نخبة بوست – كتب د. احمد زياد ابو غنيمة

تخوفات البعض تجاه تطورات الأحداث في سوريا، التي تُوجت بالتخلص من أحقر جزاري العصر الحديث بفاتورة طويلة من الدماء والتضحيات، تخوفات مشروعة في ظل السقوط المدوي والسريع لهذا النظام الوحشي، وما يمكن أن تواجهه الثورة السورية لإنجاح مسيرتها وتحقيق استقرار سوريا ووحدة أراضيها.

الثورة السورية المجيدة، التي بدأت عام 2011 وحتى سقوط النظام البائد، يجب على أي إنسان حر وشريف أن يباركها ويتمنى لها التوفيق والنجاح في استكمال مسيرتها، مع الحفاظ على سوريا أرضاً وشعباً.

ثوار سوريا الأبرار لم يتخلصوا فقط من مجرم وحشي، بل حرروا الأرض والسجون (بكل ما شاهدناه من فظائع يندى لها جبين الإنسانية) من ظلم أحد أحقر طغاة العصر الحديث.

ما يجري من اعتداءات صهيونية على الأراضي السورية في صباح يوم سقوط الطاغية لهو أكبر دليل على مدى عمالة النظام البائد، الذي كان يمنح الأمان ويحمي الحدود للكيان الصهيوني منذ عقود. فهو لم يطلق رصاصة واحدة تجاهه منذ أكثر من خمسين عاماً، بل كان يمارس عدوانه وجبروته على شعبه، وأذاقهم سوء العذاب من قتل وتدمير.

نظام “الممانعة”، كما كان يروج له “شبيحته” عندنا في الأردن، وُجد في سجونه الظالمة قيادات من كتائب القسا.م والعشرات من منتسبي حما.س! بئست مثل هذه الممانعة!

لا أحد يتوقع أن تمسك الثورة السورية زمام أمور البلد في ليلة وضحاها، فالخراب الذي تركته عائلة الطاغية، من الأب إلى الابن، يحتاج لسنوات طويلة لإصلاحه. وهذه الاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية متوقعة في ظل اليمين الصهيوني المتطرف الذي يحكم الكيان.

لن تكون هذه الاعتداءات الوحيدة التي قد تواجهها الثورة السورية، بل علينا أن نتوقع تحركات وتحرشات عسكرية من الأكراد (قسد) المدعومين من أمريكا والكيان الصهيوني في الشمال، وقد يتم تحريك بقايا داعش لمشاغلة الثوار في الشرق.

علينا أن نهدأ من روعنا قليلاً، فالثوار أمامهم تحديات كبيرة داخلياً وخارجياً، من أعداء الأمة العربية والإسلامية الذين لا يريدون لأي بلد عربي الاستقرار في منطقتنا، حرصاً على الكيان الصهيو.ني.

ولا يجب أن يغيب عن بالنا ما قد يفعله “صهاينة العرب” لإجهاض الثورة السورية، كما فعلوا في ثورات الربيع العربي عام 2011.

مصلحتنا الوطنية الأردنية أن تنجح الثورة السورية في إعادة الأمن والاستقرار للدولة، والحرية والديمقراطية للشعب السوري، وأن تبقى سوريا موحدة. فقد عانينا كثيراً من ذلك النظام الطائفي الدموي المجرم.

حمى الله سوريا، وحمى ثورتها وشعبها، وحفظها من كيد أعدائها.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version