نخبة بوست – يواصل معرض عمّان الدولي للكتاب 2024 برنامجه الثقافي لليوم الثامن على التوالي، حيث شهد مساء الخميس إقامة عدد من الندوات والأمسيات الثقافية. أقيمت ندوة بعنوان “طوفان الأقصى وانعكاساته الاستراتيجية” بمشاركة الدكتور محسن محمد صالح، وإدارة الكاتب إياد حماد. كما شهدت الفعاليات أمسية شعرية ضمن مهرجان المفرق للشعر العربي، بمشاركة الشعراء: إسلام علقم، ماريا الرفاعي، إبراهيم الحسبان، الدكتور علي غبن، ولؤي أحمد، وإدارة جعفر العقيلي.
كما أقيمت ندوة بعنوان “الكتابة إلى الطباعة: تاريخ الإثراء الحضاري”، بمشاركة الأستاذ في جامعة اليرموك الدكتور عمر الغول، والدكتور إسماعيل يبرير من الجزائر، وإدارة الكاتبة صفاء الحطاب. بالإضافة إلى ندوة “الرواية والذكاء الاصطناعي” التي شارك فيها الدكتور والروائي نائل العدوان، والدكتور أحمد الرحاحلة، والدكتور إسماعيل يبرير، وإدارة بديعة زيدان من فلسطين.
في ندوة “طوفان الأقصى وانعكاساته الاستراتيجية”، تحدث الدكتور محسن محمد صالح عن وصف قادة الاحتلال الصهيوني لطوفان الأقصى بعدة أوصاف، منها أنها “حرب وجودية” و”حرب الاستقلال الثانية”. فسر ذلك بحالة الرعب التي اجتاحت الكيان المحتل، على الرغم من تفوقه العسكري وتحالفه مع أقوى الدول. أضاف الدكتور صالح أن النظرية الأمنية الصهيونية، التي قام عليها الكيان الصهيوني، قد أثبتت فشلها بعد 75 عامًا من الممارسة. وأوضح أن هذه النظرية كانت قائمة على نقل المعركة إلى أرض الغير، وعلى فكرة الردع والحسم السريع، ولكنها سقطت في طوفان الأقصى.
كما أشار الدكتور صالح إلى أن طوفان الأقصى فاجأ قوات الاحتلال بكافة تفاصيله، وهو حدث لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع. وأوضح أن طوفان الأقصى ضرب فكرة الجدار الاستيطاني الآمن، حيث هاجر بعد الطوفان 450 ألف يهودي إلى الخارج، وبعضهم لا يفكر بالعودة.
أما في ندوة “الكتابة إلى الطباعة: تاريخ الإثراء الحضاري”، تحدث الدكتور إسماعيل يبرير من الجزائر عن مفهوم المقاومة في الكتابة والنشر، مشيرًا إلى النقوش الصخرية والآثار التي تمثل محاولات الإنسان الأولى للكتابة والتأريخ. وأوضح أن محاولات الإنسان في التدوين بدأت مع رواية “الحمار الذهبي”، التي تعد أول رواية في التاريخ البشري، ومكتوبة باللغة اللاتينية. كما أشار إلى تاريخ الرواية في الجزائر، مستذكرًا رواية محمد بن شريف التي نُشرت في مطلع القرن التاسع عشر باللغة الفرنسية.
كما تناول الدكتور يبرير انتشار المطابع في الجزائر، التي جاءت مع الاستعمار الفرنسي بهدف محو الثقافة المحلية. وأشار إلى مقاومة عبد القادر الجزائري الثقافية عبر كتبه، وكيف دعمه الجزائريون. في ختام مداخلته، تحدث يبرير عن تميز الكتاب الجزائريين ووصولهم إلى المحافل الدولية، مشيرًا إلى دعم الدولة الجزائرية العام الماضي لنشر 1200 عنوان على نفقتها.
و قدم “معرض عمّان الدولي للكتاب يواصل فعالياته بندوات ثقافية متنوعة”الدكتور عمر الغول في ندوة “الكتابة إلى الطباعة” عرضًا لاكتشاف الشواهد على الكتابة في الأردن، مشيرًا إلى أن أقدم الشواهد المكتشفة تعود إلى 1500 عام قبل الميلاد. وتحدث عن النقوش النبطية والنقوش اليونانية التي تم العثور عليها في مواقع متعددة في الأردن، مؤكدًا على أن مدينة البتراء هي مدينة عربية بفضل النقوش المكتشفة.
وفي ندوة “الرواية والذكاء الاصطناعي”، قال الدكتور نائل العدوان إن تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الإبداع الإنساني بدأ عبر مراحل عدة، من جمع البيانات إلى تحليلها، وصولًا إلى التعلم الذاتي. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على حجم البيانات المتاحة، مما يؤدي إلى تأثيرات واسعة النطاق على الفكر البشري، مشيرًا إلى التحديات الأخلاقية التي تواجه المجتمع في هذا السياق.
من جانبه، تساءل الدكتور إسماعيل يبرير عن تأثير الذكاء الاصطناعي على القيم والمبادئ التي يمكن أن تصدرها لنا الآلة، محذرًا من استسلام الإنسان لعقله ومن سيطرة الذكاء الاصطناعي على النصوص الأدبية، ما قد يؤدي إلى تشابه كبير في الأعمال الأدبية المستقبلية.
بدوره، أكد الدكتور أحمد الرحاحلة أن بعض البرمجيات قد وصلت إلى مرحلة الفرادة، وربما يعلن عن تقدمها بشكل أكبر في السنوات القادمة. وأشار إلى أن دعم اللغة العربية في هذه البرمجيات لا يزال ضعيفًا، وأن الذكاء الاصطناعي لا يزال يعتمد بشكل كبير على التدخل البشري، حيث إن الكثير من التطبيقات الفنية مثل الرسم والنحت باتت تصعب التفريق بينها وبين الأعمال البشرية.
واختتم الدكتور الرحاحلة بدعوته إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز وجود الإنسان، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يزال غير مستغل بالكامل.