نخبة بوست – أهلي الأعزاء في محافظة البلقاء الغالية، وفي مدينة السلط العريقة، أكتب إليكم اليوم بقلق عميق ومشاعر ملؤها الحرص على مصلحتنا العامة في محافظة البلقاء.
أوجه إليكم هذه الرسالة ليس بدافع الانتقاد، بل بدافع الحرص على وحدتنا الوطنية وتماسك مجتمعنا، فالأيام القادمة ليست مجرد جولات انتخابية، بل هي اختبار لمدى وعينا وإرادتنا كمجتمع يسعى لبناء مستقبله بيديه، إن ما أراه في مشهد الانتخابات اليوم يثير القلق. لا نرى سوى تحركات فردية تحت عناوين قوائم انتخابية خالية من الرؤى السياسية الجادة والأفكار البناءة والبرامجية والتشاركية ، على ما يبدو أن العملية الانتخابية تتحول إلى مجرد تجمعات بلا أهداف واضحة، وهو ما يشبه إلى حد كبير “زواج المتعة السياسي” الذي لا يخدم سوى مصالح فردية بمكاسب لها فقط ليس للبلقاء.
الأغرب والأكثر صدمة أن العديد من القوائم الانتخابية يقوم على المناطقية المغلقة بشكل متعمد ، وكأننا نعود إلى ممارسات لا تمت بصلة لمبادئ الديمقراطية او الاصلاح او المشاركة الفاعلة ، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، سنشهد تشكيل قوائم محددة بدقة على أساس الأصول والأنساب، مثل : قوائم سلطية وأخرى للعبابيد وأخرى للفلسطينيين، وقوائم تتشكل من أبناء الأغوار وقوائم لقبيلة العدوان وقائمة للأخوان المسلمين ، وأيضاً قوائم عشوائية تضم أفراداً لا يجمعهم سوى الطموح إلى مقاعد البرلمان ، والأدهى ليكتمل المشهد في العرض النهائي من ذلك، تشكيل قائمة نسائية فقط، وكأن التمثيل البرلماني يمكن أن يكون محصورا في قوالب محددة في البلقاء.
أما القوائم الوطنية الحزبية، فليست بعيدة عن هذا الوضع، لكنها تتعامل مع البلقاء والسلط كمحطة قطار دفعت تذاكر الركاب فيها للعبور نحو البرلمان. فقط لنشهد في 11 ديسمبر وداعاً باهتاً. ستُطوى صفحة الوعود لتعود الأمور إلى ما كانت عليه، في حين يختفي كل من تظاهر بالاهتمام وعلى طريق السلط سنودع اصحاب السعادة الوداع الاخير ونلوح لهم بالايادي
(باي باي) ويقرا بعدها اصحاب السعادة آخر آرامة عند مخرج السلط مكتوب عليها.
(مدينة السلط محافظة البلقاء تستودعكم بالسلامة ، رافقتكم عناية الله وارادة الشعب والناخبين ووداع الكادحين والبؤساء الواهمين بعودتكم من هنا)
أبيش نتيجة تذكر
ختاماً:
أدعوكم، أهلنا في البلقاء، إلى التفكير بعمق والتصدي لأصحاب الأجندات الضيقة. لنعمل معاً على تحقيق انتخابات نزيهة وشاملة ترفع من قيمة الوطن وتعزز تطلعاتنا. فلنكن يقظين، ولنكن على دراية كاملة بأن الانتخابات ليست مجرد سباق للحصول على مقاعد، بل هي مسؤولية تليق بمستقبلنا فنحن من يصنع مستقبله ونحن من يعيد نفس الأشخاص للاستمرار بتعطيل مسيرة النهوض والاصلاح ورفع الفاتورة والتكلفة على ابناء هذا الوطن.
أعلم أن هذه الكلمات قد تثير الغضب والاستفزاز لدى البعض، وأدرك أن هناك من قد يهاجمني أو يطلق ضدي الاتهامات. ومع ذلك، لن أتراجع عن قول الحقيقة فالأيادي المرتجفة لاتبني أوطان والكلمات الخافت صوتها لن يسمعها الا الاصم والأبكم فكلماتنا ما رسمت حروفها الا من أجل الوطن و مصلحة الأردن والمضي نحو الطريق للمستقبل والأصلاح والنهضة التي يطالب بها كل الأردنيين سواء همسا او صدحت بها حناجرهم وناشدت بالأصلاح والتصحيح ومحاسبة المقصريين.
“والله من وراء القصد”.. حفظ الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة.