فرضيات انسحاب بايدن من السباق الرئاسي .. وكاميلا هاريس البديل المرتقب ؟!

نخبة بوست رولا أبو رمان

يسابق الديمقراطيون الزمن لاقناع الرئيس الأمريكي بايدن بالانسحاب من سباق الرئاسة قبل أن يحل شهر آب، ويعلن بايدن مرشحاً رسمياً للديمقراطيين في المؤتمر الوطني للحزب، بعد أدائه المخيب للأمال لأنصاره خلال مناظرته مع منافسه دونالد ترامب.

إذ تزداد التكهنات والفرضيات حول احتمال انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، و تأتي هذه الفرضيات في ظل العديد من العوامل التي تؤثر على مسيرة الرئيس بايدن السياسية، بدءًا من تقدمه في السن ووضعه الصحي، وصولًا إلى الأداء المخيب للآمال في المناظرات الأخيرة، حيث تثير هذه الفرضيات نقاشات حادة داخل الحزب الديمقراطي حول البدائل الممكنة والمرشحين المحتملين الذين يمكن أن يخلفوا بايدن في حال قرر الانسحاب.

بايدن .. ضغوطات متزايدة

يتعرض بايدن لضغوط متزايدة من داخل حزبه ومن السياسيين الأمريكيين بشكل عام لإعادة النظر في قراره بالمشاركة في الانتخابات، خاصة بعد علامات الإرهاق والضعف والزلات التي ظهرت عليه مؤخرا، وبينما يرى بعض أعضاء الحزب الديمقراطي أن انسحاب بايدن قد يكون السبيل الأمثل لضمان فرص الحزب في الفوز بالانتخابات المقبلة، يقف آخرون داعمين لاستمراره، مؤكدين قدرته على تحقيق النصر مرة أخرى، ،إلا أن بايدن ما زال متعنتا برأيه ويرفض الانسحاب كونه يرى نفسه قادرا على هزيمة ترامب مرة أخرى.

وفي هذا السياق، تبرز أسماء جديدة على الساحة السياسية لكي تخلف بايدن حال انسحابه، إلا أن الاسم الألمع لـ كاميلا هاريس، وهي امرأة من أصول هندية وأسيوية، توصف بأنها النسخة النسائية من الرئيس السابق باراك أوباما، وتتمتع بدعم قوي من فئات التي يطلق عليها بأنها “مهمشة”؛ مما يزيد من فرصها في أن تكون المرشح عن الحزب الديمقراطي.

حيث تدور التساؤلات حول ما إذا كان بإمكان هاريس أن تجلب التغيير المطلوب وتحظى بثقة الناخبين لتحقيق انتصار ديمقراطي في الانتخابات القادمة وخلال وقت حرج وضيق، مما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد السياسي الأمريكي، وتحديدا لدى الحزب الديمقراطي.

المومني: الحزب الديمقراطي لديه أزمات حقيقية

وتعليقاً على إمكانية انسحاب بايدن، قال عميد كلية الأمير حسين للدراسات الدولية، الدكتور حسن المومني، إن مسألة انسحاب بايدن حقيقة قاطعة وقضية جدلية مختلف عليها أمريكياً وبالأخص داخل حزبه الديمقراطي، إذ أن هناك من السياسيين في الحزب الديمقراطي يعتقدون أن بايدن عبء على الحزب وعلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإن بقاءه سيضعف فرص الحزب في الوصول إلى سدة الحكم.

وأضاف المومني أن الجميع يعلم أنها ليست اتهامًا أو هجومًا على بايدن من قبل أعدائه، بل قضية تناقش، إذ يوجد مؤيدون لبايدن لاستمراره في السباق الرئاسي من داخل الحزب الديمقراطي وعدد من الديمقراطيين في مجلس النواب.

وحول فرص نجاحه في السباق الرئاسي، أشار المومني إلى أن هناك من يتحدث بأن بايدن أصبح عبء على الحزب وبالتالي فرص عدم نجاحه تعمقت أكثر وبدأت واضحة، وخاصة عندما فشل بايدن في مناظرته أمام ترامب، إذ بدت عدم أهليته وقدرته.

في المقابل، برز ترامب كالمرشح الأكثر قوة، ناهيك عن مسألة اغتيال ترامب وترشيحه لنائب رئيس شاب صاحب كاريزما، أوضح المومني أن هذه التطورات كلها جاءت لتصب لصالح ترامب، إلا إذا كان هناك مرشح ديمقراطي آخر.

الإشكاليات لدى كلا الحزبين تكمن في أن كلا المرشحين تثار حولهما الجداليات إلا أن الحزب الديمقراطي لديه أزمات حقيقية والتي تتمثل في إقناع بايدن بالانسحاب من تلقاء نفسه، وأزمة من سيخلف بايدن، إذ لا بد من وجود شخصية قادرة على إعادة الأمور إلى نصابها والتنافس بقوة مع ترامب خلال فترة قصيرة، ليتمكن من هزيمة ترامب

البراري: كاميلا هاريس رئيسة الولايات المتحدة حال تنحى بايدن

من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن البراري أن بايدن ظهر ضعيفًا وهشًا في المناظرة، وبدت عليه علامات الكبر بوضوح، وكان يبدو أنه الغائب الحاضر في المناظرة.

وأشار البراري إلى أن الخشية لدى الحزب الديمقراطي لا تكمن فقط في قدرة بايدن على إقصاء ترامب في الانتخابات وحسب، إنما تخوفهم من انعكاس ضعف بايدن على نتائج انتخابات الكونغرس، إذ أن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي سيكون لصالح الحزب الجمهوري وستكون الخسارة فادحة، وهذا ما يبرر قيام بعض الأصوات الهامة داخل الحزب بالعمل وراء الكواليس مع بايدن من أجل الانسحاب كأمثال نانسي بيلوسي وباراك أوباما، على حد قوله.

يعارض بايدن فكرة انسحابه لأنه يعتقد بأنه الديمقراطي الوحيد الذي هزم ترامب وقادر على هزيمته مرة ثانية

وفي هذا الصدد، لفت البراري إلى أن الظروف التي كانت سائدة عام 2020، ومنها انتشار جائحة كورونا، مختلفة تماماً عن هذه الأيام، وأضاف أن بايدن ينظر إليه بأنه بدأ يفقد القدرة على التركيز ولا يستطيع جسدياً أن يستمر في الحكم لمدة 4 سنوات.

ومن هنا بدأ الحديث عن انسحابه من داخل الحزب الديمقراطي من قبل شخصيات مهمة ولها تأثير كبير في الشارع الأمريكي، إلا أن القرار النهائي لبايدن.

واختتم البراري بقوله إن الضغوط على بايدن للانسحاب لا بد أن تكون عاجلة حتى يكون أمام الحزب الوقت الكافي لاختيار مرشح آخر، وأكد أنه في حال تنحى بايدن عن الحكم فيما بعد ستصبح كاميلا هاريس رئيسة الولايات المتحدة.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version