أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 12 شخصًا جراء سقوط صاروخ أُطلق من لبنان في ملعب لكرة القدم بالجولان السوري المحتل، وتحدث عن سقوط عشرات المصابين، وبينما نفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، توعده الاحتلال برد قاسٍ ودراماتيكي.
كثيرون يعتقدون إسرائيل وجدت المبرر لتستعيد قدرتها على ردع حزب الله من خلال توجيه ضربة إلى مناطق قد تصل إلى منطقة الضاحية الجنوبية.
فإذا ذهبنا جغرافيا للتعرف على المنطقة التي جرت فيها الحادثة، ولكونها المرة الأولى التي يتم استهدافها بهذه الكثافة، فالمنطقة تقع قرب منطقة الجولان جبل الشيخ، حيث إن غالبية سكان هذه المنطقة من الطائفة الدرزية الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، وليسوا من اليهود الأشكناز الغربيين بمعنى أكثر أن هذه المنطقة قد تكون عصب الإقتصاد الإسرائيلي.
ولكون حزب الله – على غير العادة – نفى مسؤوليته عن الهجوم وعليه، يمكن أن نتجه إلى سيناريوهات توضح الغاية من وراء هذا الهجوم، السيناريو الأول يتمثل في كون الهجوم مصطنعا من جهة الاحتلال نفسه؛ ليبرر عملية التصعيد في جنوب لبنان.
أما السيناريو الثاني والذي قد ينطوي في إطار ما يتحدث عنه رئيس الأركان الاحتلال هرتسي هليفي حين قال إن ضغط العسكري يولد لقبول المفاوضات، بعد عودة بينيامين نتنياهو من واشنطن؛ إذ يذكر أن هناك مفاوضات تجري في روما فيما يتعلق بالحرب في غزة، وهناك حديث آخر عن مسار دبلوماسي يراد منه تسريع حل أزمة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.
نوايا إسرائيل قد تكون أقرب إلى السيناريو الثاني لدفع حزب الله بالتحديد باتجاه التفاوض، وهذا ما يبرر قيام إسرائيل بتنفيذ عملية – لن تكون شاملة وكبيرة – باتجاه مناطق جنوب لبنان، وقد تصل هذه العمليات إلى مناطق الضاحية الجنوبية في بيروت، إذ تسعى إسرائيل من ورائها إلى استعادة الردع الذي كُسر على يد حزب الله من ناحية، وتحقيق التفوق الجوي بعد اختراقه ثلاث مرات من قبل حزب الله في مناطق الشمال الأراضي المحتلة من خلال طائرات مسيرة “هدهد 1″ و”هدهد 2″ و”هدهد 3”.
يشار إلى أنه لا يمكن للاحتلال الإسرائيلي أن ينفذ عملياته تلك إلا بوجود موافقة أمريكية، كون هذه العمليات لا تريد منها إسرائيل أن تقودها إلى انزلاق نحو عملية عسكرية تقليدية. فهي ترغب في تسريع المفاوضات الجارية بين حزب الله لضبط العملية بالتزامن مع المفاوضات التي تجري في روما لوقف إطلاق النار في غزة.