نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
في خضم التحقيقات المستمرة حول اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تبرز توقعات الطب الشرعي في محاولة لفهم ملابسات الحادثة، وبينما لم يتم الكشف عن السبب النهائي للوفاة بعد، تشير التوقعات الأولية إلى احتمالين رئيسيين: الوفاة نتيجة انفجار في الأوعية الدموية وتمزق الأحشاء الداخلية أو الاختناق في مكان مغلق.
وفي هذا الصدد ، أشار المستشار في الطب الشرعي، الدكتور هاني جهشان، في تصريح خاص لـ “نخبة بوست”، إلى أن الاختناق في مكان محكم الإغلاق يعد نادر الحدوث ويحتاج إلى عدة أيام، مما يفتح المجال أمام تحليل أوسع للظروف المحيطة بهذا الاغتيال.
وأوضح جهشان أن التعامل مع مثل هذه الحوادث يستوجب فهماً عميقاً لطبيعة المتفجرات المستخدمة وأنماط الإصابات الناتجة عنها، مشيراً إلى أن دراسة وفحص الجثث في حالات التفجيرات يعتبر أمراً حيوياً في تحديد سبب الوفاة وإعادة بناء سيناريو الحادث.
و لفت إلى أنه عندما يكون الشخص قريباً من مركز الانفجار، فإن الضغط الهائل الناتج عن غازات الانفجار يؤدي إلى تمزق الجثة وتحولها إلى أشلاء، ويصبح التعرف على الضحية صعباً دون استخدام تقنيات متقدمة لتحليل الحمض النووي أو البقايا الجسدية.
ومن بين الأسباب الأخرى للوفاة التي تناولها جهشان كانت الإصابات الناتجة عن موجة الصدمة الهوائية، والتي تنتشر بسرعة هائلة من مركز الانفجار، وهذه المحتملة.
وبيّن جهشان أن الشظايا المعدنية الناتجة عن تفكك غلاف المتفجرات أو الأجسام المحيطة بالانفجار، مثل الحطام أو قطع معدنية أخرى، تلعب دوراً كبيراً في إحداث إصابات خطيرة قد تكون قاتلة.
كما أضاف أن سقوط الحطام أو انهيار المباني نتيجة الانفجار قد يؤدي إلى إصابات سحق قاتلة أو حالات اختناق عنيفة.
وفي حديثه عن الحالات الأكثر تعقيداً، أوضح جهشان أن الانفجارات قد تؤدي إلى حالات اختناق نتيجة استنشاق الأبخرة السامة والدخان الناتج عن الحريق الذي يلي الانفجار، موضحاً أن هذه الحالات قد تكون مميتة في الأماكن المغلقة التي تعاني من نقص في التهوية. وبيّن أن بعض المتفجرات قد تؤدي إلى اشتعال مواد قابلة للاحتراق مثل الغاز أو المواد البترولية، مما يزيد من شدة الحروق ويعقد الوضع الصحي للضحايا.
واختتم جهشان تصريحه أن دور الطب الشرعي في حالات الوفاة الناتجة عن التفجيرات يتطلب فحصاً دقيقاً للبقايا الجسدية والبيئية، وجمع الأدلة المتعلقة بنوع المتفجرات المستخدمة والشظايا الناتجة عنها، هذه المعلومات ليست مهمة فقط لتحديد سبب الوفاة، ولكنها أيضاً تساعد في إعادة بناء سيناريو الحادث وتقديم أدلة مهمة.
وفي ظل غياب النتائج النهائية حول وفاة نصر الله، تزداد الدلائل التي تشير إلى أن الضغط الناتج عن الانفجار قد أدى إلى تمزق الأوعية والأعضاء الداخلية، وهو ما قد يفسر الوفاة بشكل مباشر؛ ومع تقدم التحقيقات، تظل العيون متجهة نحو المزيد من الأدلة التي قد تؤكد أو تنفي هذا السيناريو؛ لتكشف الحقيقة الكاملة وراء الوفاة الناتجة عن الاغتيال.