نخبة بوست – خاص- علي يونس ( واشنطن)
كشفت مصادر رفيعة المستوى داخل فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لـ “نخبة بوست” أن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة إنهاء الحرب على غزة قبل موعد تنصيبه في 20 يناير 2025.
وأوضحت ثلاثة مصادر مطلعة – فضّلت عدم الكشف عن هويتها – أن نبرة ترامب خلال مكالمته الهاتفية الأخيرة مع نتنياهو كانت “شديدة” و”مباشرة”، حيث طالب بإنهاء العمليات العسكرية في غزة.
وأكد هذه المعلومات مصدر رابع في واشنطن، ليس له علاقة سياسية بترامب، لكنه شخصية سياسية مرموقة في العاصمة، وله علاقات وتواصل مع بعض الأعضاء الذين سيلعبون دورًا محوريًا في قضايا الشرق الأوسط. وصرّح المصدر لـ “النخبة بوست” بأن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب مع نتنياهو ويطلب منه إيقاف الحرب على غزة، مشيرًا إلى وجود أفكار وخطط لدى فريق ترامب لإعادة بلورة سياسته في الشرق الأوسط.
وبحسب المصدر – الذي فضل عدم ذكر اسمه – تقوم هذه الخطط على إنهاء الحروب القائمة ودمج السلطة الوطنية الفلسطينية، بقيادة محمود عباس (أبو مازن)، في عملية سلمية عربية قادمة مع إسرائيل، إضافة إلى إدارة غزة بعد الحرب.
ترامب أبدى استياءه من السلوك الإسرائيلي في غزة
ورغم تهديد ترامب سابقًا لحماس بإطلاق سراح الرهائن قائلًا: “سيكون هناك ثمن باهظ في الشرق الأوسط”، إلا أن المصادر نفسها أفادت بأنه أبدى في اجتماعات داخلية مع فريقه استياءه من السلوك الإسرائيلي في غزة، والذي أدى إلى تدمير القطاع بشكل شبه كامل ومقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
وأضافت المصادر أن ترامب يعتزم إعادة ضبط سياسته في الشرق الأوسط بشكل مختلف عن ولايته الأولى؛ ويرجع هذا التوجه إلى شعوره بمزيد من التمكين والثقة في ولايته الثانية، التي جاءت بعد فوز ساحق على منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، ودعمه الشعبي الكبير الذي مكّن الحزب الجمهوري من السيطرة على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب.
وأكدت المصادر أن هذا الوضع يمنح ترامب نفوذًا كبيرًا على أعضاء الكونغرس الجمهوريين، الذين يشعرون أنهم مدينون له بانتصاراتهم الانتخابية ويخشون تأثيره السياسي.
ترامب يستخدم “لغة الأوامر” مع نتنياهو
هذا النفوذ يفسر قدرة ترامب على استخدام “لغة الأوامر” في مخاطبته لنتنياهو، رغم الدعم الذي يحظى به الأخير من الكونغرس الأمريكي والجماعات المؤيدة لإسرائيل، مثل لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية-الأمريكية (أيباك) والجماعات المسيحية الصهيونية؛ وتتمتع إسرائيل بدعم شبه مطلق في النظام السياسي الأمريكي، مدفوعًا بأسباب تاريخية وصعود اليمين المسيحي المتشدد في الولايات المتحدة، الذي يعتبر دعم إسرائيل جزءًا من عقيدته الدينية.
مع ذلك، لا يعني موقف ترامب من الحرب على غزة بالضرورة حدوث تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، إذ تظل الهيمنة العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية على محيطها العربي ركيزة أساسية للسياسة الأمريكية الرسمية.
على صعيد آخر، تجري حاليًا مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل قد تفضي إلى انفراجة نسبية ووقف إطلاق نار محدود؛ ورغم التعنت الإسرائيلي المستمر ورفضه الموافقة على وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، إلا أن هناك مؤشرات على إمكانية تحقيق تقدم في هذه المفاوضات.