تؤدي دورها بخبث – كلها قد تورطت في الترويج لتلك الدعاية الكاذبة لتهيئة الرأي العام في العالم العربي أيضاً. فمن يطالع قناة الجزيرة على سبيل المثال في الفترة الأخيرة فسيجد أن قسماً كبيراً من الأخبار والبرامج والمقالات والتحليلات يغطي (على غير العادة) هذا الموضوع . وعليه وجب التنبيه والحذر حتى لا نقع في فخ التغير المناخي كما وقعنا في فخ الوباء المفتعل والعلاجات الجينية لتغيير الجينوم البشري كما صرح بذلك رئيس منظمة الصحة العالمية بنفسه مؤخراً.
الأمة الإسلامية وإزالة الإفساد
ونحن في مسعانا هذا إنما نستنهض همم المسلمين والأمة الإسلامية لأنها المكلفة “شرعاً” بإزالة هذا الإفساد ، وهي التي ستفعل ذلك “قدراً” في النهاية كما أخبرنا الله في القرآن وأخبر بني إسرائيل في التوراة ، كما جاء في سورة الإسراء وكما شرحنا في فيلمنا “شفرة سورة الإسراء” الذي يدور حول تفسير تلك الآيات من سورة الإسراء :
وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)