نخبة بوست – قد تؤدي الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، التي ستُجرى اليوم إلى برلمان معلّق دون أغلبية واضحة، بحسب ما تشير إليه استطلاعات الرأي.

وسيحدث ذلك على الأرجح ما لم يفز اليمين المتطرف (حزب التجمع الوطني وحلفاؤه) بعدد كافٍ من المقاعد تمكنه من تشكيل أول حكومة له منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي السطور التالية سيتم توضيح أبرز المعلومات المتعلقة بالانتخابات البرلمانية الفرنسية والجولة الثانية منها، والسيناريوهات التي تليها، وماذا قد يحدث في حالة عدم سيطرة أي من الأحزاب أو التحالفات على الأغلبية في البرلمان، بحسب وكالة رويترز.

كيف تجري عملية التصويت؟

تتضمن الانتخابات التنافس على 577 دائرة، ولكل دائرة مقعد في الجمعية الوطنية، وهي الغرفة الأدنى في البرلمان.

وتم انتخاب 76 نائباً في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت يوم الأحد 30 يونيو/ حزيران، منهم 39 يمثلون حزب التجمع الوطني وحلفاءه، وهو ما يعني أن هناك 501 مقعد متاح للتنافس في الجولة الثانية.

وينتهي التصويت على الانتخبات في مرحلتها الثانية غداً الأحد في تمام الساعة السادسة مساء بتوقيت فرنسا (1600 بتوقيت جرينتش) في البلدات والمدن الصغيرة، وفي المدن الكبرى عند الساعة الثامنة مساء (1800 بتوقيت جرينتش).

وستصدر الجهات المنظمة لاستطلاعات الرأي توقعات أولية في الساعة الثامنة مساء، بناءً على نتائج بعض مراكز الاقتراع بعد إغلاقها في وقت سابق من اليوم. وعادة ما تكون هذه النتائج موثوقة.

وتجري عملية فرز الأصوات في الغالب بوتيرة سريعة. لكن إذا كانت النتيجة متقاربة، كأن يكون حزب التجمع الوطني على بعد بضعة مقاعد من ضمان الأغلبية المطلقة، فقد يتأخر إعلان النتيجة النهائية حتى الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين الثامن من يوليو.

من سيفوز في الانتخابات؟

جاء حزب التجمع الوطني خلال الجولة الأولى في الصدارة بحصوله على ثلث عدد الأصوات الإجمالي. وتتوقع استطلاعات الرأي فوزه بمقاعد أكثر من أي حزب آخر، لكن هامش فوزه تضاءل بعد أن وحّدت الأحزاب المنافسة له صفوفها من أجل مواجهته في الانتخابات. ومن المرجح ألا يحقق حزب التجمع الوطني أغلبية مطلقة.

وفي إطار العمل على تحجيم فرص اليمين المتطرف، سحبت الجبهة الشعبية الجديدة المنتمية لتيار اليسار وتحالف من أحزاب الوسط المؤيدة للرئيس إيمانويل ماكرون أكثر من 200 مرشح من منافسات الجولة الثانية لتعزيز فرص فوز المرشحين البارزين الذين يتنافسون ضد حزب التجمع الوطني.

ويشير ما حدث في الماضي إلى أن تزايد حالة الانقسام يصب في مصلحة اليمين المتطرف، لكن أحدث استطلاعات الرأي التي أجريت بعد انسحاب مرشحين تشير إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو تشكيل برلمان معلّق، مع عدم فوز اليمين المتطرف بالأغلبية المطلقة، وقد تدفع هذه النتيجة إلى حالة كبيرة من عدم اليقين السياسي.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

السيناريو القادم سيتشكل بناءً على ما إذا كان الناخبون سيدعمون المرشح المتنافس أمام حزب التجمع الوطني في دائرتهم الانتخابية، أم سيمتنعون عن التصويت، أو يدعمون اليمين المتطرف على الرغم من توصيات مرشحيهم بعكس ذلك.

ويتعين على حزب التجمع الوطني وحلفائه الفوز بنحو 289 مقعداً لضمان الفوز بأغلبية مطلقة وتنفيذ أهدافهم المناهضة للهجرة والمشككة في جدوى عضوية الاتحاد الأوروبي. وذكر الحزب أن رئيسه جوردان بارديلا سيكون مرشحه لمنصب رئيس الوزراء.

وفي هذه الحالة سيتعين على رئيس الوزراء الحالي جابرييل أتال، تقديم استقالته على الفور. وسيعين ماكرون رئيس وزراء جديداً يُكلف بعد ذلك بتشكيل الحكومة. وسيكون لماكرون الحق في الاعتراض على الترشيح إذا رأى أن الشخص غير مناسب لتقلد هذا المنصب.

وحدد حزب التجمع الوطني ما سيفعله إذا لم يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلقة بفارق ضئيل. وكان بارديلا قد أعلن أنه لن يقود حكومة أقلية غير مستقرة، لكن زعيمة الحزب مارين لوبان فتحت الباب أمام المشرعين الآخرين إذا احتاج الحزب إلى عدد قليل من المقاعد.

ماذا لو أدت نتيجة الانتخابات إلى تشكيل برلمان معلق؟

ذكر جابرييل أتال أن أحزاب اليمين واليسار والوسط يمكن أن تشكل تحالفات خاصة للتصويت على التشريعات الفردية في البرلمان الجديد، بدلاً من محاولة تشكيل حكومة ائتلافية.

لكن البعض في الأحزاب التابعة لتيار اليسار يروجون لفكرة تشكيل ائتلاف حاكم. ولم تشهد فرنسا قط تشكيل حكومة ائتلافية واسعة النطاق طوال تاريخها السياسي الحديث.

اقرأ أيضاً: فرنسا بين تقدم اليمين المتطرف ومقاومة الآخرين

ومن المرجح أن يؤدي أي سيناريو من السيناريوهين إلى حالة من عدم اليقين السياسي وإبطاء الإصلاحات.

ماذا يحدث إذا لم يكن هناك اتفاق؟

من الممكن ألا تكون أي من المجموعات الثلاث – أقصى اليمين والوسط واليسار- كبيرة بما يكفي للحكم بمفردها، أو تتوصل إلى اتفاق ائتلافي أو تعطي ضمانات بقدرتها على إدارة حكومة أقلية تتوافر لها مقومات الاستمرار.

وقد تتعرض فرنسا لحالة من الشلل السياسي في مثل هذه الحالة، والتي قد يتم خلالها إقرار القليل من التشريعات أو عدم إقرارها على الإطلاق مع وجود حكومة مؤقتة تدير الشؤون اليومية الأساسية على غرار حكومة تسيير الأعمال.

هل يمكن أن يستقيل ماكرون؟

استبعد ماكرون هذا الأمر، لكنه قد يصبح خياراً إذا وصلت جميع الخيارات إلى طريق مسدود. ولا يمكن للبرلمان أو الحكومة إجباره على الاستقالة.

ما الذي لن يحدث في ظل أي سيناريو؟

ينص الدستور على أنه لا يمكن إجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل مرور عام على الانتخابات الحالية، لذا فإن إعادة التصويت الفوري ليست من ضمن الخيارات.

CNBC عربية

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version