نخبة بوست – في زيارته أمس للمحافظة يرافقه ولي العهد، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، أن محافظة البلقاء عزيزة بكل مناطقها وعشائرها، وتمثل الأردن بالتسامح والمحبة والعيش المشترك، وهي مصدر فخر واعتزاز للأردنيين جميعا.
ولم يغب عن بال جلالته أن يؤكد لنا جميعا أن الجميع يعرف تاريخ البلقاء ودور أهلها في بناء الأردن.
بالأمس خرج اهل السلط والبلقاء بكل مشاعر الوفاء والولاء، للقاء جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في ربوع مدينتهم.
السلط حاضنة التاريخ والحضارة، عاشت فرحا غامرا وحماسة وشوقا بهذه الزيارة الملكية السامية.
لطالما كانت السلط في قلب الهاشميين والهاشميون في قلب السلط، هذا الوفاء المتبادل بين المدينة وسيد البلاد، فقد وقف أهلها في كافة محطات الوطن التاريخية والمفصلية مع وخلف قيادتهم الحكيمة، لتحقيق رفعة وتطوير شأن الوطن، مقدمين أرفع النماذج في الولاء والانتماء.
هذا الحب الممتد، عبر عنه فرح اللقاء وصدق العناق، على أرض السلط منبع الأصالة ومتكأ الأجداد الذين زرعوا بذور الحضارة وكروم الكرم والتسامح وزيتون السلام والعيش المشترك.
بالأمس تزينت شوارع السلط و أزقتها القديمة، فزاد حجرها الأصفر سحرا في عيون زوارها.
وبانت أصالة لقاء رجال ونساء تمسكوا بأثوابهم ولم يلبسوا «العيرية» مع قائدهم وهم من شبت وشابت قلوبهم على ديدن الولاء والانتماء والمحبة،هم رجال ونساء زرعوا الوطن في قلوبهم، وحافظوا على تراثهم حتى في أصغر التفاصيل.
في السلط، العيش المشترك ليس مجرد كلمات، بل هو هوية موروثة تجسدها الجدران الصامدة، والبيوت المتلاصقة، التي تكاد تروي حكاية تعاون بين الجميع، لا فرق بين دين وآخر، ولا بين عرق وجنس، والشواهد المآذن التي تشدو بالتسبيح، والكنائس التي تهمس بالسلام. عليك السلام يا سلط يا ذاكرة حية، يا مرجع الحب والوفاء لا يمحوها الزمن.