سيف:الباص السريع ناجح؛ وأخشى على الأمن الغدائي

* تجربتي كـ ” وزير” غنية وصاحبها الكثير من التحديات

* أعمل حاليا في الصناعة الأقرب إلى قلبي وهي صناعة الغذاء والدواء

* ينتابني القلق الشديد حول منظومة الأمن الغذائي في الأردن

* قرار التعرفة الكهربائية المرتبطة بالزمن “يثقل كاهل” المصانع الغذائية

* نقص التمويل من أبرز التحديات أمام رواد الأعمال

* الشباب تنقصهم القدرة على ترجمة الأفكار الريادية إلى دراسات تستدرج المستثمرين

* أي اقتصاد حديث قائم على المبادرات الريادية وريادة الأعمال

* السكة الحديدية مشروع في غاية الأهمية وكلفته عالية جدآ

* منظومة السكك الحديدية تعزز تنافسيتنا اللوجيستية على مستوى المنطقة

* نحتاج إلى الربط مع المدن الصناعية للانغماس ضمن منظومة لوجيستية موحدة في المنطقة

نخبة بوستوفاء صبيح، رولا أبو رمان، أماني خماش


استيقظ الأردنيون على تعيينه وزيرًا؛ شخصية لم تكن معروفة لديهم، دخل فجأة قادمآ من القطاع الخاص واستلم حقيبة تكاد تكون من أصعب الحقائب وأكثرها تعقيدًا في الأردن، مر على وزارة النقل وزراء كثيرون أصحاب قدرات كبيرة و لكن لم يسعفهم عنصر الوقت.

هو ابن عائلة أدبية عريقة، فوالده د. وليد سيف كاتب “التغريبة الفلسطينية” و” الفاروق عمر” وغيرها العديد من الأعمال الرائدة.. أثيرت حوله تساؤلات كثيرة لحظة تعيينه: من أين أتى؟ والمعلومات تفيد أنه أتى وفق معايير شفافة ونزيهة.
فترة توليه حقيبة النقل جاءت في مرحلة حرجة من تاريخ الدولة الأردنية وهي “جائحة كورونا” في ظروف إهتزت بها جميع أركان منظومة النقل محايآ وعالميآ ومع ذلك كان أداء وزارة النقل مميزآ في تلك الحقبة.

تعرض سيف لهجمات غير مبررة، لكنه في النهاية أثبت أنه رجل المرحلة، رغم أنه لم يكن ابن البيروقراطية الأردنية.. الدكتور خالد سيف هو ضيف صالون النخبة، والذي ينشر صباح كل يوم اثنين.

صناعة الأغذية شكّلت محورا مهما في مسيرته المهنية على مدى 27 عاما

بداية حديثنا مع سيف كانت حول مسيرته المهنية وإلى أين اتجه بعد الحكومة، حيث أشار سيف إلى أنه عاد للعمل في القطاع الخاص وتحديدا في مجال صناعة الأغذية والدواء، وقال “أنا ابن صناعة الأغذية وهذا المجال أخذ حصة كبيرة من مسيرتي المهنية على مدى 27 عامًا، مضيفا أنه يعمل حاليا كمدير تنفيذي لشركة أغذية أردنية ضخمة، ومستمرا في خدمة الوطن من خلال أي عمل يقوم به.

وفي هذا الصدد، تطرق سيف إلى ضرورة تكاتف القطاعين الخاص والعام لتحقيق الأمن الغذائي في الأردن، فصناعة الأغذية في الاردن تشهد تطور كبير مشيراً إلى أهمية الإستمرار في تطوير أصناف ذات جودة ترتقي بمستوى يمكن لها المنافسة مع المنتوج الأجنبي والمنافسة خارج المملكة، كما أشار إلى فترة ما بعد جائحة كورونا، حيث أكد جلالة الملك آنذاك أهمية تعزيز الأمن الغذائي والذي أصبح أولوية قصوى ليس للأردنيين وحسب، إنما لجميع الدول العربية.

القلق يكمن في إيجاد “الأمن الغذائي” وهو عبارة عن منظومة متكاملة يشترك فيها القطاعين العام والخاص

وحول الاستثمار الأجنبي والمحلي، قال سيف أنه لوحظ في الفترة الأخيرة زيادة استحواذ الشركات الأجنبية على شركات ومصانع أردنية، لافتا إلى أنه بالرغم من أهمية جذب الاستثمارات على الاقتصاد الأردني، إلا أنه يجب وضع قيود وضوابط لهذا الاستحواذ.
ونوه سيف إلى ضرورة الانتباه إلى أن استحواذ الشركات الاجنبية على شركات الأغذية يجب أن يخضع لضوابط، لافتا إلى أنه عند النظر إلى موضوع المقاطعة على وجه التحديد نجد أن هناك إنتاجًا ذو جودة أفضل لصناعات الأغذية في الأردن، ناهيك عن تزايد ثقة المستهلك الأردني في المنتج الغذائي الوطني، لكن في المقابل، يجب الانتباه إلى أهمية الحفاظ على الشركات الوطنية في حال قدوم مستثمرين من الخارج، ووضع منهجية تضمن عدم خروج المستثمر الأردني من الاستثمار في المصانع الوطنية واهمية منج المزيد من الدعم للصناعة المحلية.


وقال سيف ” نحن نخدم وطننا من خلال شركاتنا وقطاعاتنا المختلفة، ويجب أن نطمئن على استمرارية قطاعات الأغذية، لكي تكون هناك منافسة تسمح للمصانع الأردنية بالبقاء في السوق وعدم الخروج منها”.

وشدد على ضرورة أن يعطي أصحاب القرار الأولوية والانتباه لهذا الموضوع، لأن هناك في بعض الصناعات استحواذًا وإغراقًا تجاريًا أصبح ظاهرآ و ملموسآ ، وأشار إلى الدور الحيوي والمهم لوزارة الصناعة والتجارة في ضبط وتنظيم وحماية الشركات والمصانع الأردنية، لأن الفائدة النهائية تصب في مصلحة المستهلك الأردني، الذي يريد غذاءه من أراضيه ومزارعه والحفاظ على وظائف العاملين في قطاع الأغذية.

هناك خطر على استمرارية مصانع الأغذية في الأردن، نظراً لوجود محددات مالية وسقوف مالية لبعض الشركات الأردنية، وعند مقارنتها بالشركات الأجنبية التي تمتلك قدرات وطاقات مالية ضخمة، فلا بد من تنظيم هذا القطاع بشكل أفضل عبر تقديم تسهيلات ودعم ضمن نطاق أوسع مما عليه الآن

فاتورة الطاقة .. وتحديات الأمن الغذائي


ضمن إطار الحديث عن الأمن الغذائي، أشار سيف إلى أن القطاع الخاص له دور أساسي في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة، ، مضيفا “لا بد للقطاع الخاص أن يعمل بفعالية لتأمين غذائنا محليآ”.

وحول شراكة القطاعين العام والخاص، أوضح سيف أن القطاع الخاص جزء لا يتجزأ من القطاع العام، فاليوم لا بد من ترجمة هذه الشراكة إلى شيء ملموس، وذلك من خلال نقاش وحوار وطني حقيقي يدخل في التفاصيل وليس في العموميات لضبط مثل هذه الأمور وتمكين القطاع الخاص من المشاركة في الأمن الغذائي.

كما تطرق سيف إلى الكلفة التشغيلية الكبيرة المترتبة على المصانع والشركات والتي تتمثل في فاتورة الطاقة، وقال إن هذا الموضوع يتكرر ويحكى به مرارًا وتكرارًا، لكن اليوم أصبح هناك مصادر لتوليد طاقة بديلة مختلفة ومتنوعة ولكن للأسف يوجد عراقيل كثيرة تمنع القطاع الخاص من إستغلالها.

واضاف بقوله ” اليوم، لابد من الاسراع في تأهيل وتمكين الشركات، كما يجب أن يُسمح لها بالاستثمار بشكل يسهل عليها توليد طاقة بديلة بشكل مستمر، لاسيما وأن العالم يتجه نحو الطاقة البديلة، منوها إلى أن الأردن يمتلك التكنولوجيا والمعرفة ولديه الشركات التي توفر خدمات و حلول “لتوليد الطاقة البديلة والصديقة للبيئة”، إلا أنها تواجه معيقات وتحديات، فالأمن الغذائي يأتي من القدرة التشغيلية والكلفة الإنتاجية المنطقية، لذلك موضوع دعم شركات ومصانع توليد الطاقة البديلة في غاية الأهمية.

التعرفة الكهربائية المرتبطة بالزمن .. البديل هو الطاقة المتجددة

وعند سؤاله حول تعديلات التعرفة الكهربائية المرتبطة بالزمن، أوضح سيف أن ارتفاع التعرفة سيؤدي بالطبع إلى ارتفاع التكلفة التشغيلية، فارتفاع التكلفة التشغيلية سيؤدي إلى تكبد الشركات تكاليف تشغيلية متزايدة، لافتا إلى أن التعرفة الكهربائية المرتبطة بالزمن قرار “يثقل كاهل” المصانع الغذائية على وجه التحديد والبديل يكمن بالتوجه إلى مصادر الطاقة البديلة.

وبيّن سيف بأن أي زيادة في التكلفة التشغيلية على الشركة المصنعة ممكن أن يتسبب بأمرين هما: رفع السعر على المستهلك أوتقليل من نسبة أرباح الشركات المصنعة وكليهما أثر غير مرغوب به، يأتي ذلك في ظل منظومة اللوجستيات المتأثرة بالأحداث الإقليمية والعالمية، وفي نهاية المطاف المصانع الاردنية هي “المتضرر” من هذا الموضوع.

سيف:الباص السريع ناجح؛ وأخشى على الأمن الغدائي
د. حالد سيف خلال حديثه لـ “نخبة بوست” في مكاتب النخبة

العمل الريادي والمبادرات الريادية

ضمن المحور الآخر من حوارنا مع سيف، تطرقنا إلى جانب آخر من مسيرته المهنية وهو الجزء المرتبط بـ “ريادة الاعمال”، حيث أطلعنا سيف على أنشطته ومبادراته الدؤوبة في هذا المجال قائلا “إن ريادة الأعمال بشكل عام أصبحت ركيزة أساسية للاقتصادات الدول الحديثة ، وقال – على سبيل المثال لا الحصر- موقع “نخبة بوست” يعتبر مشروع ريادي شبابي باعتباره يأتي بمادة إعلامية بمذاق جديد وبحلة جديدة وهذا مثال على العمل الريادي، من وجهة نظره.


وأضاف بأن المؤسسات الريادية Small & Medium Enterprises أصبحت نواة الاقتصاد الحديث في العالم، و في ظل ارتفاع معدلات البطالة لابد من استحداث فرص عمل جديدة وتشجيع ريادة الأعمال لمساعدة الشباب في الاعتماد على الذات كونها تساهم بخلق وظائف غير تقليدية للشباب الأردني الذي لديه القدرة أن يصنع نفسه بنفسه.

خلال مسيرتي كوزير للنقل اكتشفت أن قطاع النقل يمكن تطويره من خلال تبني أفكار شبابية من خارج الصندوق باعتبارها حلولاً رقمية ومشاريع ريادية ممكن أن تضيف الكثير لتطوير قطاع النقل

وقال سيف “بالرغم من وجود شباب لديهم الفكر والقدرة على تطوير حلول رقمية متميزة، إلا أن غياب “حاضنة” أساسية لأعمالهم يمثل عائقًا وتحديا أمام طموحاتهم، فهذه الحاضنة تتيح إمكانية الربط بين أصحاب الفكر والنشاط الريادي مع رؤوس الأموال، لافتا إلى أن رأس المال لا يقصد بع الأفراد وحسب، إنما البنوك أو شركات التمويل وغيرها، فالفكرة إن لم تترجم إلى مشروع حقيقي ستبقى مجرد فكرة.

وحول حاضنات الأعمال في الأردن، أكد سيف ان جلالة الملك عبدالله وولي العهد يولون هذا الجانب اهتماما خاصا، وهذا الاهتمام يحفز من وجود حاضنات تدعم وتحفز المشاريع الريادية، و نحن نخطو خطوات ثابتة في هذا الأتجاه لكن ما زال أمامنا طريق طويل.

ولفت إلى أن الحاضنات والفرص الاستثمارية التي تبلورت للشباب الريادي هي عملية لا تحدث بين “ليلة وضحاها”، ولا بد من أن نشهد قصص نجاح حقيقة تشجع المستثمرين على اتخاذ هذه الخطوة، فالمستثمر لا يتعامل بالعاطفة، إنما يحتاج لجدوى اقتصادية ودراسات على أرض الواقع.

وأضاف بأن لدى الشباب معوقات تتمثل أحيانآ في عدم قدرتهم على تحويل الفكرة إلى دراسات حقيقية وواضحة على الرغم من كفاءتهم وأفكارهم الممتازة، لافتا إلى ضرورة الحديث عن الفرص عند مناقشة التحديات، فاليوم من المهم جدًا أن تقدم الجامعات مساقات وتخصصات في مجال ريادة الأعمال، فضلا عن ضرورة التفريق بين تطوير ريادة الأعمال وإدارة الأعمال، مما يخلق شبابًا مسلحين بفكر ريادي ومهارات إدارية في آن واحد، تمكنهم من تحويل الفكرة إلى واقع.

هناك فرقًا كبيرًا بين مفهومي إدارة الأعمال وريادة الأعمال، فالعمل الريادي لا ينجح إلا إن رافقه مهارات إدارية حصيفة ومتمكنة

وأشار سيف إلى أن الكثير من الشباب يطرحون أفكارًا ريادية جديدة، وهناك حالة من التنافسية نشهدها على المستوى الإقليمي لاستقطاب الرياديين من مختلف الدول، اذا من لا تتاح له الفرصة في الأردن، يجدها بسرعة في الدول المجاورة، خصوصا وأن ركيزة الاقتصاد الحديث هي ريادة الأعمال، حيث استطاع التحول الرقمي أن يحدث الكثير من التغيرات التي يجب مواكبتها.

منظومة السكك الحديدية ذات انعاكاسات إيجابية على قطاع النقل

من ناحية أخرى، تطرق سيف إلى مشروع السكة الحديدية، قائلا أنه مشروع يحكى عنه منذ سنوات طويلة وبالذات أن جلالة الملك افتتح مركز جمرك الماضونة “ميناء الماضونة البري” مما يستدعي تزايد الحاجة لهذا المشروع الوطني اللوجستي الأستراتيجي بكل المقاييس .

وقال بالرغم من أهمية هذا المشروع والحاجة الماسة إليه، إلا أنه يعد مشروعًا مكلفًا جدًا ويحتاج إلى استثمار مالي ضخم، لكن يجب الأخذ بالاعتبار أن هناك حالة تنافسية في المنطقة بهذا المجال، ويجب تعزيز قدراتنا التنافسية اللوجستية على مستوى المنطقة من خلال هذا المشروع.

وأضاف قائلا : على الصعيد الوطني، ومع أن ميناء العقبة لديه بنية تحتية متطورة ، إلا أنه يجب العمل على تفعيل منظومة سكك حديدية تعنى بنقل البضائع من ميناء العقبة باتجاه الماضونة، بالإضافة إلى تحقيق ربط مع المدن الصناعية في الأردن ومع حدود دول الخليج الشقيقة المجاورة، ولن يتم الوصول إلى هذه المرحلة إلا من خلال الانغماس في منظومة لوجستية موحدة في المنطقة، وتعزيز آلية التشاركية معها، لاسيما أن دول الخليج لديها منظومة سكك حديدية متطورة وناضجة تجاوزت بها عن نقل البضائع التقليدي عبر الطرق وانتقلت إلى النقل السككي على المستوى المحلي والإقليمي و بالتالي لا بد لنا أن نسير بهذا الأتجاه كذلك.

ونوه سيف إلى إمكانية استبدال نمط نقل بآخر، وقد تكون هناك شراكة بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالمنظومة السككية في الأردن، وبين أن قطاع النقل يمتلك قرابة 22 ألف حافلة، والعاملون به هم أردنيون، وينبغي أن تنصب الجهود نحو عدم الحاق الضرر بهم، والأجدر هنا هو التوجه للعمل على تأمين بدائل وحلول مستدامة تتماشى مع مشروع السكة الحديدية، خصوصا وأن عملية التصدير في السنوات القادمة ستكون صعبة، وسنفقد الحالة التنافسية إذا لم يتم العمل على تحقيق الانغماس في المنظومة السككية في المنطقة.

وأكد أن مشروع السكك الحديدية يسهم في الحد من ظاهرة أزمات السير الخانقة في العاصمة والمحافظات، كما يمكن النظر إلى هذه السكة على أنها أحد أشكال الحلول، التي ستؤدي بدورها إلى تعزيز فكرة العمل في محافظات أخرى وخفض معدلات البطالة بالإضافة إلى رفع نسبة انخراط المرأة في سوق العمل.

“الباص السريع”.. لم يكتمل بعد

وفيما يتعلق بمشروع الباص السريع، أشار سيف إلى أن المشروع مهم جدآ و موفق و ناجح و الأرقام تعزز ذلك بالرغم من أهميته والنجاح الذي حققه، إلا أن تنفيذه استغرق وقتًا طويلًا وكان له تداعيات سلبية على أصحاب المحلات التجارية فضلا عن تسببه بزيادة الاختناقات المرورية بالعاصمة لفترة لا بأس بها.

بلغ عدد مستخدمي الباص السريع في عام 2022 وهي المرحلة التجريبية للمشروع 4 ملايين و940 ألف، وفي عام 2023 بلغ عددهم 10 ملايين و983 ألف، في حين بلغ عدد مستخدمي الباص السريع خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 7 ملايين

وفي هذا الصدد، لفت سيف إلى أن التزايد في عدد مستخدمي الباص السريع هو انعكاس لمدى قدرة المشروع على توفير العديد من الحلول للمواطنين.

وأوضح سيف أن التطورات المتسارعة في مسارات الباص السريع تحسب لأمانة عمان الكبرى، وتحديدًا مسار الزرقاء الممتد من المدينة الرياضية في عمان إلى محطة الزرقاء، وقال “لا بد من الإشارة هنا إلى أمرين: الأول هو أن المشروع لا يزال في مراحله التجريبية، والثاني أن الباص السريع هو جزء من عطاء التغذية أو التروية فهناك مراحل أخرى سيتم الانتقال إليها، وسيكون هناك باصات صغيرة ومتوسطة تغذي الركاب من أماكن سكنهم إلى المحطات الرئيسية، بالإضافة إلى تفعيل مسارات جديدة للباص وعندما يتم الانتقال إلى هذه المرحلة، سيلمس المواطن النتائج الإيجابية المرجوة من هذا المشروع.

وبين سيف أن بعض المسارات تم تعويض الحصة التي أخذت منها للعمل على توسعة الشوارع، بالرغم من وجود مسارات أخرى أسهمت في التضييق على المركبات، لاقتا إلى أن أحد الأهداف الأساسية للباص السريع هو توفير منظومة نقل متكاملة وعلى مستوى عالٍ لمستخدمي المركبات.

كما تنصب الجهود الآن نحو أجراء دراسات للسماح باستخدام مسارات الباص اسلريع لأغراض أخرى، فقد يكون متاحًا لسيارات الإسعاف والدفاع المدني، بالإضافة إلى وسائل نقل أخرى قد تستخدم المسارات بطريقة ذكية وبأوقات معينة كالتكسي الأصفر.

الوزارة .. تكليف وليست تشريف

وحول تجربته كـ “وزير”، قال سيف أن الوزارة “تكليف وليست تشريف”، مضيفا ” تجربتي غنية بالرغم من التحديات التي رافقتها”.
وأشار سيف إلى أن دخوله الحكومة جاء في مرحلة صعبة وبظروف استثنائية خلال جائحة “كورونا” التي ما زالت أثاره تلقي بظلالها على الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أنه خلال هذه الفترة اهتزت آنذاك منظومة النقل بكافة جوانبها البرية والبحرية والجوية بما في ذلك منظومة النقل الداخلي بالمملكة، إضافة إلى وجود تحدٍ كبير في نقل البضائع، لكن بجهود الجميع والتناغم بين مؤسسات الدولة تم تجاوز تلك المرحلة بنجاح.

“آخر الأيام”.. العمل المرتقب لوالده الأديب د. وليد سيف

في ختام حوارنا الشيّق مع سيف كان لا بد لنا أيضا من سؤاله حول والده الأديب الدكتور وليد سيف باعتباره كاتب أهم الأعمال التلفزيونية والتي نذكر من بينها – على سبيل الذكر لا الحصر- ” التغريبة الفلسطينية” ، “الفاروق عمر”، “صلاح الدين الأيوبي” ، “صقر قريش”، “ملوك الطوائف” وغيرها.

وفي هذا الصدد، قال سيف إن والده صاحب فكر واسع وأدب عميق، حيث كتب الكثير من الأعمال الأدبية المميزة بالإضافة إلى سلسلة الرباعية الأندلسية، التي ابتدأت من مسلسل “عبد الرحمن الداخل” ثم “ربيع قرطبة”، تلاه “ملوك الطوائف”، وانتهت بـ”الطريق إلى غرناطة”.

وكشف سيف عن أن والده انتهى من كتابة سيناريو وحوار الرباعية المرتقبة “آخر الأيام” كما عاد أيضا إلى كتابة الروايات التي تعد جزءًا من إرثه العظيم.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version