نخبة بوست – خاص

على مدى 9 أشهر من الحرب الشرسة على غزة، واكب الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد تفاصيل الحدث أولا بأول.. فتحليلاته العميقة وتوقعاته الدقيقة كانت محور اهتمام وسائل الاعلام وقنوات التلفزة على المستويين المحلي والإقليمي.
أبو زيد الذي تناول القضايا الإقليمية والدولية بطريقة تحليلية فريدة؛ بدأ مسيرته مع قناة الجزيرة، حيث تناول الأزمة الأوكرانية بتحليلات كانت قريبة إلى الواقع، كما لمع نجمه بعد عدوان الاحتلال على غزة، حيث كانت بداياته مع نشرات أخبار قناة رؤيا، ثم انطلق في برنامج نبض البلد الذي يقدمه الزميل محمد الخالدي.

أول من توقع موعد شن الاحتلال عملية عسكرية على غزة بعبارته الشهيرة: “العملية العسكرية على غزة قاب قوسين أو أدنى” ثم توقع شكل العملية العسكرية ومحاورها وحجم قوات الاحتلال في غزة


نجح أبو زيد في المزج علمياً بين كل أبعاد التحليل، حيث حقق من خلال هذا الدمج أن يسقط المؤشرات المتوفرة لديه من المصادر العلنية على أنظمة التحليل SWOT، ونجح بذلك في تقريب المشهد واستشراف الأحداث الميدانية، حيث توقع موعد دخول غزة المدينة وتوقع طرق تقرب قوات الاحتلال شمال غزة، وكانت النصيحة التي وجهها للمقاومة بضرورة الحذر من دخول أجواء غزة طائرة استطلاع بريطانية تعتمد على بصمة الصوت، ليتبين بعد عدة أسابيع إعلان من المقاومة أن هذا النوع من الطائرات دخل مسانداً لقوات الاحتلال.

تناول أبو زيد عبر شاشة رؤيا في برنامج نبض البلد وشاشات أخرى مثل روسيا اليوم وقناة المشهد والجزيرة مباشر والحقيقة الدولية والعديد من الإذاعات والمواقع الإخبارية المحلية والعربية التحليل بطريقة علمية حديثة اعتمدت على تقاطع المعلومات وإسقاط المؤشرات بطريقة علمية ضمن خيارات ما يعرف بـ WH QUESTION حتى نجح بتحليلاته في توقع ظهور الناطق الإعلامي باسم المقاومة أكثر من مرة ضمن خيارات دراسة الوقت والحدث.

كما نجح أبو زيد في توقع عقد الهدنة وانتهائها بين المقاومة والاحتلال، ونجح بالوصول إلى خيارات قوات الاحتلال العسكرية والأعمال الممكنة وخط التوقيت الذي ستنتقل فيه بعملياتها العسكرية نحو المنطقة الجنوبية، بالتحديد في خان يونس.

حقق نجومية تحليلية من خلال شاشة رؤيا، حين قدم نصيحته للمقاومة بضرورة التركيز على ناقلات م 113 التي دخلت مع قوات الاحتلال إلى رفح، لأن هذا النوع من الناقلات ضعيف مقارنة بناقلة النمر، ويمكن لأسلحة المقاومة تدميرها بسهولة لتظهر مقاطع بثتها المقاومة تؤكد ما ذهب إليه أبو زيد.

تحدث أبو زيد في أكثر من سياق عن محور نتساريم، وكان أول من عرف الاسم نسبة إلى مستعمرة نتساريم قبل 2005، والتي أصبحت فيما بعد تعرف بمدينة الزهراء، وتوقع آنذاك أن يتم إنشاء ممر بري لفصل شمال غزة عن جنوبها.

كما لم تؤثر الأنباء التي كانت تبث هنا وهناك عن ضعف المقاومة واقتراب نهايتها على عزيمة أبو زيد، حيث استمر بتقديم تحليلاته ليثبت زيف بعض الروايات الإعلامية ويؤكد ثبات واستمرارية المقاومة، مستخدماً عبارات ظلت باقية في أذهان الجميع واجتاحت مواقع التواصل والتي من بينها:

“حركة التحرر إذا لم تخسر تكسب، والجيوش النظامية إذا لم تكسب تخسر”، “براعة المقاومة في القتال تحت الأرض غيرت التفكير في المفهوم الاستراتيجي للقتال فوق الأرض” ومن عباراته الشهيرة “الأرض تقاتل مع أصحابها”

تطرق أبو زيد ايضا إلى ملف العمليات العسكرية في الضفة الغربية وشمال الأراضي المحتلة، وأكد منذ بداية العمليات أن الصراع لن يتوسع مستنداً بذلك إلى مؤشرات في مقولته: “ما يحدث جنوب لبنان أكبر من حرب استنزاف وأقل من عمليات تقليدية”.

وأكد أن ما يحدث في الضفة الغربية لا يقل أهمية عما يحدث في غزة، مع اختلاف في الجغرافيا والديموغرافية، وتوقع أن تنتقل نماذج تدمير الآليات المدرعة من غزة إلى الضفة الغربية.

أبو زيد؛ كان المقاتل بالكلمة والمحلل الذي لايخطئ الهدف، أثبت سلاسة أسلوبه في فهم تصور أن المقاومة في غزة حركة تحرر وطني تدافع عن حق تاريخي وجغرافي، كما استطاع أن يثبت عبر تحليلاته أن التحليل منطق مبني على حقائق بشكل محايد دون تحريف أو تكلف.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version