الرهان على التجربة الحزبية (2)
الاردن والمرحلة الجديدة
نخبة بوست – لاول مرة تتحقق المطالب باعطاء الاحزاب حصة للممارسة السياسية الانتخابية، وهي بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح. ولا يعني وجود قائمة وطنية للاحزاب بثلث المقاعد تقريبا نجاح التجربة.
ان نجاح التجربة يقتضي من الاحزاب ان ترتقي للغاية المقصودة من القائمة الوطنية، فهي ليست ” كوتا” ، وهي ليست كعكة سيتم توزيعها، انما هي فرصة وتحدي للاحزاب لان ترتقي للممارسة السياسية البرامجية والتي تقتضي عوامل عدة سنأتي على بعض منها.
ان اهم عامل هو تقديم من يمثل هذه الاحزاب للجمهور، فهي تتقدم على البرامج من وجهة نظري، ان تقديم المرشحين من ذوي الملاءة المالية في المقاعد الاولى يرسل رسالة سلبية لافشال التجربة في بداياتها، ان الذي يجري الان ويتم تداوله ان كثير من الاحزاب ” تبيع” المقاعد الاولى بأرقام فلكية، ان هذه الممارسة لا تختلف عن عمليات ” شراء اصوات الناخبين ” التي مورست وتمارس بشكل رخيص، ربما الفارق الرئيس بين العمليتين هو ؛ انه في الشراء التقليدي ان ” الناخب يستفيد” بشكل مباشر من بيع صوته، لكنه في الثانية ان الحزب هو المستفيد من ” بيع المقعد” والناخب يتوهم انه صوت لفلان في الحزب العلاني لانه الاكثر كفاءة ولانه سيحمل البرنامج.
ان خطورة ما يجري يكمن في امرين اثنين؛
الاول ان المرشح الذي دفع ثمن مقعده لن يكون معنيا الا بكيفية الحصول على المنافع الشخصية له وللمقربين حوله وتعويض ما انفقه في الانتخابات. والامر الثاني هو في الردة عن التجربة برمتها لدى الشعب وصناع القرار ايضا اذ كانت افرازاتها لا تعبر عن قدرات ومهارات مطلوبة للنائب والارتقاء بالعملية السياسية.
العامل الثاني: هو في البرامج والخطاب الذي ينبغي ان ينحاز للمصلحة العامة بشكل واقعي ويرسم خطوطا واضحة ويقترح افكارا ممكنة ولا يكتفي فقط بالشعارات التي لا تميزه عن الاخرين، فالحديث عن القيم المطلقة كالعدالة فحسب دون الاشارة لجوانب الظلم في التشريعات والممارسات الظالمة لا يعوًل عليه، والحديث عن تخفيض الضرائب دون تحديد اسمائها ونسبها لا ينفع، والحديث عن تطوير قطاع الادارة العامة دون وضع مقترحات محددة في تخفيض حجمه او زيادته مثلا لا يرقى عن كونه ” صف حكي”.
فيما تبقي من أيام فرصة أخيرة لنا جميعا، وفي مقدمتها الاحزاب لاستدراك مرشحيها وتعديل برامجها، وفرصة لاصحاب القرار لممارسة الرقابة والارتقاء باجراءات النزاهة داخل افرازات الاحزاب، فالكل يسمع واظن ان اصحاب القرار لا يحتاجون لادلة للتدخل، فكثير من المعلومات اصبحت كالشمس في رابعة النهار.
ومن باب ايماننا وحرصنا على التجربة ونجاحها نطلق هدا النداء، ولعل قومي يسمعون.