كاملا هاريس،الانتخابات،ترامب
بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، سطع اسم نائبته كامالا هاريس لتحل محله وتقود غمار المواجهة وتمثل حزبها الديمقراطي ضد الحزب الجمهوري بقيادة دونالد ترامب.
ضمن هذا التقرير، سنتعرف عن كثب على كامالا هاريس؛ من هي ؟ وكيف استطاعت امرأة من أصول هندية وآسيوية أن تصل إلى هذه المكانة وتحاول سحب البساط من تحت ترامب، الذي ظن للوهلة الأولى أن نتائج الانتخابات قد حُسمت لصالحه، خاصة بعد مواضع الضعف التي بدت واضحة على بايدن مؤخرًا؟
أول امرأة مهاجرة قد تخطف حلم ترامب
ولدت كامالا ديفي هاريس في أوكلاند، كاليفورنيا في 20 أكتوبر 1964. التحقت بجامعة هوارد وتخصصت في العلوم السياسية والاقتصاد.
زارت الهند عندما كانت طفلة وتأثرت بشدة بجدها، وهو مسؤول حكومي رفيع المستوى ناضل من أجل استقلال الهند، أما جدتها فهي ناشطة سافرت إلى الريف لتعليم النساء الفقيرات.
حصلت كامالا عام 1989 على درجة الدكتوراه في القانون من كلية هاستينغز للقانون في جامعة كاليفورنيا، في عام 2003، ترشحت لمنصب المدعي العام في سان فرانسيسكو ضد تيرينس هالينان، رئيسها السابق، تم انتخابها في جولة الإعادة بنسبة 56.5% من الأصوات، وبفوزها، أصبحت أول امرأة سوداء في كاليفورنيا تُنتخب كمدعية عامة.
هاريس ترمم ما هدمه بايدن
لا يوجد أمام كاملا هاريس سوى ثلاثة أشهر حتى تتمكن من الوصول إلى البيت الأبيض وتحقيق لقب “أول امرأة سوداء من أصول إفريقية وآسيوية مهاجرة تحكم الولايات المتحدة”، إلا أن طريقها مليء بالتحديات والعقبات.
تتمثل العقبة الأولى أمام هاريس في محاولة توحيد حزبها خلفها، ما أن تتغلب على هذا التحدي، عليها أن تحاول إقناع الناخبين بها في مجتمع يسوده العنصرية تجاه المهاجرين وأصحاب البشرة السوداء.
بعد ذلك، ستكون كامالا أمام تحدي آخر يتمثل في محاولة إقناع الأمريكيين بحزبها الديمقراطي الذي كاد أن يخسر السباق الرئاسي، وفرصه بدأت تتضاءل يومًا بعد يوم في السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.
كامالا وترامب .. ما الفرق؟
توصف كامالا بأنها النسخة النسائية من الرئيس السابق باراك أوباما، وتتمتع بدعم قوي من الفئات التي يطلق عليها بأنها “مهمشة”، فيما يمثل الرئيس بايدن طبقة رجال الأعمال.
فيما يتعلق بقضية المهاجرين غير النظاميين، فهي على خلاف مع المرشح ترامب الذي يدعو إلى ترحيل المهاجرين من البلاد، تنادي كامالا بضرورة منح المهاجرين الإقامات القانونية ومساعدتهم في الحصول على عمل وتأمين صحي لهم ولأولادهم.
لدى هاريس مواقف تقدمية في قضايا مثل حق الإجهاض، توفير تأمين صحي لكل الأمريكيين، إلغاء ديون الطلاب، والعمل على التخلص من مصادر الطاقة التقليدية بحلول عام 2030، إلى جانب مواقف تقدمية تجاه قضية التغير المناخي، بيد أن ترامب لم يصرح عن موقفه بشأن قضية الإجهاض، وقال إنه سيحيل الملف للولايات الأمريكية، إذ اعتبره البعض تهربًا من إبداء آرائه حتى لا يخسر تأييد الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية.
الحرب في غزة وأوكرانيا
وصفت كامالا الحرب في غزة بأنها “كارثة إنسانية”، لكن إذا فازت بالانتخابات، هل ستتمكن من إجبار إسرائيل على إيقاف الحرب “العبثية”، خاصة أنها هددت تل أبيب بمواجهة العواقب إذا أصرت على اجتياح مدينة رفح بريًا؟ كانت هاريس من أوائل المؤيدين للمظاهرات في الجامعات الأمريكية دعمًا لغزة.
أما في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، تعتبر كامالا من المؤيدين والداعمين لمواصلة الحرب وتمديد تحالفات الولايات المتحدة مع حلفائها الدوليين لمجابهة روسيا والصين.
وبالمقابل، اتضحت مواقف ترامب تجاه القضية الفلسطينية ودعمه لإسرائيل منذ إعلان القدس عاصمة لإسرائيل عام 2017، وتصريحاته الداعمة لإسرائيل، لكنه يناقض نفسه حول تأييده للحروب؛ يؤيد الحرب على غزة من جهة، وينادي بإيقاف الحرب في أوكرانيا واللجوء إلى تسوية الأمر من جهة أخرى.
كما رفض أن يصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجرم” عند طرح السؤال عليه، إلا أنه لا يرى الأمر كذلك بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تارة ينادي بإيقاف الحرب في غزة ووقف قتل المدنيين، وتارة أخرى يؤيد مواصلة الحرب.