نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
في ظل التحديات الكبيرة التي واجهتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، تصاعدت التساؤلات حول ما إذا كانت جبهة لبنان قد وفرت له طوق النجاة السياسي. فمع تراكم الإخفاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية، باتت حكومة نتنياهو تحت ضغوط غير مسبوقة.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي والاقتصادي منير دية في تصريح خاص لـ”نخبة بوست” بأن التطورات الأخيرة في لبنان قد منحت نتنياهو انتصاراً معنوياً مؤقتاً، ما ساعده في تهدئة الاحتجاجات الداخلية وتعزيز موقفه أمام المجتمع الإسرائيلي.
و أكد دية على أن حكومة نتنياهو كانت تواجه أزمة كبيرة منذ 7 أكتوبر بسبب سلسلة من الإخفاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية. ورأى أن طول أمد الحرب وعدم قدرة نتنياهو على تحقيق الأهداف المعلنة مثل تحرير الرهائن أو القضاء على قيادات حماس أو تهجير الفلسطينيين من غزة، أسهم في زيادة الضغوط على حكومته.
وأوضح دية أن نتنياهو كان قد وعد الشعب الإسرائيلي بانتصار حاسم مع بداية الحرب، لكن غياب هذا الانتصار أدخل حكومته في أزمة عميقة، خاصة مع تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد السياسات الحكومية.
وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية زادت من تعقيد الموقف، حيث تجاوزت نفقات الحرب 60 مليار دولار، ما أدى إلى زيادة العجز المالي وتراكم الخسائر العسكرية التي أضرت بالجيش الإسرائيلي.
ورأى أن المصداقية الدولية لإسرائيل تضررت بشدة نتيجة الجرائم التي ارتكبت في غزة، مما أسهم في تراجع الدعم الدولي لإسرائيل وتعاطف الشعوب الغربية مع الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بجبهة لبنان، بيّن دية أن الاغتيالات التي استهدفت قيادات حزب الله وبعض الشخصيات الإيرانية قد منحت نتنياهو انتصاراً معنوياً، وإن كان مؤقتاً.
وتابع أن العمليات العسكرية في لبنان كانت بمثابة دفعة سياسية لنتنياهو، ما مكنه من استعادة بعض الاستقرار في حكومته وتقليل الضغوط الداخلية.
و أكد دية أن جبهة لبنان قد لا تكون التحرك الأخير لحكومة نتنياهو، مشيراً إلى إمكانية فتح جبهات جديدة في سوريا والعراق واليمن.
وفسر بأن نتنياهو قد يسعى لتوسيع نطاق الحرب في لبنان عبر شن هجوم بري يستهدف حزب الله في الجنوب اللبناني، وذلك في محاولة لدفعه إلى ما وراء نهر الليطاني.
وفي ختام تصريحاته، رأى دية أن جبهة لبنان شكلت طوق نجاة مؤقتاً لنتنياهو، إذ أسهمت في تهدئة الاحتجاجات وإعادة بعض الثقة إلى حكومته.
ومع ذلك، أضاف أن هذه التطورات قد تكون مجرد حل مؤقت للأزمات المتراكمة، ما يثير التساؤلات حول قدرة نتنياهو على الاستفادة من هذا “الانتصار” في تحقيق استقرار حكومته على المدى الطويل.
ختاماً، على الرغم من أن جبهة لبنان قد وفرت لحكومة نتنياهو فرصة لالتقاط الأنفاس وسط الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة، إلا أن هذا “الانتصار المؤقت” قد لا يكون كافياً لحل الأزمات المتفاقمة التي تواجهها إسرائيل على مختلف الأصعدة؛ فالاحتجاجات الشعبية والأزمات الاقتصادية والضغوط الدولية لا تزال تهدد استقرار حكومة نتنياهو، وتطرح تساؤلات حول مدى قدرة هذه الحكومة على الصمود في ظل تعقيدات الحرب المستمرة وتحديات المرحلة القادمة.