نخبة بوست – سارة الرفاعي

يُعدُّ العمل التطوعي في الأردن من أنجح النماذج في المجال التطوعي على مستوى المنطقة، كما تعد الطاقات الشبابية الفعَّالة من أهم الدواعم المساعدة على ذلك.

ويعود هذا التميز إلى الخبرة التي يحصل عليها المتطوع الأردني، إذ أن المبادرات والفرق التطوعية تعمل بمقومات كبيرة واحترافية تؤهل العاملين عليها أكثر من غيرهم للحصول على المهارات المهنية والعملية التي تساعدهم في حياتهم.

أهمية العمل التطوعي

تكمن أهمية العمل التطوعي في تحسين المجتمعات والظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات بشكل عام من خلال تقديم الدعم في مجالات التعليم، الصحة، والبيئة، كما يساهم في بناء الثقة وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمعات المختلفة والثقافات المتنوعة.

ويوفر التطوع فرصًا لتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية مثل القيادة، التفاوض، وحل المشكلات، كما يساهم العمل التطوعي في زيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية والبيئية وتحفيز الناس على المشاركة في حلها، ويلعب دورًا هامًا في دعم أهداف التنمية المستدامة عن طريق تعزيز المشاركة المجتمعية في سبيل تحقيق هذه الأهداف.

وفي هذا الصدد، قال المحامي عبد الرحمن الزواهرة، مدير هيئة شباب كلنا الأردن، أن التطوع في الأردن يلعب دوراً مهماً في دعم المجتمع وتعزيز التضامن الاجتماعي.

وأكد على وجود العديد من المبادرات التطوعية في مختلف المجالات مثل التعليم، الصحة، البيئة، والإغاثة الإنسانية. كما أنها تساهم في تحسين الظروف المعيشية للأفراد وتقديم الدعم للفئات المحتاجة، وتعزيز الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية.

الجنيدي: المشاركة في العمل التطوعي تمهد الطريق الذي يساعد الفرد على تحقيق أهدافه المستقبلية

من جانبه أشار علي الجنيدي، مسؤول التطوع في الهيئة المستقلة للانتخاب، أن البعض قد يعتقد أن التطوع هو عبارة عن مساهمات ومساعدات مجانية تقدم للغير دون الحصول على أي مقابل، لافتا إلى أنه عند النظر في أهمية التطوع نجد أنه يحمل بين ثناياه العديد من الفوائد للأفراد المبادرين ومجتمعاتهم.

وأوضح الجنيدي أن العمل التطوعي هو وسيلة تتيح للفرد فرصة التعرف على شرائح المجتمع المختلفة والانخراط في المجتمع، مما يعزز مكانته الاجتماعية ويثبت وجوده كشخص فاعل، لافتا إلى أن العمل التطوعي من الطرق التي تساعد الفرد على تعزيز ثقته بنفسه، فعندما يساهم في بناء وتطوير مجتمعه، يشعر بالفخر.

وأكد أن المشاركة في العمل التطوعي تمهد الطريق الذي يساعد الفرد على تحقيق أهدافه المستقبلية من خلال التجارب والخبرات التي يوظفها في التخطيط لأهدافه. وذكر أن هذه الأسباب وغيرها تجعل من العمل التطوعي أولوية لدى الأفراد، خاصة من فئة الشباب.

وأضاف الجنيدي ” بالنظر إلى الأردن، فقد أصبح شبابه نموذجًا في المنطقة، خصوصًا في العشر سنوات الأخيرة، وأحدث نقلة نوعية في كثافة وتنوع الأعمال التطوعية”.

وأوضح أنه لا يوجد شاب أو شابة على مقاعد الدراسة لم يشارك في نشاط أو عمل تطوعي، سواء كان اجتماعيًا أو علميًا أو سياسيًا، مشيرًا إلى أن الأردن هو قصة نجاح على مستوى الشرق الأوسط حيث يُعتبر من أوائل الدول الدامجة للشباب كمتطوعين في الانتخابات.

همة الشباب وحبهم لبذل الجهد والعطاء لإسعاد الآخرين وبناء مجتمعاتهم ستعمل على انتشار أكبر وأكبر للتطوع في مختلف المجالات، خاصة في ظل توجهات الدولة الأردنية التي ترسخ مفهوم العمل الجماعي والابتعاد عن العمل الفردي

آليات تعزيز العمل التطوعي بالأردن

تتمثل آليات تعزيز العمل التطوعي بتشجيع الوعي والتثقيف بأهمية العمل التطوعي وفوائده للمجتمع، توفير البنى التحتية المناسبة للعمل التطوعي مثل مراكز التطوع والمنظمات غير الحكومية، تطوير القوانين والسياسات التي تدعم العمل التطوعي وتحمي حقوق المتطوعين إضافة إلى تقديم الدعم المالي والتقني من خلال توفير الموارد المالية والتقنية اللازمة.

كما يمكن تعززي العمل التطوعي من خلال تشجيع التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني لدعم العمل التطوعي استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لنشر ثقافة العمل التطوعي وجذب المزيد من المتطوعين.
وفي هذا الصدد، قال عبد المعطي عيد مسؤول البرنامج التطوعي 2023 لـ “نخبة بوست” إن التطوع مهم جدا لتطوير شخصية الفرد وتكوين علاقات جديدة تفيده مستقبلا؛ موضحا أن التطوع باختصار هو المكان الوحيد الذي من الممكن أن نخطئ فيه و تتعلم منه بدون عواقب كبيرة.

وبحسب دراسات أجراها البرنامج التطوعي الأردني التابع لمؤسسة بادر وساهم لعام 2021 فقد تمت دراسة مجموعة من المبادرات التطوعية التي شاركت في ملتقى التطوع الاردني لعام 2021 فقد تم تقسيم المبادرات والفرق التطوعية في مختلف أنحاء المملكة على اساس المحافظات، حيث وتمت دراسة حالة كل محافظة في المملكة وبشكل منفصل ثم المقارنة بينهم.

وأكد البرنامج على توزيع الأعداد على المحافظات بشكل غير متساوٍ، إذ كان النصيب الأكبر من الأعداد لإقليم الوسط، وبالأخص محافظة العاصمة، فقد كان إقليم الوسط يشكل ما نسبته 45.65% من الجهات التطوعية في الأردن كاملة، وحظيت العاصمة بما نسبته 64.85% من إقليم الوسط.

وجاء تفصيل الأعداد للمحافظات كافة وفقا لما يلي:


وبيّنت نتائج الدراسة حاجة المبادرات التطوعية إلى أصحاب الخبرة لتوجيه المتطوعين والاستفادة من التجارب السابقة، خصوصًا في المجالات الإدارية والتسويقية والتطويرية، إذ تحتاج العديد من المبادرات والفرق التطوعية إلى تدريب متطوعيها على طرق العمل في هذه المجالات قبل المباشرة في الإنتاج.

وفي ظل ضعف التواصل الصحيح بين الفرق التطوعية الناشئة والفرق العريقة، أوضحت المؤسسة أنهم بحاجة إلى حلقة وصل بينهم لنقل الخبرات وتوجيههم لضمان تطوير التطوع في الأردن بنسق أعلى مما هو عليه حاليًا.
وفي نهاية المطاف، يعدّ التطوع من أهم الوسائل التي تُبنى بها المجتمعات، فلا يكفي أن نطالب بتوفير الفرص لفئات عمرية أصغر من المتاحة حاليًا؛ بل يجب إعادة ترتيب الدوافع لدى قادة الفرق.

إذ يتوجب عليهم تقديم جوهر الإفادة للعاملين على مبادراتهم وتحقيق كفاءة العمل بحد ذاته، ولا يعني ذلك التفريط في معايير قبول الأعمال بتصنيفها صالحة، بل يجب أن تسعى إلى جعل المتطوع شخصًا يمكن الاستفادة منه في أي موقع يعمل فيه.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version