نخبة بوست – خمسة وعشرون عامًا على الجلوس الملكي احتفل فيها الأردنيون في جميع محافظات المملكة بكل أمان في محيط عربي يشهد حالات من عدم الاستقرار والثبات والأمن. جاء خطاب الملك ليعيد مرة أخرى ترتيب الأولويات، ويؤكد على المنجزات ويبني على القادم مستقبلًا.
في العرض العسكري المهيب الذي أقامته القوات المسلحة الأردنية، كانت الرسالة واضحة ولا تقبل مجالًا للشك أو التأويل، فطائرة شاهين الأردنية حملت على أجنحتها رسالة مهمة أن الأردن عصي على أي محاولات من أي طرف كان للعبث بالأمن الأردني كائنًا من كان. فكما هو الأردن بلد الاعتدال وصاحب المواقف الواضحة، فهو كذلك إن كشر عن أنيابه فإنه مفترس يُحسب له ألف حساب مهما حاولت بعض القوى الإقليمية العبث بهذا الاعتدال والأمن.
الملك في خطابه في عيد الجلوس وجه العديد من الرسائل وأعطى أمثلة واقعية عن الأردني الذي يعرف تمامًا كيف يدافع عن وطنه ويهب لمساعدة أشقائه مضحيًا حتى بحياته وأمنه من أجل ما يؤمن به. فالجندي الذي سارع نحو الحدود لنجدة أم وأطفالها، هذا هو الأردني. والطبيب الذي لم يتردد ولو للحظة عن مساندة أشقائه تحت القصف ووسط المعارك، فهذا هو الأردني. ومن هب وقت الشدائد وانتصر لأخيه المظلوم وآوى من جاء إليه طلبًا للأمان، فهذا هو الأردني.
الملك أكد في خطابه أيضًا على أن الهوية الوطنية كانت وستبقى مصدر ثبات وقوة تجمعنا في مواجهة الأخطار، وبها تمت حماية مسيرة الدولة والمجتمع، وخلف الراية توحدنا في وجه الخوارج وأصحاب الفتن، وتجاوزنا فوضى الإقليم. فكانت الأولوية حماية الأردن من نيرانها أولوية فوق كل الأولويات.
خطاب الملك كان فيه العديد من الرسائل عن المستقبل الذي وضع أساساته الأردنيون وينتظرون ويعملون على تحقيقه بكل جهد وصبر رغم كل التحديات ورغم كل المحاولات التي تحاول العبث ووقف مسيرة بلد مؤمن أشد الإيمان بأنه بلد لديه رسالة لا بد أن تصل عاجلًا أو آجلًا.
الملك وقف أمام شعبه صريحًا وواقعيًا، كما قال: إننا نجحنا في أمور، كذلك أخطأنا في أمور أخرى، ولكن العمل والإنجاز مستمر حتى الوصول إلى ما يتمناه هذا الشعب العظيم.