نخبة بوست – دهشتنا وأبهجتنا جلالة الملكة رانيا العبد الله في مقابلتها التلفزيونية مع الإعلامية لينزي ديفيس على محطة ABC NEWS الأميركية الواسعة الانتشار يوم 24 أيلول 2024.
قدمت الملكة رانيا العبد الله مرافعة أخلاقية وقيمية وحقوقية، وأطروحة سياسية فذّة رفيعة المستوى، مكتملة العناصر، غاية في الرفعة والإقناع والتأثير، في تناغم وتكامل مع أطروحة جلالة الملك عبد الله الثاني التي قدمها بأعلى درجات القوة والوضوح والشجاعة على منبر الأمم المتحدة.
هذه هي ملكتنا الشجاعة الفصيحة عالية الثقافة، التي تنبري وتتصدى بقوة البساطة وعمق الحنكة، حين يستدعي الأمر الانبراء والتصدي، فتقدم إلى الرأي العام الأمريكي، حيث مركز القرار والتأثير العالمي، القضيةَ الفلسطينية، بكل ما فيها من ظلم ومذابح وحق وعدل.
تحمل ملكتنا عبءَ الدفاع المقنع عن قضايا أمتها ووطنها، مستحضرةً كل ما في تراثنا من توق إلى السلام والعدل والحرية، بكفاءةٍ ومحاججةٍ وسلاسةٍ عَزّ نظيرها، ليست مسبوقة، ولم تطرحها القيادات النسائية العربية قبل الملكة رانيا العبد الله.
أجابت ملكتنا بمنتهى الثقة والقوة والاتزان، وبأفصح العبارات وأكثرها سلاسة ومباشرة.
جاءت إجابات الملكة رانيا العبد الله، معبرةً أدق تعبير، عن المأساة الفلسطينية، الناجمة عن العدوان والاحتلال والتوسع الإسرائيلي،
فعرضت أسباب المأساة الفلسطينية، وقدمت الحل النزيه، المتمثل في خطة سلام مكونة من خمسة مبادئ، كنقطة انطلاق للوصول إلى وضع «يُمكننا من إيجاد سلام عادل في منطقتنا».
كان حاسمًا ومفحمًا قولُ ملكتنا:
«طالما هناك احتلال غير شرعي وساحق، وطالما يُحرم الناسُ من حقوقهم الإنسانية الأساسية وحرياتهم، فستبقى هناك مقاومة دائمًا».
أشارت الملكة رانيا العبد الله إلى «الطريق الحقيقي الوحيد لتحقيق الأمن في المنطقة، ولشعب إسرائيل، واليهود في جميع أنحاء العالم الذين يتم تحميلهم أحياناً المسؤولية بشكل غير عادل عن أفعال هذه الحكومة، هو عبر اتفاق سلام عادل وشامل يعالج ويعطي حقوقًا للجانبين».
وتعالوا نتأمل القوة والصلابة والإدانة الواضحة لصمت المجتمع الدولي على جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية الذي احتوته جملة الملكة المنحوتة نحتًا إبداعيًا:
تقول الملكة رانيا العبد الله:
«عندما لا يكون الخط الأحمر خطاً أحمر حقاً، فإنه يصبح بمثابة ضوء أخضر ويصبح إِذناً» !!
وقالت جلالتها: «كأن إسرائيل هي الاستثناء لكل قاعدة تحكم عالمنا».
وقالت جلالتها: «عندما تتمكن دولة من الإفلات من العقاب إلى هذا الحد، فإن إسرائيل أصبحت أكثر جرأة لكسر المزيد من الحدود القانونية والأخلاقية».
قيمٌ متعددة تناولتها ملكتُنا وبثتها بذكاءٍ لافتٍ في هذه المقابلة القصيرة الثرية الدامغة، التي مدتها 14 دقيقة و34 ثانية فقط، والتي أنصح أن يشاهدها الجميع.