نخبة بوست – محرر الشؤون التربوية
لا يمكن اليوم، في العلوم التربوية، أن نعود إلى الوراء؛ لنطرح معًا علاقة المعلم بالطالب والطالب بالمعلم، وعلاقة كليهما بالمنهاج؛ فالعلاقات التربوية اليوم تطورت عن ذلك الخطاب بعقود.
لا شك أن لوزارة التربية والتعليم دورًا بارزًا تاريخيًّا في تمتين العلاقات التربوية من خلال التشريع والتدريب والتأهيل والمتابعة، وإنكار جهودها بجرة قلم أو تصريح عابر لهو ظلم وتجني؛ دون الخوض في تفاصيل أساسيات العلاقات التربوية، ورميها بسهولة على الوزارة. والأسهل من ذلك هو اتهام المنهاج في هذا التوقيت السياسي كنوع من أنواع التحريض عليه.
العلاقات التربوية، إن أردنا النقاش المباشر فيها، تعتمد على عوامل متعددة؛ منها شخصية المعلم نفسه وتأثيره على الطلاب، في تقديم نفسه كالأستاذ النموذج والقدوة لطالب أو طالبة في سن المراهقة، حيث يبحثون عن القدوة لبناء النموذج. فالمراهقة تُعرّف ببداية الخروج عن الأسرة والبحث عن الشخصية الخاصة، وهنا يكون المعلم أو المعلمة أول نقاط الالتقاء بعد الأسرة. وليكون المعلم على المحك، فإن كان نموذجًا يُحتذى به، فقد حاز على احترام الطالب، بل أصبح الطالب يقتبس شخصيته وأسلوبه؛ وهذا ما أكّد عليه علم النفس التربوي.
أما دور المناهج فهو مهم، وهذا ليس محل خلاف؛ ولكن أي مناهج نقصد؟ هل هي المناهج القائمة على التلقين أم الساعية لتطوير المهارات التربوية الثلاث: المعرفية، والوجدانية، والمهارية؟ بالإضافة إلى استخدام تكنولوجيا التعليم بما يتوافق مع لغة العصر التي يعرفها أبناؤنا أكثر منا، بل ويعلموننا إياها.
العلوم التربوية في تطور دائم؛ لا يقل عن باقي أنواع العلوم إن لم يسبقها. وما تسعى إليه وزارة التربية اليوم من متابعة حثيثة هو اللحاق بالركب العالمي للتربية، بل وتحقيق السبق فيه، وليس العودة للخلف في تعريف التربية والعلاقات التربوية.