نخبة بوست – أماني الخماش
قالت الناشطة السياسية والإعلامية ديما فراج إن العشائر الأردنية تُعَدّ من أهم مكونات المملكة الأردنية الهاشمية، فقد عملت العشائر منذ نشأة الدولة الأردنية على ترسيخ مبادئ الانتماء والمواطنة وتعزيز غرس الأخلاق الحميدة في نفوس أبنائها، وأسهمت على مدى سنوات طويلة في صقل شخصيات أبنائها وقدراتهم.
وأكدت فراج أن الأردن قد بُني بسواعد العشائر الأردنية، فهم حجر أساس الوطن وبصمتهم حاضرة في جميع الأزمنة؛ الماضي والحاضر والمستقبل.
وأضافت أنه عند العودة إلى تاريخ الأردن، لا بد من ذكر أن الكثير من المدارس قد شُيدت بتمويل من العشائر، في سعي منها لنشر العلم والثقافة في كافة أنحاء الوطن، مثل مدرسة السلط الثانوية ومدرسة الكرك الثانوية وغيرهما من المدارس التي قدمت للأردن شخصيات وطنية استطاعت أن تتبوأ أهم المناصب في الأردن.
وفي سياق آخر، بينت فراج أن هاشتاج “#بس_بقول” استخدمه الكثيرون لكن ليس بمستوى استخدامها له، وأوضحت أن هذا الهاشتاج لا ينطوي على أي دلالات سياسية.
وفي تعليق لها على حملات الإساءة التي طالت الأردنيين، أوضحت فراج أن الأردن منذ فترة تأسيس الدولة، يتعرض للكثير من الهجمات التي حاولت النيل من سمعته، وقد بلغت ذروة هذه الهجمات في فترة الربيع العربي، إلا أن ذلك لم ينل من عزم وسمعة الأردن والأردنيين، وبفضل الرؤية الملكية الهاشمية ووعي الشعب الأردني تمكن الأردن من تجاوز هذه المرحلة الخطيرة بأمان واستقرار.
وأشارت فراج إلى أن هناك محاكمة شعبية يتم نصبها من قبل الأردنيين في محاولة منهم للتصدي لكل من يحاول الإساءة للوطن، والوقوف بالمرصاد لجميع الهجمات التي تطال الأردن.
على صعيد آخر، أوضحت فراج أن الواقع السياسي منتظم، لكنه ليس بالمستوى المطلوب الذي تسعى الرؤية الملكية إلى الوصول إليه، وبينت أن المشهد السياسي الحالي يُقاس بعوامل عديدة، منها حجم الاستقرار الذي ينعم به الأردن، لاسيما أنه يعيش في وسط ملتهب، بالإضافة إلى الخطوات الثابتة التي تتجه نحو تحديث المنظومة السياسية وتنظيم آلية تشكيل الأحزاب.
وفي الحديث عن الدور الوطني للإعلاميين، أشارت فراج إلى وجود تقصير في هذا المجال من قبل البعض، وأوضحت أنه عندما يقوم الإعلامي المهني بدوره الوطني يتم وصف عمله “بالتسحيج”.
ومن هذا المنطلق، يجب أن تنصب الجهود باتجاه إبراز مميزات الأردن، وعدم الاكتفاء بتسليط الضوء على التحديات والعراقيل والمشاكل التي يعاني منها. ودعت الصحفيين والمؤثرين إلى التحلي بالمهنية، لأن المصلحة الوطنية تقتضي إظهار الأردن بأجمل صورة.
الواقع الحالي للسياحة يعكس حجم التقصير الحكومي
وعن تقصير الحكومة في مجال الترويج للأردن سياحياً، بينت فراج أن الواقع الحالي يعكس حالة من التقصير الحكومي في مجالات عديدة، وتحديداً في القطاع السياحي، وأشارت إلى أن السياحة تُعَدّ من أهم الثروات الأردنية، إلا أن هناك ضرائب عالية فُرضت على القطاع السياحي تُسهم في إثقال كاهل القطاع، لذا يجب العمل على تقليل هذه الضرائب، فالجميع مطالب برفع سوية القطاع السياحي.
على صعيد متصل، دعت فراج القائمين على القطاع التعليمي إلى تضمين المناهج مساقات تسلط الضوء على كافة المناطق السياحية في الأردن، والقطاع الخاص إلى تأهيل مرافق المناطق السياحية والتراثية، ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي إلى القيام بدورهم في الترويج للمناطق السياحية في الأردن.
وحول المشهد الانتخابي، أوضحت فراج أنها لا تنتمي لحزب معين ولا يوجد حزب يستطيع أن يلبي الطموحات، لذا هناك حالة ترقب لما ستفرزه هذه التجربة.
وأشارت إلى أن ما يحدث حالياً في الانتخابات لا يمكن وصفه بالمواجهة بين الأردني البسيط من جهة والأحزاب والتيارات من جهة أخرى، وأضافت أن الأخيرة، وبالرغم من الدعم الموجه إليها بطرق مختلفة، لا يمكن أن تستهين بالأردني البسيط، لأنه يمتلك باعاً طويلاً في السياسة، منذ خمسينيات القرن الماضي.