المباريات الودية للمنتخب الوطني .. بين الفائدة وهدر الوقت!؟

نخبة بوست – أماني الخماش

بعد أسبوعين من إقامة معسكر التدريبي في مدينة بوردو التركية، اختتم المنتخب الوطني تدريباته وعاد إلى أرض الوطن عقب تمكنه من تحقيق نتائج مميزة في مبارياته الودية مع الفرق والأندية المتواجدة في المعسكر التركي.

وتخلل المعسكر التدريبي لقاءات تدريبية ومباريات ودية مع ثلاث فرق مشاركة في المعسكر، حيث تمكن المنتخب الأردني من اجتياز مباراتين بتفوق، وتغلب على كل من فريق إسبارطة التركي وفريق نيفيتشي الأوزبكي، إلا أن التعادل الإيجابي كان سيد الموقف في آخر مبارياته مع فريق الخور القطري.

تجربة لا يعول على نتائجها


جاء المعسكر التدريبي في تركيا ضمن سلسلة من التحضيرات التي يقوم بها المنتخب استعداداً لخوض الدور الثالث في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2026، وضمت قائمة اللاعبين المشاركين في المعسكر التدريبي 27 لاعباً محلياً.

بالرغم من المآلات الإيجابية لهذا المعسكر على الصعيدين البدني والتكتيكي، إلا أن المحللين الرياضيين يرون أنها ليست على المستوى المطلوب ولا يمكن التعويل عليها أو وصفها بالتجربة الجديرة التي ستضيف الكثير للمنتخب، ويبررون ذلك بأن الفرق التي واجهها المنتخب الأردني ليست بهذه القوة التي تمكنه من رفع سوية اللعب وتعزيز حدة المنافسة بين الفر

قطيشات : اللاعبون المحترفون لهم النصيب الأسد من تشكيلة المنتخب

وفي هذا الصدد، بيّن المحلل الرياضي يحيى قطيشات أن المدرب جمال سلامي بالرغم من متابعته لمنتخب النشامى، فهو معني بالتعرف عن كثب على مستويات اللاعبين وقدراتهم.

بناءً على ذلك، تم اختيار 27 لاعباً ليشاركوا في المعسكر المحلي الذي أقيم في تركيا، وجميع اللاعبين المشاركين في المعسكر هم من الدوري المحلي، لافتا إلى أن اللاعبين المحترفين لهم النصيب الأسد في تشكيلة المنتخب الوطني.

التركيز الآن يتجه نحو اللاعبين المحليين، إضافة إلى المحترفين الذين ليس لديهم تعاقدات أخرى مثل نزار رشدان وعلي علوان، ليتم الاستفادة منهم في المعسكر المحلي الذي أقيم أولاً في العاصمة عمان لمدة سبعة أيام، ثم انتقلوا إلى تركيا وأقاموا معسكراً خارجياً

وأوضح قطيشات أن المنتخب الوطني خاض ثلاث مباريات، اثنتان منها مع فريق تركي وفريق أوزبكي، وكانت النتيجة 9-0 و3-0 لصالح المنتخب الأردني، بالإضافة إلى مباراة أخرى سيلعبها مع الفريق الخوري القطري.


وأشار قطيشات إلى أن المستوى الفني لتلك الفرق بعيد عن المستوى الفني للاعبي الفريق الأردني، وبالرغم من أن الفائدة الفنية قد لا تكون كبيرة، إلا أنها تعطي انطباعاً للجهاز الفني عن المستوى الفعلي للفريق، حتى يخرج ببعض العناصر التي ستنضم تباعاً للقائمة الأساسية التي يرسلها اتحاد كرة القدم الأردني قبل مطلع شهر آب للاتحاد الآسيوي لكرة القدم لتخوض مباريات كأس العالم.

وعن خيارات المدرب سلامي باختيار اللاعبين، أوضح قطيشات أن سلامي يحظى بخيارات متنوعة سواء في حراسة المرمى أو في خط الدفاع والوسط والهجوم، سيما أن هناك توجه لضم 12 لاعباً في هذه القائمة لوضعهم ضمن القائمة التي سترسل لتصفيات كأس العالم.

ونوه إلى أن أمور المنتخبات التي تأتي ضمن مجموعة المنتخب الأردني ليست مستقرة، مما سينعكس إيجابياً لصالح المنتخب الأردني الذي يملك إيجابية عالية مع الجهاز الفني الجديد.

الخطيب: مباريات لتقييم قدرات اللاعبين

وفي ذات السياق، بين المحلل الرياضي معتصم الخطيب أن المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني الأردني جمال سلامي قام باختيار عدد من اللاعبين في الأندية الوطنية الأردنية بهدف التعرف على إمكانياتهم وبناءً على ذلك، سيختار الأفضل بينهم للفترة القادمة.

وأضاف قائلاً: تم التركيز في المعسكر على الجانب البدني والفني للاعبين، كما خاض المنتخب مباريات ودية مع العديد من الأندية والفرق.

بناءً على ذلك، سيختار سلامي صفوة اللاعبين المحترفين والمحليين ليكونوا نواة تشكيلة المنتخب الوطني، فهذا المعسكر فرصة للمدرب الذي استلم زمام أمور تدريب المنتخب في فترة حساسة جداً، وهي التصفيات النهائية لكأس العالم الذي سيشارك بها المنتخب الأردني لأول مرة في تاريخه.

وعن فرص المنتخب للتأهل لكأس العالم، بين الخطيب أن المنتخب أصبح رقماً صعباً على مستوى القارة الآسيوية، والدليل على ذلك وصوله للمباراة النهائية لكأس آسيا.

الفرصة مواتية للمنتخب بأن يتأهل، وفي ظل نظام التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، أصبحت الفرصة كبيرة جداً لتأهل المنتخب الوطني


وأكد الخطيب أن المجموعة التي جاء المنتخب ضمنها متوازنة، والمنتخبات التي سيقابلها لديه فرص كبيرة بالفوز عليها، وعلى رأسهم منتخب كوريا الجنوبية الذي ألحق به الهزيمة في مباريات كأس آسيا، من هذا المنطلق، فإن كل مباراة يخوضها المنتخب ستكون لها أهمية كبرى وستضيف له الكثير.


وعن أثر السياسة الجديدة للجهاز الفني الجديد على المنتخب، أشار الخطيب إلى أن سلامي مدرب ذو سوية عالية وهو خريج المدرسة المغربية المتقدمة في مجال كرة القدم، وقد حقق إنجازات كبيرة مع الأندية التي دربها، ويتشابه مع حسين عموتة في عدة أمور، من ضمنها: الالتزام التكتيكي ورفع مستوى اللياقة البدنية وقدرة الضغط على المنافس.

وأشار الخطيب إلى أن المباريات الرسمية ستظهر مدى قدرة المدرب على تمكين المنتخب من خوض مباريات كأس العالم، وسينعكس ذلك على أداء المنتخب في أرض الملعب.

المنتخب أصبح نداً قوياً على مستوى الإعلام الآسيوي والعالمي، والجميع يتحدثون عن أدائه المميز، والفرصة الآن مواتية للفوز، لاسيما أن عدد المنتخبات المتأهلة أصبح 48 منتخباً، بالتالي زاد عدد مقاعد المنتخبات الآسيوية التي تأهلت لكأس العالم 2026

عبيدات المعسكر التركي فترة تحضيرية للمباريات القادمة

من جهته، بين المحلل الرياضي ثابت عبيدات أن هذه الفترة تسمى بـ “الفترة التحضيرية” للمباريات التي ستقام في شهر أيلول المقبل، في ظل توقف البطولات المحلية، تصبح المباريات الودية مفيدة للاعبين والجهاز الفني على حد سواء، فهي تعزز من رفع الحالة البدنية للاعبين.

وأشار عبيدات إلى أن اللاعبين الذين لم يحالفهم الحظ بالفترة السابقة في المنتخب، سيكون لهم فرصة في هذه الفترة مما سيخلق حالة من التنافس بينهم، بالإضافة إلى رغبة المدرب سلامي بالوقوف على مستويات جميع اللاعبين.

عموتة اعتمد في عهده على 11 لاعباً، أما الآن يعمل الجهاز الفني الجديد على استدعاء أكبر عدد من اللاعبين، مما سيؤدي إلى الاعتماد على عدد كبير من اللاعبين

وعن الأسماء المرشحة للتأهل والانضمام إلى القائمة التي سترسل من قبل اتحاد كرة القدم الأردني، بين عبيدات أن ذلك يعتمد على اللاعب نفسه ومدى انسجامه مع طريقة اللعب الجديدة للمدرب، لاسيما وأن معظم اللاعبين قد انضموا للمنتخب باستثناء موسى التعمري ويزن نعيمات لوجود ارتباطات أخرى لديهم.

وأشار عبيدات إلى أن وضع المنتخب الأردني مطمئن، ولكن يجدر الإشارة إلى أن هذه المباريات الودية أتت دون المستوى المطلوب، فالمباريات التي تحقق الوصول إلى المستوى الاحترافي هي التي يتم خوضها مع المنتخبات القوية، وعنددما تكتمل التوليفة في المباريات الودية، يمكن الوقوف على مستوى المنتخب.

واختتم عبيدات بقوله إن المدرب سلامي الذي يخوض هذه المرحلة الحاسمة في تصفيات كأس العالم يحتاج إلى مدة زمنية يعمل من خلالها على تحقيق الاندماج الكامل بين خطط ورؤية الجهاز الفني الجديد وبين مستويات لاعبي المنتخب.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version