محاولة اغتيال ترامب هل تقوده إلى البيت الأبيض !؟

نخبة بوست – خاص – علي يونس (واشنطن)

أدت محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى حشد مؤيديه بقوة أكبر من السابق وتنشيط حملته الانتخابية، بينما خلقت في الوقت نفسه قلقًا عميقًا ومخاوف بين قادة الحزب الديمقراطي في واشنطن بشأن احتمال خسارة السباق الرئاسي في تشرين ثاني المقبل.

وفي هذا الصدد، قال جيم موران، العضو الديمقراطي السابق في الكونغرس الأمريكي عن ولاية فيرجينيا في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” ” في حال أجريت الانتخابات الرئاسية اليوم لفاز ترامب بأغلبية ساحقة.”

وأشار إلى أن ترامب وحملته سيستغلون محاولة الاغتيال هذه ليقولوا لمؤيديهم أن محاولة اغتياله كانت لأن الدولة العميقة والقوى المناهضة لترامب في واشنطن تريد موته أو منعه من أن يصبح رئيسًا، لافتا إلى أن حملة ترامب سوف تستخدم صورته والدماء على وجهه وقبضته في الهواء بعد إطلاق النار عليه لإقناع الشعب الأمريكي بأن ترامب هو الخيار الصحيح ليكون رئيسًا.

محاولة اغتيال فاشلة.. تخدم حملة ترامب الانتخابية

وفي تفاصيل عملية الاغتيال التي حدثت السبت الماضي، أطلق شاب يبلغ من العمر 20 عامًا عدة طلقات من مسافة ليست بعيدة على الرئيس السابق أثناء إلقائه خطابًا انتخابيًا في مدينة صغيرة بولاية بنسلفانيا، مما أدى إلى إصابته إصابة طفيفة في أذنه.

وقد حدد مكتب التحقيقات الفيدرالي لاحقًا هوية مطلق النار بأنه توماس ماثيو كروكس، الذي تم إطلاق النار عليه وقتله لاحقًا من قبل الحرس الرئاسي المرافق لترامب، ولا يزال من غير الواضح ما هي الدوافع التي دفعت كروكس لمحاولة إطلاق النار على الرئيس السابق.

ويرى موران أن هذا التقييم ليس خطأ، في أمريكا، كما في البلدان الأخرى، يفضل الناس أن يكون لديهم زعيم قوي حتى لو كان مخطئًا، وسوف يعارضون زعيمًا ضعيفًا حتى لو كان على حق في سياساته.

وقالت مصادر أمنية لـ “نخبة بوست” إن هناك تخوفًا لدى الأجهزة الاستخباراتية والأمنية التابعة للحكومة الأمريكية من احتمال تكرار أنصار ترامب أحداث 6 يناير 2020 عندما هاجموا الكونغرس الأمريكي دعمًا لترامب الذي خسر الانتخابات أمام الرئيس بايدن، لكنهم زعموا أن الانتخابات سُرقت من قبل الديمقراطيين.

وأضافت المصادر أن محاولة الاغتيال الفاشلة هذه، سيستخدمها ترامب لحشد أنصاره خلفه والادعاء بأن “الدولة العميقة” والديمقراطيين يحاولون مرة أخرى إزاحته من السلطة في حال خسر الانتخابات. هناك مخاوف من أن تشهد مناطق مختلفة في الولايات المتحدة أعمال شغب وفوضى من قبل أنصار ترامب إذا خسر الانتخابات مرة أخرى.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس بايدن اتصل بترامب ليطمئن عليه، بينما أعلنت حملة بايدن الانتخابية تعليق جميع المواد السلبية للحملة، وأضافت أنها لن تهاجم ترامب في هذه المرحلة.

من جانبه، قال أحد قيادات الحزب الجمهوري، سول إنوزس، لـ “نخبة بوست” إن محاولة اغتيال ترامب جاءت نتيجة الخطاب الديمقراطي المحرض ضد ترامب والحزب الجمهوري بشكل عام.

وأضاف إنوزس، وهو الرئيس السابق للحزب الجمهوري لولاية ميشيغان ويعمل الآن في العاصمة واشنطن، أن ترامب سيفوز بالانتخابات لأن العديد من الناخبين المستقلين سيصوتون له تعاطفًا معه ومعهم أولئك المحبطين من ضعف بايدن وسياساته. وأضاف إنوزس أن “ترامب سيحصل على تصويت التعاطف والإحباط من أولئك الذين وقفوا على الحياد ولم يقرروا الطريقة التي سيصوتون بها”.

وفي تعليقه على محاولة اغتيال الرئيس السابق وسبب تمكن مطلق النار من الوصول إلى موقع قريب جدًا من ترامب، قال مسؤول أمني كبير في الحكومة الأمريكية إن “الخدمة السرية”، وهي الجهاز الأمني المكلف بحماية رئيس الولايات المتحدة وكذلك الرؤساء السابقين، فشلت في مهمتها.

وأضاف المسؤول الأمني أن على الرئيس بايدن إقالة كيمبرلي تشيتل، رئيسة جهاز الحماية السرية فورًا بسبب هذا الفشل الفادح في حماية المرشح الرئاسي والرئيس السابق ترامب، لافتا إلى أن جهاز الخدمة السرية لديه العديد من المشاكل والقضايا المتعلقة بقيادته والفساد وعدم الكفاءة،لاسيما وأن العديد من الضباط الجيدين والمهنيين قد استقالوا أو تقاعدوا من جهاز الحماية السرية، مما جعل هذا الجهاز الأمني المهم أقل كفاءة اليوم مما كان عليه سابقًا.

وأضاف أن أحداثًا كهذه، مصحوبة بتناحر سياسي عنيف وانقسامات اجتماعية عميقة في المجتمع الأمريكي، قد تؤدي إلى أحداث عنف غير مسبوقة، وقال “إن أكثر ما يقلقني هو أن أمريكا قد تنزلق إلى الفوضى والعنف”.