أبو الراغب:الأحزاب جاهزة، ولسنا مكبلين إعلاميا
أبو الراغب:الأحزاب جاهزة، ولسنا مكبلين إعلاميا
- العملية الحزبية في الأردن قديمة و”متجذّرة”
- الحزب الذي لا يشارك في العملية الانتخابية ” ليس حزبا”
- “الاخوان” سيستثمر في حرب غزة لمصالحه الانتخابية
- ففقدان ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة انعكس على العمل الحزبي
- المجتمع الأردني يستعد لمرحلة الجهوزية للعملية الحزبية
- تأخرنا في الإعلان عن “الحزبية”
- “العشيرة” بناء اجتماعي محترم وليست بناء سياسي
- قانون الانتخاب الجديد أخطأ عندما أبقى على القوائم المحلية
- اتوقع أن تصل نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية إلى الثلث وهي ناجحة برأيي
- إشراك الدين في العمل السياسي “كارثة” في الانتخابات
- الرشوة الانتخابية تنعكس بشكل محدود على نتائج الانتخابات
- حكومة الخصاونة “أخفقت” في إدارة ملف الاعلام
- قانون الخدمة المدنية الجديد “ممتاز” لكن يجب أن يقترن بزيادة الرواتب
- الملف الإعلامي في الاردن “تائه” وسيبقى كذلك لانه بدون “مظلة”
- قانون الجرائم الالكترونية ضبط التجاوزات الخطيرة لدى مواقع التواصل الاجتماعي
- أدعم إقامة مهرجان جرش بصغة وطنية حماسية لأن الفن “رسالة”
- سنشهد مزيدا من التشدد في حرب غزة خصوصا إذا فاز “ترامب”
- حزب الله والحوثي أذرع إيرانية ولا تهمها فلسطين
نخبة بوست – وفاء صبيح، رولا أبو رمان، أماني خماش
من أهم قصص الانتقال من المعارضة إلى الموالاة، انتقل بدون سابق إنذار من ممثل للحراك الشعبي “محمولًا على الأكتاف”، ومن ثم إلى بطل من أبطال “اللايفات” عبر السوشيال ميديا، إلى رجل دولة في رتبة مدير هيئة الإعلام.
يسجل له في الهيئة أنه كان صاحب موقف، وحاول المواءمة بين مبادئه ما قبل وما بعد، وسعى إلى تطبيق معايير محددة للحريات الإعلامية، وضبط قانونية وسائل التواصل الاجتماعي. لكن أعداءه كانوا كثر، وسعوا إلى الانقضاض عليه في أول فرصة، ليجد نفسه مجددًا خارج الحكومة لكنه لم يعد إلى صفوف المعارضة. ضيف صالون ” نخبة بوست” لهذا الاسبوع شخصية جدلية، لكن يجمع الجميع على أنه حالة متقدمة من الفكر الشبابي والإصلاحي، المحامي طارق أبو الراغب.
جهوزية الأحزاب للعملية الانتخابية
ضمن المحور الأول من حوارنا مع أبو الراغب تطرقنا للحديث حول مدى جهوزية الأحزاب لممارسة العمل الحزبي الحقيقي، وفي هذا الصدد قال أبو الراغب إن هناك مجموعة من الأحزاب أصبحت جاهزة لهذه الممارسة التي تعتبر قديمة و”متجذّرة” في المجتمع، بالرغم من بعض الآراء التي تعتبر أن العمل الحزبي جديد ومتطور.
وأشار إلى أن الجديد في هذا السياق هو القوانين الناظمة لهذه العملية، حيث أصبحت الدولة الآن وعلى رأسها جلالة الملك الضامن للعملية الحزبية، مضيفا ” أن هذه التطمينات تعد نقطة انطلاق للأحزاب الفاعلة لتقوم بعملها، مع الأخذ بالاعتبار أن الأحزاب ليست على سوية واحدة، وأن الفيصل بينها هو صناديق الانتخاب”.
وبالرغم وجود بعض الاعتلالات، إلا أن هناك صورا حزبية مشرقة لديها حضور وتمثل شريحة كبيرة من الشارع الأردني.
وحول تقييم المرحلة الراهنة، أوضح أبو الراغب أن التقييم يأتي ضمن خطة موضوعة على ثلاث مراحل: الأولى حصول الحزب على 41 مقعدا حزبيا في الانتخابات القادمة، ثم 69 مقعدا، وبعدها تحقيق الأغلبية، لافتا إلى أن المسألة مقسمة على 12 سنة وثلاثة مجالس نيابية، وأن نجاح هذه البداية سيؤدي إلى مرحلة أكثر نجاحا، فالعملية الانتخابية تتجه اليوم نحو إعادة ضبط إيقاع التفكير في الأحزاب، لكن ذلك يحتاج إلى وقت.
ونوه أبو الراغب إلى أن المواطنين فقدوا ثقتهم في مؤسسات الدولة مما انعكس سلبا على العمل الحزبي، وأوضح أن المواطنين لا يثقون بالمجلس التشريعي ولا بالأحزاب، بالرغم من حاجتهم المستمرة إليها، مما أدى إلى ارتدادات سلبية على العمل الحزبي بسبب الصورة النمطية الموجودة في أذهان البعض عن المشاركة في العمل الحزبي.
وفي حديثه عن النزاهة والشفافية، أشار أبو الراغب إلى أن هذه القيم تواجه بـالعديد من التساؤلات حول الاعتلالات الموجودة في المؤسسات العامة، وما إذا كان المجلس الجديد سيحدث تغييرا حقيقيا أم سيكرر المشهد ذاته.
وأكد أن الإجابات مرهونة بنجاح المجلس القادم، وأن التغيير المنشود هو وجوه جديدة وبرامج، وقوائم لديها قواعد داخل المجلس، مما سيدفع المواطن نحو المشاركة بالعمل الحزبي كونه يمثل الرمق الأخير للـ “إصلاح”.
وأشار أبو الراغب إلى أن المجتمع الأردني تأخر في الإعلان عن الدخول إلى الحالة الحزبية، بسبب القوى الكلاسيكية الرافضة للحزبية، وبعضها يأتي ضمن القواعد العشائرية.
وأوضح أن العشيرة هي بناء اجتماعي وليس سياسيا، وأن الخلط بينهما يتسبب بإحداث حالة من الإرباك، وأضاف أن القانون اليوم لا يؤهل العشيرة الواحدة للفوز بالمرشح، بل يدفع نحو العمل الجماعي الذي لا يتم إلا من خلال مظلة حزبية، متوقعا أن تشهد المنافسة بين العشائرية والأحزاب تصعيدا في الأوقات القادمة، وأن الانتقال من مرحلة لأخرى سيتمخض عنه الكثير من “الإرهاصات”.
قانون الانتخاب الجديد؛ جيد لكن ..
وفيما يتعلق بقانون الانتخاب الجديد، أوضح أبو الراغب أن القانون في حالة جيدة رغم وجود بعض الملاحظات المتعلقة بنوعية الناخب، مؤكدا أنه لو طبق القانون بظروف أفضل سيكون نجاحه أكبر، وسيحد من انتشار المال الأسود، كما ستصبح العملية الترشحية غير مقتصرة على المقتدرين ماديا، حيث ستصب الجهود نحو أن يكون الحزب هو من يحمل المرشح وليس العكس.
وأشار أبو الراغب إلى أنه كان من الخطأ إبقاء القوائم المحلية كـ “قوائم”، مشيرا إلى أن هناك خلافات عارمة تسود بينها، على عكس القوائم الوطنية التي تم ترتيبها بشكل أسرع.
وفيما يخص إمكانية خضوع قانون الانتخاب الجديد لبعض التعديلات، أشار أبو الراغب إلى ضرورة النظر في بند “الكوتا” ضمن القائمة الوطنية، والذي ما زال غير واضح إلى الآن، بالإضافة إلى بند القوائم المحلية التي يجب أن تكون خاضعة لمعالجة.
واقترح أبو الراغب إما الانتقال من حالة الترشح الفردي وإعطاء الناخب أكثر من صوت، أو منحه صوتا واحدا، والترشح يكون في حالة فردية، مما يعزز من إحداث إشكاليات في القوائم التي لا تزال تتركب تبعا للمصلحة.
وحول نسبة المشاركة المتوقعة في الانتخابات، أشار أبو الراغب إلى أنه إذا تجاوزت الثلث فسيعد ذلك نجاحا بالطبع للتجربة الانتخابية، متوقعا أن تصل نسبة المشاركة في الانتخابات إلى 35%.
الرشوة الانتخابية.. هل يمكن مواجهتها؟
وفيما يتعلق بموضوع الرشوة الانتخابية، نوه أبو الراغب إلى أن أكبر رشوة تشهدها الساحة الانتخابية هي تلك التي يتاجر بها البعض باسم “الدين” والتي تستهدف البسطاء.
وفي هذا الصدد، أشار أبو الراغب إلى أن رشوة المال تعمل على استغلال حاجة الناس، مما ينعكس سلبا على الانتخابات فالأصل هو تعويض هذه الحاجة، مضيفا أنه من الصعب وضع عقوبات من الناحية القانونية على من يرتكب هذه المخالفة ، وأن الجهود يجب أن تنصب على ضبط المشهد.
وأوضح أبو الراغب أن الأحزاب تنقسم تبعا لقوالب محددة: دينية، وسطية، وقومية، لافتا إلى أن هذا المشهد لن يتلاشى إلا بوجود أحزاب برامجية تضم بين صفوفها المفكرين والمنظرين.
وأشار إلى أن بناء الوعي السياسي لدى المواطن يحتاج إلى وقت طويل، وأن المواطنين بحاجة لسماع ما لدى هذه الأحزاب من برامج، وليس معرفة من في القوائم من أسماء.
تجربتي مع الحكومة “ناجحة”؛ لكن يجب معالجة بعض الاختلالات
انتقلنا ضمن حوارنا مع ابو الراغب للحديث عن كثب حول واقع الإعلام الأردني لاسيما وأنه شغل منصب مدير هيئة الإعلام عام 2021، وفي هذا الجانب قال أبو الراغب ” إن دخوله إلى هيئة الإعلام كان بناء على توجيهات جلالة الملك آنذاك بتشكيل لجنة لتطوير الإعلام”، لافتا إلى أن تجربته في الحكومة كانت ناجحة لاسيما وأنها تزامنت مع العديد من الانجازات منها توسعة الهيئة عبر اطلاق وحدة إعلام رقمي، وضع عنوان في الورقة البحثية يهدف إلى ضبط مواقع التواصل الاجتماعي والتطرق لقانون الجرائم الإلكترونية في كل تفاصيله وإجراء التعديلات اللازمة عليه.
لافتا إلى أن الإعلام الأردني جيد والكفاءات الإعلامية جيدة ما إن أطلق لها العنان، وشدد على ضرورة ضبط الاختلالات الموجودة فيه، كالابتزاز والمنافسة غير المشروعة أو المحاصصة التي بدورها تقضي على الإبداع والمنافسة المهنية.
على صعيد متصل، وصف أبو الراغب الملف الإعلامي بأنه “تائه” ولا يوجد له “مظلة”، قائلاً بأن هناك سوء فهم لدى البعض حول وزارة الإعلام، فنحن لا نملك وزارة إعلام، وذلك بحكم المعاهدات الدولية التي تمنع وجود السيطرة الحكومية على الإعلام.
وحول مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، أشار أبو الراغب إلى أنه تم إنهاء الإشكاليات والتجاوزات الكبيرة في هذا الجانب بفعل قانون الجرائم الإلكترونية، ونوه إلى أن “السوشال ميديا” ما زالت مؤثرة ليس في الأردن وحسب، إنما في العالم كله.
على صعيد متصل، أشار أبو الراغب إلى ضرورة أخذ الخطوة الاستباقية في مسألة الذكاء الاصطناعي في الأردن وذلك من خلال وضع التشريعات اللازمة لضبط استخدامه والحد من أي تداعيات مستقبلا، خصوصا وأن الذكاء الاصطناعي بدأ يغزو العالم في مختلف القطاعات.
واقع الإعلام الأردني .. تكميم أفواه أم حريات؟!
على صعيد متصل، قال أبو الراغب إن الأردن ليس مكبّلًا إعلاميًا – كما تدعي المنظمات والتقارير الدولية – ونحن مع حرية الإعلام الوازنة المتزنة التي تقدم رؤية لكن إذا أخطأ الصحفي يجب أن يحاسب، وبهذا الخصوص، لفت أبو الراغب إلى حادثة خلاف شخصية وقعت بين صحفيين اثنين، مما أثار الأقاويل خارجياً بوجود نوع من القيود على الصحفيين في الأردن؛ متسائلا ” ما علاقة هذا الخلاف بحرية الصحافة !؟”
حكومة الخصاونة أخفقت في إدارة ملف الإعلام
ولدى سؤاله عن رأيه بآداء حكومة د. بشر الخصاونة، قال أبو الراغب أنها كانت جيدة في إدارة بعض الملفات لكنها “أخفقت” في ملف الإعلام وفشلت في إدارته.
وأرجع أبو الراغب الفشل في ملف الإعلام إلى لجوء المواطن إلى مصادر غير رسمية هدفها إثارة الفتنة ونشر المعلومات المضللة، ومثال على ذلك: قانون الخدمة المدنية الجديد الذي يثار حوله الجدل في الآونة الأخيرة في الأردن، والسبب في هذا الجدل وعدم التوافق حوله يكمن من وجهة نظره بالاعتماد على المصادر والأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي وهي مصادر غير دقيقة بالطبع.
مهرجان جرش بصبغة وطنية.. أين الخطأ؟
وحول الجدلية القائمة حاليا حول إقامة مهرجان جرش والحرب الراهنة في غزة، قال أبو الراغب “أنا مع أن يقام مهرجان جرش وأن يأخذ الصبغة الوطنية والحماسية الداعمة لصمود أهلنا في غزة، مشيرًا إلى أهمية ما تحرّكه نغمات مارسيل خليفة وجوليا بطرس من مشاعر وطنية في الوجدان والنفوس.. فالفن رسالة، من وجهة نظره.
“الإخوان” سيستثمرون في حرب غزة لمصالح انتخابية
وبالحديث عن استثمار حرب غزة في الانتخابات النيابية، أشار أبو الراغب إلى أن “الإخوان المسلمين” سيسعون دون شك إلى استثمار مواقفهم الداعمة لحرب غزة في الانتخابات النيابية المقبلة، لافتا إلى أن الاستثمار في الحرب سيكون ملموسًا في الانتخابات، ويأتي هذا من خلال “العزف على وتر” العواطف، لاسيما وأن الديموغرافيا الأردنية تتأثر بمثل هذه الشعارات والخطابات.
غزة .. مزيدا من التصعيد
ضمن المحور الأخير؛ تطرقنا إلى التطورات الراهنة في غزة والتي أشار أبو الراغب إلى أنها ستشهد مزيدا من التصعيد والتعقيد لاسيما في حال وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم وهو الأقرب من وجهة نظر أبو الراغب لتولي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
وفي هذا الصدد، لفت أبو الراغب إلى أن نتنياهو وبن غفير يحاولان العمل على إطالة عمر الحرب عبر المماطلة في المفاوضات مع حماس لحين انتهاء الانتخابات الأمريكية، واصفًا الفترة الحالية بأنها استثمار للوقت حتى تنتهي هذه العملية، وبعدها سيأتي ما هو أصعب خصوصا إذا فاز اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية وهو ما اعتبره أبو الراغب مؤشراً “خطيراً”.
وقال إن الذراع الإيراني في المنطقة – المتمثل في حزب الله والحوثي- يساوم على القضية الفلسطينية، ولا يأبه بالحرب الراهنة على قطاع غزة، بل يولي أهمية لمصالح إيران في المنطقة حتى وإن كان ذلك على حساب الشعب الفلسطيني.