نخبة بوست – وجهتُ مقالي هذا “لمن يهمّه الأمر”، لأنني كغيري من أبناء الشعب الأردني لم نعد نعرف بصراحة مَن يدير المشهد الداخلي الأردني، وخصوصًا بعد نتائج الانتخابات التي أتت كما – يبدو – بما لا يشتهيه “من يهمّه الأمر”!
حزب جبهة العمل الإسلامي يحصد نصف مليون صوت في القائمة الحزبية، وأقرب منافسيه من الأحزاب التي رعتها الدولة يبعد عنه بـ 360 ألف صوت. ومع هذا، تجتمع كل هذه الأحزاب التي تحظى “بدلال الدولة” ضد حزب الجبهة في انتخابات رئيس مجلس النواب والمكتب الدائم ليتقاسموا “الكعكة” بينهم كما صرّحوا بذلك. مع العلم أنهم تنافسوا فيما بينهم في الانتخابات النيابية بضراوة وشراسة، ولكن “يبدو” أن ما جمعهم في انتخابات رئاسة النواب والمكتب الدائم أكبر بكثير مما فرّقهم أثناء منافستهم فيما بينهم في الانتخابات النيابية!
يقول بعض السياسيين إن مراكز القرار لا تثق بالمعارضة ولا تحبّها. ومن قال إن الثقة والحب والبغض يكونان بالضرورة من طرف دون الآخر؟!
ترشّح الأستاذ النائب صالح العرموطي لانتخابات رئاسة مجلس النواب رغم التحشيد الرسمي ضدّه، يؤكد أن حزب جبهة العمل الإسلامي ماضٍ في دعم “تحديث المنظومة السياسية”، وأن بعض مراكز القرار تضع العراقيل والألغام في طريق “تحديث المنظومة السياسية”، مما يؤكد أن هذه المراكز هي مَن بحاجة إلى تعزيز الثقة لدى المعارضة السياسية والحزبية، بل ولدى الشارع الأردني وليس العكس!
أبارك لصديقي وزميل المدرسة، سعادة الأستاذ أحمد الصفدي، برئاسة مجلس النواب، وأتمنى عليه أن يفي بما تعهّد به، بعدم اتباع سياسة الإقصاء والتهميش لنواب حزب جبهة العمل الإسلامي في اللجان النيابية.
وبعد… الكرة في مرماك، سعادة الصديق أبو زيد. لعلّك عندما تفي بما وعدتَ به، تضع بعض مراكز القرار أمام الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، بأن الحركة الإسلامية ونوابها في البرلمان هم جزء أصيل من صميم الشعب الأردني، ونالوا ثقة غير مسبوقة في الشارع الأردني، تؤهلهم لأن يكونوا شركاء حقيقيين في البرلمان وخارجه.
أما أستاذنا الكبير النائب صالح العرموطي، فقد كان وسيبقى قامة وطنية باسقة، يشهد لها الجميع بالخُلق الرفيع والمواقف الوطنية الصادقة.