* حماس وضعت فيتو على أي حوار مع كل من عباس وفرج والشيخ
* هل توصل الأميركان أخيراً لصيغة تحفظ ماء وجه الجميع، بما فيها نتنياهو وحركة حماس؟
* ما هو مصير الجناح العسكري لحركة حماس ضمن أي اتفاق محتمل قادم؟
* هل التقى الشيخ بقيادة حركة حماس أم كان تمرير الرسائل عبر الوسيط القطري؟
* مبادرات تُطرح في السر لمناقشة مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية
* حماس وأجهزتها ما زالت تسيطر سيطرة كاملة وفعّالة على كل قطاع غزة
* زحزحة في الموقف الأميركي واقتراب أكثر نحو الواقعية السياسية
نخبة بوست – خاص
في خضم التوترات السياسية والأمنية التي تعصف بالمنطقة، جاءت زيارة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إلى الدوحة أول من أمس لتفتح بابًا جديدًا من التفاهمات والمفاوضات بين السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادة حركة حماس.
هذه الزيارة أثارت العديد من التساؤلات حول دوافعها وأهدافها، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى ضغوط أمريكية على السلطة الفلسطينية للتنسيق مع حماس لإدارة شؤون القطاع بعد الحرب.
إذ تأتي زيارة الشيخ – الذي يعد من الشخصيات الأبرز في السلطة الفلسطينية وحركة “فتح” – إلى الدوحة في ظل الحديث بكثرة عن مبادرات تُطرح في السر لمناقشة مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا: “هل كانت هذه الزيارة بناءً على طلب أمريكي؟ وما هي التحديات والفرص التي يمكن أن تنبثق عن هذه المفاوضات؟”
اتفاقات غير معلنة حول اليوم التالي للحرب
في قراءة للمشهد؛ قام الأمن الداخلي التابع لحركة حماس قبل أسبوع بمداهمة منازل ضباط في السلطة الوطنية الفلسطينية في مخيم المغازي بغزة واستدعاهم لنادي المغازي للتحقيق حول تشكيل مجموعات تابعة للسلطة لإدارة المعابر وإيصال المساعدات للنازحين ومعرفة ما إذا تم التواصل معهم من قبل رام الله.
تأتي هذه المعلومات، على الرغم من مرور أكثر من 266 يومًا من الحرب على غزة، لتؤكد، وفق مصادر مقربة من الحركة صرّحت لنخبة بوست، بأن “حركة حماس وأجهزتها ما زالت تسيطر سيطرة كاملة وفعّالة على كل قطاع غزة”، ووفقًا للمصادر نفسها، فإنّ الأميركيين قد تغيرت قناعاتهم باتجاه مسألة بقاء حماس أو استمرارها، وهم اليوم يمارسون ضغوطًا على قيادة السلطة للذهاب إلى الدوحة والتنسيق مع قيادة حماس والاتفاق حول اليوم التالي لانتهاء الحرب.
وفق رواية المصادر المقرّبة من حماس، فإنّ زيارة حسين الشيخ إلى الدوحة لم تأتِ من فراغ، حيث كانت زيارة وفد منظمة التحرير بناءً على طلب الأمريكيين من السلطة، فالضغط الأمريكي كبير على قيادة السلطة الفلسطينية، من أجل التنسيق مع حركة حماس لإدارة شؤون قطاع غزة، حيث جاء الضغط الأمريكي هذه المرة على قاعدة بقاء حركة حماس في الحكم إلى ما بعد انتهاء الحرب على القطاع.
على الجهة المقابلة، اكتفت المصادر القطرية الرسمية بذكر الزيارة واللقاء بين الشيخ ووزير الخارجية القطري، نائب رئيس الوزراء، محمد آل ثاني، ولم يتم ذكر تفاصيل أخرى، ومن جهته، ذكر حسين الشيخ (على حسابه على منصة X) أنه التقى بالوزير القطري وتباحث معه في آخر التطورات والمصالحة الداخلية والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة والتحرك العربي والدولي لوقف الحرب، من دون أن يشير إلى أيّ لقاءات أو حوارات سريّة مع حركة حماس.
أما على الطرف الآخر وهو الأميركي، فبالرغم من تشكيك إدارة الرئيس بايدن بإمكانية تحقيق إسرائيل لأهدافها في القضاء الكامل على حركة حماس، فلم يصدر ما يشير إلى موافقة أميركية ببقاء غزة تحت حكم حماس، بل إن التسريبات القادمة من أوساط وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تشير إلى لاءات ثلاث فيما يتعلق بمستقبل غزة، في مقدمتها بقاء حماس في الحكم.
المبادرة العربية التي ترجمت بالورقة السداسية (الأردن، السعودية، مصر، الإمارات، قطر، السلطة الفلسطينية) قدمت تصورًا، تحفظت عليه الخارجية الأميركية، حينها، ويتمثل بمرحلة انتقالية وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وهو السيناريو الذي رفضه بنيامين نتنياهو بصورة مطلقة، فيما اكتفت بعض التسريبات من مفاوضات حماس مع أطراف فلسطينية أخرى، بعضها مرتبط بحركة فتح، لكن الجناح المناوئ للرئيس عباس، مثل محمد دحلان وناصر القدوة، بالموافقة على حكومة تكنوقراطية.
وهذه قد تكون إشارات إلى تحولات في رؤية الإدارة الأمريكية عما أعلنه مجلس الحرب الإسرائيلي في وقت سابق، بضرورة إنهاء حكم حماس في القطاع والقضاء عليها عسكريًا، فزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن والموافقة الأمريكية على خطته تجاه قطاع غزة تشير إلى نية إسرائيلية – أمريكية بأن يكون هناك خليط ما بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، ودور أوروبي في إدارة شؤون قطاع غزة بعد الحرب.
وفي هذا الصدد، تقول مصادر مطلعة إن التوجه العام الجديد أميركيًا وإقليميًا يصب في اتجاه نزع القوة العسكرية من حماس، المتمثلة في سلاحي الأنفاق والصواريخ، ومنع إدخال المال إليها بشكل مباشر، ومن جهة أخرى الإبقاء على الحركة قوية أمام أي خصم فلسطيني موجود على الساحة في القطاع.
في الخلاصة، تشير التحليلات والتسريبات الجديدة إلى وجود زحزحة في الموقف الأميركي، واقتراب أكثر نحو الواقعية السياسية، لكن هذا مشروط كذلك بمدى تجاوب حركة حماس مع التوجهات الجديدة والمرونة التي تتمتع بها، ومدى وجود توافق بين الجناحين العسكري في الداخل والنخبة السياسية بقيادة خالد مشعل في الخارج، على طبيعة المرحلة القادمة.
التحولات الجديدة بالرغم من أنّها مرفوضة إسرائيليًا، مع تمسك نتنياهو بأهدافه بالقضاء على حكم حماس وقدراتها العسكرية، إلا أنّه يمكن تسويقها بوصفها إنهاء للخطر الذي تمثله حماس لأمن إسرائيل، وبالتالي الخروج من المأزق الاستراتيجي الراهن بعدم إمكانية تحقيق الأهداف التي وضعت في بداية العدوان على غزة.
في حوار سابق بين “نخبة بوست” وقيادي من حركة حماس أبدوا مرونة فيما يتعلق بمستقبل غزة والحكومة التكنوقراطية، وفيما يتعلق بالحوار مع حركة فتح، وبإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، لكنهم وضعوا فيتو على أيّ حوار مع حسين الشيخ وماجد فرج والرئيس عباس نفسه، فهل زيارة الشيخ تخللها لقاءات سرية مع حركة حماس وانتهى الفيتو، أم كانت النقاشات عبر الوساطة القطرية؟ بانتظار تسريبات أخرى…