نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لمشهد العمليات في غزة وجنوب لبنان إن قصف حزب الله لنهاريا والخضيرة لم يكن عشوائيًا، بل استهدف مواقع حيوية. ففي نهاريا، استهدف قاعدة شوغر التي تضم قيادة لواء جولاني وقيادة وحدة “إيغوز”، إضافة إلى مصنع لقطع غيار الطائرات، بينما في الخضيرة، استهدف حزب الله مطار بيت شيمر المهجور، الذي يحتوي على رادارات لنظام القبة الحديدية.

وأكد أبو زيد أن حزب الله لم يقصف حيفا أو تل أبيب رغم وقوعهما بين نهاريا والخضيرة، مشيرًا إلى أن هذه المواقع تقع ضمن “معادلة التناسب”، بينما نهاريا والخضيرة ضمن “معادلة التدرج”. أي أن حزب الله يرسل رسالة للاحتلال مفادها: “طالما لم تقصف بيروت والضاحية، لن أقصف تل أبيب وحيفا.” واعتبر أبو زيد أن هذا هو “الردع”، حيث يتمتع حزب الله بقدرة القصف حسب اختياره للزمان والمكان، محققًا بذلك ردعًا للاحتلال خلال الساعات الـ48 الماضية.

وفيما يخص التطورات البرية، أشار أبو زيد إلى أن الثقل العسكري للاحتلال يتركز على محاولة الوصول إلى الخيام، حيث تقدم الجيش الإسرائيلي كيلومترًا باتجاه العصافيري. ورغم هذا، يسعى الاحتلال لاستثمار التقدم والحفاظ على زمام المبادرة، ما يجعله أمام ثلاثة سيناريوهات: إما سحب قوات من جنوب لبنان لدعم عملية الخيام، أو إدخال قوات جديدة، وهو أمر غير ممكن نظرًا لقلة عدد الجنود النظاميين في جيش الاحتلال (169 ألف جندي و500 ألف احتياط وفقًا لموقع Global Security). ومع نشر 70 ألف جندي في خمس فرق في جنوب لبنان، يصبح من الصعب على الاحتلال المناورة عسكريًا إلا بالتقدم بقواته الحالية نحو الخيام، مما يضطره للمرور بسهل الخيام حيث ستنكشف الدبابات، ويبدو أن حزب الله استعد لمعركة ضارية قد تعيد للأذهان مجزرة الدبابات في وادي الحجير عام 2006.

وحول غزة، أشار أبو زيد إلى أن الاحتلال حقق نجاحًا تكتيكيًا، لكنه فشل استراتيجيًا في تحويل هذا النجاح إلى مكسب سياسي، نتيجة عجزه عن صياغة استراتيجية واضحة للخروج من أي معركة يدخلها.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version