نخبة بوست – لا تزال قوات الاحتلال تشن حرب إبادة وحشية شاملة، لم يشهد العالم مثلها في التاريخ الحديث، الوضع الحالي يمثل حرب استنزاف بلا نهاية، بطيئة ومميتة، حيث يفتقر جيش الاحتلال إلى عقيدة قتالية فعالة للتعامل مع الحروب في المدن وضد العصابات الخفية.
لقد صمدت المقاومة في وجه الاحتلال، الذي لا يمتلك سياسة واضحة للخروج أو كيفية إنهاء هذه الحرب. الآن، وقد وصلت الأمور إلى طريق مسدود دون تحقيق الأهداف المعلنة، أصبحت التسوية السياسية هي الخيار الوحيد المتاح.
اعتمد جيش الاحتلال في عملياته على التوغل والتطويق والتطهير والاشتباكات المختلفة، ثم الانسحاب إلى ضواحي المدن ومحيط غزة، مدعومًا بكثافة نيران هائلة من سلاح الجو، الذي ارتكب مجازر إنسانية ودمر البنى التحتية، بحيث أصبحت مدن غزة كلها غير صالحة للحياة.
بعد فشل المفاوضات لوقف إطلاق النار، التي تحتاج إلى التزامات وقرارات دولية ربما تشمل قوات دولية للمراقبة، تنوي إسرائيل التوغل نحو مدينة رفح. الحروب السابقة في القطاع تبين أن المبادرات والوساطات تؤدي فقط إلى فترات هدوء مؤقتة قبل اندلاع حرب جديدة.
إسرائيل، التي حشدت 50 ألف جندي في 13 لواء ومجموعات قتالية أخرى متخصصة لعمليات سريعة، تتمركز الآن شمال وشرق رفح. لا تزال عمليات تدمير الأنفاق، شريان الحياة للمقاومة، تمثل المتطلب الرئيس لها.
التوسع نحو رفح، ومحاولات السيطرة على حدود خط فيلادلفيا وصولاً إلى البحر المتوسط، قد يؤثر على سمعة مصر وأمنها القومي، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا. حاليًا، تقوم إسرائيل بتهجير المدنيين من شرق رفح نحو المواصي وشمال غرب خان يونس، المدمرة حاليًا والتي أصبحت غير قابلة للحياة. دخول إسرائيل إلى رفح لن ينهي الحرب، وطبيعة هذه الحروب تأخذ سنوات للوصول إلى تسوية، أما ما بعد غزة فهو في عالم المجهول.