نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن استمرار المقاومة في غزة في تنفيذ تكتيكات حرب الشوارع باستخدام السلاح الأبيض والقنابل اليدوية واغتنام أسلحة من جنود الاحتلال، يعكس قدرة المقاومة على التكيف مع العمليات العسكرية المتنوعة، خاصة في الحروب “غير المتكافئة”.
وأوضح أبو زيد أن هذا النهج يشير إلى تصميم المقاومة على القتال واستنزاف قوات الاحتلال، على الرغم من مرور 44 يومًا على العملية العسكرية في غزة؛ كما توقع أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من هذه التكتيكات، خاصة في شمال القطاع.
وأضاف أبو زيد أن المقاومة تعرضت لضربات قوية أدت إلى تراجع كفاءتها القتالية ونقص في الإمدادات في بعض المناطق، لا سيما مخيم جباليا؛ ورغم ذلك، تمكنت من تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات لواءي كفير وجفعاتي في جباليا وبيت لاهيا، باستخدام السلاح الأبيض والأحزمة الناسفة، مما يعكس إصرار المقاومة على القتال بالوسائل المتاحة والمعدة مسبقًا.
وأبرز أبو زيد نجاح المقاومة في تحرير رهائن كانوا محتجزين لدى قوات الاحتلال في أحد المنازل ببيت لاهيا، حيث تمكّنت من قتل الجنود المتواجدين في المنزل. هذا الإنجاز يبرز الاحترافية العالية للمقاومة في تنفيذ تكتيكات حرب الشوارع والقتال داخل المناطق المبنية، مقابل عجز الاحتلال حتى الآن عن تحرير أيٍّ من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها.
وأشار أبو زيد إلى أن القوات الإسرائيلية التي تقاتل في شمال غزة تتبع الفرقة 162 المدرعة بقيادة إيتسك كوهين، بالإضافة إلى لوائين من الفرقة 99 بقيادة يواف برونر، المتمركزين في محور نتساريم، ولواء من الفرقة 143 بقيادة باراك حيرم ينتشر على محور فيلادلفيا.
ولفت أبو زيد إلى أن هذه القوات لم تُستبدل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها. كما أشار إلى أن أغلب هذه القوات تنتمي لوحدات المشاة، باستثناء لواء 401 المدرع المنتشر على طريق الرشيد الساحلي شمال غزة.
وأكد أبو زيد أن هذا الوضع يعكس مشكلات كبيرة لدى قوات الاحتلال، حيث باتت معظم الفرق العسكرية مستنزفة وتحتاج وقتًا لإعادة ترميمها.
وأوضح أن هناك نقصًا حادًا في الآليات المدرعة وناقلات الجنود، ما اضطر الاحتلال إلى الاعتماد على قوات مشاة مكشوفة أصبحت هدفًا سهلًا أمام عمليات المقاومة.
ولفت أبو زيد إلى تكتيكات المقاومة، التي تشمل استخدام السلاح الأبيض والقنابل اليدوية والأحزمة الناسفة، حيث تركزت بشكل خاص في شمال غزة، واستهدفت بشكل مباشر لواءي كفير وجفعاتي، وهما ألوية مشاة تعتمد على الاحتماء بالمباني بسبب غياب وسائل الحماية المدرعة.