نخبة بوست – هاشم عقل – يتوقع الخبراء ارتفاع أسعار المشتقات النفطية محليا خلال الشهر المقبل وفقا لما يلي: ارتفاع لتر بنزين 90 ب 20 فلسا بنسبة 2.2%، ارتفاع لتر بنزين 95 ب 25 فلسا بنسبة 2% إضافة الى ارتفاع لتر الديزل 5 فلس بنسبة 1%.
هذه الارتفاعات جاءت نتيجة لإرتفاع خام برنت عالميا، حيث وصل إلى 94 دولار خلال الشهر الحالي نتيجة الأخطار الجيوسياسية التي ما زالت تؤثر على منطقة الشرق الأوسط وزيادة الطلب الصيني والحرب الروسية الأوكرانية، حيث قامت طائرات اوكرانية مسيّرة بقصف بعض مصافي النفط الروسية الذي عطل إنتاجها جزئيا.
ولعل أهم العوامل الرئيسية التي ساهمت في ارتفاع أسعار النفط الخام التوقعات بشأن إبقاء مجموعة دول أوبك + على سياساتها الإنتاجية الحالية دون تغيير، مما يعني استمرار مسار تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية شهر حزيران 2024، بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية.
استهداف البنية التحتية للطاقة في روسيا
على صعيد متصل، ساهم تصاعد استهداف البنية التحتية للطاقة في روسيا، في توقف نحو 14% من إجمالي طاقتها التكريرية، كما أثار المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات واستمرار تعافي نشاط مصافي تكرير النفط في الولايات المتحدة الأمريكية، ليصل معدل تشغيلها إلى 88.7% وهو أعلى مستوى مسجل لها منذ شهر كانون ثاني الماضي.
كما يعد انخفاض عدد منصات الحفر الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي وبمقدار 3 حفارات لتصل إلى 506 حفارة، مؤشرا مبكرا على إمكانية تراجع إمدادات النفط المستقبلية.
الصين وهي من اهم العوامل المؤثرة في زيادة الطلب على النفط ، حيث شهدت اسواق النفط فيها زيادة على المستوردات نتيجة سياسة التحفيز الاقتصادي.
هذه العوامل مجتمعة ساهمت فى ارتفاع أسعار النفط، كما أن التوقعات بشأن عدم توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة في المدى القريب، قد تنعكس سلبا على طلب النفط.
هناك آمال بشأن إمكانية تراجع حدة التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط، مما قد يساهم في تأمين مرور تجارة النفط عبر البحر الأحمر وتجنب استهدافها كذلك ارتفاع مؤشر صرف الدولار الأمريكي مقترباً من أعلى مستوى له في 6 أسابيع، وهو ما يجعل النفط الخام أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وقد يحد من الطلب على النفط.
وفي ظل الوضع الراهن؛ ما يحدث في سوق الطاقة والذهب يعكس حالة من الغرابة، إذ أن الأسعار تسير بمستويات شبه ثابتة وتتحرك في معدلات لا تجعلها تنخفض عن مستويات ال 75 دولار للبرميل، أو تتجاوز حاجز الـ90 دولار، وكأنما هناك ضبط لإيقاع الأسعار في السوق.
تراجع حركة سفن الحاويات في البحر الأحمر
وفي مجال النقل البحري؛ نشهد تراجع حركة سفن الحاويات في البحر الأحمر بنسبة 70 بالمئة تقريبا منذ منتصف تشرين ثاني الماضي بسبب هجمات الحوثيين على سفن الشحن في هذه المنطقة، الوضع الراهن سيؤدي إلى مشكلة في سلسلة التوريد في السنوات المقبلة لأن معالجة هذا الأمر ستستغرق بعض الوقت .
وهناك علاقة بين ما ستشهده العديد من الدول من انتخابات هامة خلال العام 2024، وبقاء الأسعار ضمن مستويات معتدلة لا تعكر صفو الحملات الانتخابية خاصة، في الانتخابات الرئاسية الأميركية
وعادة ما يحقق النفط مكاسب عند حدوث أزمات أو توترات سياسية، لكن هذا ربما لم يعد ينطبق على ما يحدث في السوق بشكل حقيقي، وهو ما يعني أنه من المغالاة القول بوجود مخاوف من تأثير أزمات الشرق الأوسط على أسعار النفط.
ومن العوامل التي تحد من الإرتفاع الحاد على اسعار النفط وهي عدم تطبيق العقوبات على صادرات النفط الايرانية البالغة 3 ملايين برميل رغم وصول النفط الإيراني إلى الأسواق الأوروبية وكذلك تجميد العقوبات على النفط الفنزويلي.
هذا التساهل الامريكي مع ايران وفنزويلا بعد أن طلبت الولايات المتحدة من دول الخليج زيادة الانتاج لكن تم رفض المقترح كلياً وبذلك عمدت الولايات المتحدة إلى غض الطرف عن تطبيق العقوبات خوفا من ارتفاع الاسعار على البنزين خاصة في الولايات المتحدة خاصة انها سنة انتخابات، فارتفاع او انخفاض أسعار البنزين عامل موثر على مزاج الناخبين.