نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن مؤشرات التوصل إلى هدنة في غزة أصبحت أقوى، وإن فرص نجاحها تفوق احتمالات فشلها هذه المرة.
وأرجع أبو زيد ذلك إلى الوضع الراهن للطرفين، المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، حيث استند إلى عدة عوامل أبرزها انسداد الأفق أمام الاحتلال لتحرير أي من الأسرى بالقوة، وتراجع الخيارات العسكرية لديه، واستنفاد بنك الأهداف في غزة.
وفي المقابل، أشار أبو زيد إلى حاجة المقاومة للهدنة، خاصة مع انخفاض كفاءتها القتالية.
وأضاف أبو زيد أن الاحتلال لم يعد قادراً على الاستمرار في العملية العسكرية بغزة، حيث تواجه قواته المتبقية، مثل لواء “جفعاتي” و”كفير” في شمال القطاع، استنزافاً كبيراً.
كذلك، يتعرض اللواء المدرع من الفرقة 162 في جنوب غزة لكمائن متكررة في رفح. ومع ذلك، لم يقم الاحتلال – على غير المعتاد – باستبدال هذه القوات منذ أكثر من ستة أشهر. وأوضح أبو زيد أن السبب يعود إلى أن خمس فرق عسكرية إسرائيلية كانت قد استُنزفت في جنوب لبنان وتحتاج إلى 3-4 أشهر لإعادة ترميمها وسد النقص في صفوفها.
وأشار أيضاً إلى أزمة القوى البشرية في جيش الاحتلال، حيث باتت مشكلة الاحتياط تتفاقم مع اقتراب منتصف الشهر الجاري. وأوضح أن 54% من قوات الاحتياط أنهوا مدة الخدمة العسكرية المحددة وفق قانون الخدمة الاحتياطية، مما يجعل هذه الأزمة ضاغطة على قيادة الاحتلال. وبناءً على هذه المؤشرات، أكد أبو زيد أن الهدنة أصبحت قريبة جداً.
معايير الفشل والنجاح ..
وفيما يتعلق بمعايير النجاح والفشل في حرب غزة، تساءل أبو زيد عن مدى تحقيق الاحتلال للأهداف التي وضعها المستوى السياسي والعسكري. وأجاب قائلاً: “بعد 344 يوماً من القتال، لم ينجح الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه الرئيسية، مثل القضاء على المقاومة، تجريدها من السلاح، أو تحرير الأسرى.” وأوضح أن معيار الأهداف يصب لصالح المقاومة.
أما من منظور الاحتلال، فقد يقيس النجاح من خلال الدمار والقتل في غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال نجح في تحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش. ومع ذلك، أكد أبو زيد أن هذا المعيار غير كافٍ لاتخاذه كمرجع للنجاح، مستشهداً بأمثلة تاريخية، مثل تدمير ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وإعادة بنائها، وحرق فيتنام بالنابالم خلال الحرب هناك، التي انتهت بانتصار حركة التحرر الوطني الفيتنامية رغم نجاح الولايات المتحدة في المعارك.
وختم أبو زيد حديثه بالإشارة إلى أن الاحتلال يتبع مساراً إعلامياً مصاغاً بدقة بالتوازي مع المفاوضات الجارية، في محاولة لخلق انطباع عالمي بتحقيق إنجاز استراتيجي. إلا أن الفصل في معايير تقييم الجبهات يؤكد فشل الاحتلال عملياً واستراتيجياً.