الجواسيس التسعة ومركز أمن البيادر
نخبة بوست – كتبتُ مقالًا يوم أمس بعنوان “إما الترياق وإما هدم السفارة”، ولاقى المقال ردود فعل كبيرة من قِبَل الكثيرين ومن شخصيات أمنية سابقة عايشت الحدث، وشخصيات سياسية وشعبية عبّرت عن فخرها بالموقف الأردني الذي سيذكره التاريخ جيدًا وسُجِّلَ بأحرف من ذهب حول محاولة اغتيال القيادي الفلسطيني خالد مشعل.
وأضافت لي هذه الشخصيات معلومات جديدة حول الحدث لم تكن لديّ، ومن أهمها أن الذين حاولوا تنفيذ عملية الاغتيال كانوا تسعة أشخاص، اثنان منهم حقنوا مشعل بالسم القاتل، وسبعة أشخاص كانوا يوفرون الدعم اللوجستي لعصابة الجواسيس. وهؤلاء السبعة هم من هربوا إلى سفارة العدو في الرابية، في حين تم إلقاء القبض على المنفذين الاثنين بعد مطاردة في شارع المدينة المنورة وصولًا إلى شارع مكة، حيث أُلقي القبض عليهما وتحويلهما من قبل البحث الجنائي إلى مركز أمن البيادر. ومن الجدير بالذكر في هذا الموضوع أن اللواء عاطف السحيمات كان رئيسًا للمركز وكان برتبة رائد آنذاك، حيث تمكن مع فريق من شبابنا في بحث جنائي العاصمة الذين تلقوا خبرًا عن حدث في شارع الشهيد وصفي التل “الجاردنز” أثناء وجودهم في حدث آخر قرب إحدى السفارات فتحركوا فورًا وقاموا بالواجب “وزيادة” مع الجواسيس.
الموقف الأردني في هذه العملية الإرهابية من قبل الكيان، سواء أمنيًا أو سياسيًا، كان موقفًا للتاريخ، فقد وضعت معاهدة السلام بكفة وحياة المواطن الأردني خالد مشعل في كفة أخرى.