نخبة بوست – كثيرون يعرفون (الظاهر) منه عبر وسائل الإعلام والذي يتمثل في:
– عدوان إسرائيلي مستمر على غزة منذ نحو عام بدأ في 7 أكتوبر 2023 بحرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية هي الأشنع والأبشع في التاريخ الحديث.
عدوان إسرائيلي واعتداءات ومخططات للتهجير في الضفة، وقتل وتنكيل في السجون، واقتحامات للأقصى والأماكن المقدسة.
اعتداءات إسرائيلية على سوريا واغتيال قيادات إيرانية في القنصلية الإيرانية في دمشق.
رفض دائم وإفشال من قبل إسرائيل لكل محاولات الوساطات ومباحثات إطلاق سراح الرهائن.
حرب اغتيالات شملت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران، واغتيالات لقادة فلسطينيين في لبنان.
فتح جبهة لبنان، وتسارع وتيرة التصعيد الإسرائيلي على لبنان من «تفجير البيجرات» لحرب الاغتيالات، انتهت بتصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
استعدادات لهجوم إسرائيلي بري على الجنوب اللبناني للقضاء على ما تبقى من قوة حزب الله.
هذه أحداث منظورة ومشاهدة تابعها العالم (المتفرج) على ما يحدث، ولكن هناك أمورًا كشفتها تقارير سرية، كانت تتحدث عن صفقات وتفاهمات (تحت الطاولة) سببها ما يلي:
ما حدث في 7 أكتوبر خلق انشقاقًا في القرار الأمريكي بين من انحاز ليهوديته وقرر الذهاب إلى أبعد ما يمكن، والقضاء على كل (ما) و(من) يهدّد وجود إسرائيل مهما كانت «الكلفة»، وما حدث يوم 7 أكتوبر أحدث أيضًا انشقاقًا داخل إسرائيل بين فريق يريد حصر الرد على حماس وغزة، ومن اتخذ مما حدث ذريعة لتحقيق كافة المخططات والمطامع والذهاب بالحرب «الوجودية» إلى ما لا نهاية، وحتى تحقيق «كامل المخططات». وساعد على ذلك أن لا مصلحة لنتنياهو المطلوب للعدالة في وقف الحرب، والأهم من ذلك دخول الولايات المتحدة الأمريكية في سنة الانتخابات التي تكون فيها «بطة عرجاء»، ولا تملك الإدارة الأمريكية خلالها إلا الانقياد نحو الرغبات الإسرائيلية طمعًا من «الديمقراطيين» و»الجمهوريين» بالصوت اليهودي المرجّح لنتائج الانتخابات الأمريكية.
ماذا جرى؟.. تقارير تقول إن الحرب شهدت «منعطفات» عديدة، تخللها مواقف (خداع) بين أمريكا وإسرائيل من ناحية، وبين أمريكا وإيران من ناحية أخرى.. فاغتيال إسماعيل هنية داخل إيران تلاه -كما تقول تقارير غربية- تفاهمات أمريكية إيرانية بأن «الديمقراطيين» سيدعمون ملفها النووي إن هي صمتت ولم ترد، الأمر الذي لم يعجب نتنياهو ولا يعجب ترامب بالتأكيد.
– مخادعة أخرى حدثت باغتيال حسن نصر الله الذي ركن لمعلومات «موثوقة» بأن إسرائيل قبلت بهدنة -بكفالة أمريكية- ليتضح أن إيران وقعت في الفخ، وأن إسرائيل تحصد أكثر مما يتفق عليه مع الولايات المتحدة التي لا تملك بعد كل خطوة تنجر إليها إلا التأكيد بأنها ستدافع عن إسرائيل.
* إلى أين؟
يبدو أن إيران اكتشفت -متأخرًا- أن الضغوط تُمارس عليها وحدها، ولا ضغوط على إسرائيل للتهدئة وعدم توسيع دائرة الحرب، أو أن «الضغوط الشعبية الداخلية» عليها باتت أكثر تهديدًا لها من المواجهة المباشرة، كما أنها تخسر أذرعها ووكلاءها في المنطقة دون ثمن!
الولايات المتحدة -حتى لو افترضنا أن نتنياهو يجرّها إلى ما لا تريد- إلا أنها وهي على بُعد شهر من الانتخابات الرئاسية لا تملك سوى قرار «إنهاء المهمة» والإسراع بالحسم، حتى لو أدى ذلك إلى توجيه ضربات إلى إيران -خصوصًا- بعد هجمات البارحة، لأن عكس ذلك ستكون نتائجه كارثية على الإدارة الأمريكية الديمقراطية في الانتخابات المنتظرة.
الهجوم الإيراني بالأمس لم يكن كالذي سبقه، فالأول علم به العالم قبل ربع ساعة، وعلمت به دوائر صنع القرار في المنطقة قبل ساعات طويلة، لكن هجوم الأمس تفاجأت به إسرائيل وناشدت مواطنيها بالاختباء في الملاجئ قبل دقيقة واحدة.
* السؤال الأهم الذي لن نجد إجابة عليه إلا عند الإدارة الأمريكية وهو: إلى أين؟ فالتصعيد الإيراني سيواجه حتمًا بتصعيد «أمريكي – إسرائيلي» قد يستهدف ما يريده نتنياهو منذ سنوات وهو ضرب المفاعل النووي.. فهل يحدث ذلك؟
وماذا لو ضُرب المفاعل الإيراني؟ هل سترد إيران بكل ما لديها وبكل وكلائها في الإقليم؟ أم أن التصعيد العسكري هو ما سيجبر جميع الأطراف على الحل السياسي؟.. وهل الوقت يسمح بصفقات مع إدارة أمريكية بلا صلاحيات وبين رئيس حكومة إسرائيل المنتشي بالانتصارات في لبنان، وبين إيران الباحثة عن انتقام أو صفقة تحفظ ماء الوجه؟
* باختصار: للأسف.. فالإقليم دخل مرحلة حرجة بحرب إقليمية إذا لم تتوقف ستصبح عالمية.. ونحن في المنطقة ندفع ثمن إغلاق العالم أذنيه عن صوت العقل الذي أطلقه الأردن منذ اللحظة الأولى، ولا زال جلالة الملك عبد الله الثاني -حتى يوم أمس- يحذّر من مغبّة ما يجري، ويدعو لوقف الحرب على غزة ولبنان.. فهل يتحرك المجتمع الدولي؟
حمى الله الأردن ملكًا وجيشًا وشعبًا.