نخبة بوست – قال رئيس وزراء فرنسا، غابرييل أتال، إنه سيتقدم باستقالته صباح الاثنين، وذلك بعد أن أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، يليه تحالف الرئيس ماكرون بينما حل تحالف أقصى اليمين في البلاد ثالثاً.

وأضاف رئيس الوزراء أن “نتائج الانتخابات تؤكد تجنبنا لخطر الأغلبية المطلقة لأقصى اليسار أو اليمين”، مؤكداً أنه كان قد حذر من خطر أغلبية مطلقة لأي من الطرفين.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية الأحد أن الرئيس إيمانويل ماكرون سوف يحترم اختيار الشعب الفرنسي في الانتخابات التشريعية، وهي الانتخابات المبكرة التي دعا إليها ماكرون بعد هزيمة تحالفه السياسي في انتخابات البرلمان الأوروبي.

وأكدت الرئاسة أن رئيس البلاد سوف ينتظر حتى تتضح الصورة الكاملة لنتائج الانتخابات البرلمانية قبل اتخاذ القرارات اللازمة.

وتصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا، متبوعاً بتحالف الرئيس ماكرون (معاً)، فيما حل أقصى اليمين ثالثاً حسب تقديرات لمعهد إيبسوس-تالان.

وتقدر نسبة المشاركة النهائية في الجولة الثانية بـ 67 في المئة بحسب معهدي إيبسوس وابينيونواي لاستطلاعات الرأي.

عدد المقاعد التي فازت بها الأحزاب حتى اللحظة

وفقاً لحسابات أجرتها صحيفة لوموند الفرنسية، التي تستخدم بيانات الاستطلاعات الحكومية، فإن عدد المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب كالتالي:

تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري: يحتل المركز الأول بحصوله على 182 مقعداً.

تحالف الرئيس ماكرون “معاً”: يحتل المركز الثاني بحصوله على 168 مقعداً.

التجمع الوطني وحلفاؤه: يحتل المركز الثالث بحصوله على 143 مقعداً.

حزب “الجمهوريون المحافظون”: يحتل المركز الرابع بحصوله على 60 مقعداً.

أحزاب يسارية آخرى: 13 مقعداً.

أحزاب آخرى: 11 مقعداً.

تحالف اليسار يتصدر الانتخابات التشريعية الفرنسية وأقصى اليمين يحل ثالثاً

هل تتجه فرنسا إلى سيناريو “البرلمان المعلق”؟

وتشير التقديرات الأولية لنتائج التصويت في الانتخابات التشريعية في فرنسا، إلى عدم تحقيق أي كتلة غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية.

ويقول خبراء أنه لا يوجد حزب لديه ما يكفي من المقاعد للحكم، مما يعني أن سيناريو “البرلمان المعلق” يلوح في الأفق.

وينفذ سيناريو “البرلمان المعلق” عندما لا يحقق أي من الأحزاب السياسية أو التحالفات الحزبية أغلبية مطلقة في مقاعد البرلمان.

إذ يتعين الحصول على 289 مقعداً لتحقيق الأغلبية المطلقة، في البرلمان الفرنسي.

وقال جان لوك ميلينشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي، وهو الحزب الأكبر في ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة، “إن أقصى اليمين بعيد كل البعد عن الأغلبية … نتيجة الانتخابات هي نتيجة جهد رائع”.

وتحدث زعيم التجمع الوطني جوردان بارديلا، الذي كان يأمل أن يصبح رئيس وزراء فرنسا المقبل، إلى أنصاره.

ووصف بارديلا التحالف بأنه “غير الطبيعي” و”المشين” الذي “حرم الشعب الفرنسي” من انتصار حزب الجبهة الوطنية: ” هذه التحالفات تلقي بفرنسا في أحضان أقصى اليسار”.

وأشار بارديلا إلى أن الرئيس ماكرون دفع البلاد نحو “حالة من عدم اليقين وعدم الاستقرار”.

بينما اعتبرت زعيمة أقصى اليمين، مارين لوبن، تعليقاً على نتائج الانتخابات الأحد “نصرنا مؤجل فقط. المد يرتفع. لم يرتفع بالمستوى الكافي هذه المرة لكنه يستمر بالصعود”، مضيفة “لدي خبرة كبيرة تكفي لكي لا أشعر بخيبة أمل بنتيجة ضاعفنا فيها عدد نوابنا”.

وقد احتفل المؤيدون لليسار وانطلقت الألعاب النارية في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس.

كما تسلق البعض تمثال “ماريان العاري” في فرنسا الذي يجسد مبادىء الجمهورية الثلاثة “الحرية والمساواة والأخوة”.

وعلى صعيد آخر، تخللت الاحتفالات أعمال شغب. إذ حطم البعض زجاج واجهة لإحدى محطات انتظار الحافلات في باريس.

وقد انتشرت شرطة مكافحة الشغب في بعض الشوارع، بعد أن أُضرمت النيران بها.

“ردود فعل دولية على تصدر تحالف اليسار”

بولندا: قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الأحد، إن هزيمة أقصى اليمين في فرنسا في الانتخابات “أفرحت” وارسو وستجلب “خيبة أمل” لروسيا و”ارتياحاً” لأوكرانيا.

ألمانيا: اعتبر مسؤول في الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتس، الأحد، أنه تم “تجنّب الأسوأ” بخسارة أقصى اليمين في الانتخابات الفرنسية.

إسبانيا: رحب رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي، بيدرو سانشيز، باختيار فرنسا والمملكة المتحدة “رفض أقصى اليمين والالتزام الصارم باليسار الاشتراكي”. وكتب سانشيز على منصة إكس “هذا الأسبوع، اختارت اثنتان من أكبر الدول في أوروبا المسار نفسه الذي اتّبعته إسبانيا قبل عام”.

البرازيل: أشاد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأحد، بما وصفه بالانتصار “ضد التطرف” وبـ “نضج القوى السياسية” في فرنسا. وقال الزعيم اليساري على منصة إكس إنني “سعيد جداً بما أظهرته القوى السياسية في فرنسا من عظمة ونضج بعد أن اتحدت ضد التطرف”.

وشدد لولا على أن النتيجة في فرنسا وفوز حزب العمال في المملكة المتحدة هذا الأسبوع، “يعززان أهمية الحوار بين الشرائح التقدُّميّة للدفاع عن الديموقراطية والعدالة الاجتماعية”، بحسبه.

“لماذا أخفق أقصى اليمين؟”

قالت مرشحة عن حزب التجمع الوطني أقصى اليمين، إن فشل الحزب في الفوز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية كان بسبب “خوف” الناخبين من رد فعل تحالف اليسار “المهدد” لهم.

وصرحت إيفانكا ديميتروفا، مرشحة حزب التجمع الوطني عن الدائرة الثانية في سين-إي-مارن، لبرنامج “نيوز أور” بأنها “لم تتفاجأ” بفشل التجمع الوطني في الفوز بمزيد من المقاعد.

وأضافت ديميتروفا: “أعتقد أن أحد أسباب هذا الفشل، هو أن تحالف أقصى اليسار قام بالكثير من التهديدات تجاه السكان، من خلال المظاهرات التي تتسم بالعنف، لذلك كان الناس خائفين من ردود أفعاله”.

وزعمت ديميتروفا أيضاً أنه “كان من الأفضل” لحزبها أن يحتل المركز الثالث وليس الثاني في الانتخابات.

وقالت إن الشعب الفرنسي “سيأخذ بعين الاعتبار” “إخفاقات” أي أغلبية برلمانية جديدة.

“هذا سيقنع الناس بأننا يجب أن نحصل على السلطة. لذا في المرة القادمة التي ستجرى فيها الانتخابات سيفكر الناس بشكل مختلف”، تقول ديميتروفا.

وعلى الرغم من ضعف أداء حزب التجمع الوطني، إلا أن نتائجه كانت الأفضل في تاريخه؛ فعدد نوابه في الجمعية الوطنية أصبح معقولاً مقارنة بعدد نواب الجبهة الشعبية الجديدة و تحالف الرئيس ماكرون “معاً”.

تقول سيلفي، التي صوتت لحزب التجمع الوطني للمرة الأولى، إنها غاضبة من الضرائب المرتفعة التي تُستخدم “لدفع تكاليف المهاجرين غير الشرعيين”.

وتساءلت: “لقد جربنا جميع الأحزاب الأخرى – لماذا لا نجرب حزب التجمع الوطني؟”.

لماذا تُجرى هذه الانتخابات الآن؟

في التاسع من يونيو/حزيران الماضي، في أعقاب نتائج الانتخابات التشريعية الأوروبية التي انتهت بفوز أقصى اليمين وهزيمة حزب النهضة الذي يتزعمه إيمانويل ماكرون، أعلن الرئيس الفرنسي حلّ الجمعية الوطنية (وهي الغرفة الثانية في البرلمان الفرنسي إلى جانب مجلس الشيوخ)، ودعا لانتخابات جديدة في الـ30 من حزيران\يونيو الماضي.

وقال حينها ماكرون في خطاب متلفز إن نتيجة الانتخابات الأوروبية “ليست جيدة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا”.

بي بي سي
شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version