مرشحون قبل الطباعة (5)
الاردن والمرحلة الجديدة
نخبة بوست – ايام محدودة تفصلنا عن التسجيل للانتخابات النيابية، وقد تابعنا حراكا في تشكيل الكتل غير مسبوق من حيث الانتقال بينها. وقد سمعنا عن راغبي ترشح تنقلوا بين نصف دزينة من الكتل، الشاهد في هذا ان معظم الكتل لا يميزها عن غيرها غير اسماء اعضائها، فلا تمايز في اللون او الطعم او الرائحة، وبالتاكيد لا برامج موجودة حتى تختلف عن بعضها، ولعل هذا سبب يضاف لاسباب العزوف الانتخابية الاخرى.
الشيء المثير للاستغراب؛ بروز مرشحي ربع الساعة الاخيرة كما يقال في المباريات، فشاهدنا في بعض الدوائر ترشح أشخاص فجاة دون مشاورة احد من اقاربهم بل ربما اشقائهم واولادهم، وهم غالبا من غير المهتمين بالشأن العام سابقا، وبلا فرص يمكن تحسسها وليس حسابها، وايضا انسحاب مرشحين كان لهم حضور سابق بعد ان ” حسبوها صح”.
وحتى القوائم الحزبية؛ في غالبها لم تسفر عن مرشحين بعدد معقول ممن لهم حضور اجتماعي ناهيك عن حضور سياسي يعرفه المقربون وبالتاكيد لا يعرفه المبعدون. وهذا اضاف عوامل معززة لعدم ايمان الناس بالاحزاب خاصة بعد شيوع معلومات عن تاثير المال في ترتيب القوائم الحزبية، وحضور ” ظاهرة التوريث” كما حال التوريث العشائري.
لا اظن ان تلك النتاجات كانت مقصودة في برنامج ” التحديث السياسي” وبالتاكيد لن تؤدي لافرازات نيابية مختلفة عن السابقات،
وأخيرا قبل الطبع كما يقال؛ هناك فرصة لاجراء تصحيحات شخصية من بعض المرشحين بالانسحاب وحفظ ماء الوجه الشخصي والعشائري، فامام انعدام الفرص، فالرجوع عن الترشيح اولى للحفاظ على وحدة العشيرة وتماسكها الاجتماعي. فكلمة ” حشوة” ستبقى وصمة معيبة تلاحق البعض ممن ترشحوا فقط بهدف الترشح والرسوب، غير اسباب يأنف الانسان الشريف عن قبولها.
وقبل ذلك وبعده؛ نأمل من الجهات المعنية في الانتخابات وفي مقدمتها الهيئة المستقلة؛ أن تراقب باهتمام ظاهرة شراء الاصوات التي اصبحت حديث الناس، ولن تعحزها الادلة ولا الطرق الموصلة لينابيع المال السحت وليس الماء. وتتخذ الإجراءات القانونية الضرورية لحماية الناس من ” عبودية تجار الانتخابات ” قبل ان يتسع الخرق على الراتق.