حزب الله وقوة المقاومة

نخبة بوستنتنياهو وقادة الحرب في اورشليم هددوا لبنان، وان يشهد لبنان ما لم يشهده الفلسطينيون. وهل هناك ما هو أشد هولا من الابادة وعالم تحت الانقاض في غزة.

و القاتل نتنياهو العائد من واشنطن، واقفل أذنيه امام التحذيرات الامريكية، ويدعو الى فتح ابواب جنهم المقفلة. واذا ما كان نتنياهو يهدد بحرب اكثر وحشية من غزة، فلا بد ان يواجهوا طوفانا من النيران والسعير. وهذا هو رأي واشنطن، وما تحاول سياسيا ودبلوماسيا منع اندلاعه على الجبهة اللبنانية وشرور توابعه على الاقليم.

ليس هناك لبناني يتمنى الحرب، واللبنانيون عايشوا اهوال وويلات الحرب. ويعرفون جيدا ماذا تعني الحرب؟ وعاصروا وعايشوا حروبا كبرى مع اسرائيل، ودحروها، وهزموها، والمشروع الاسرائيلي في لبنان اخفق، وقوى المقاومة ردعته، ومنعت امتداده على مدى حربين كبيرتين الاولى عام 2000 والثانية عام 2006.

الامريكان يقدرون بخوف توابع اي انجرار لحرب كبرى في الاقليم. ويقسيون ردة «فعل اسرائيل» وسياساتها الهستيرية والجنونية، ولدى رؤية اهداف عسكرية وامنية ومدنية واقتصادية حيوية اسرائيلية، وناهيك عن محطات الغاز والكهرباء ومفاعل ديمونا، وقد تحولت الى ردم، وتحت اعين مراصد ومنصات جبهات المقاومة.

الصاروخ الذي اصاب «مجدل شمس « في الجولان العربي المحتل، لا يتفق عاقلان على ان مصدره المقاومة الوطنية اللبنانية. وحزب الله، لماذا يقوم بقصف مجدل شمس؟ ليس ثمة دوافع واسباب، والقرية موسومة تاريخيا في دفاع ابنائها عن سورية وعروبة الجولان المحتل، الارتباط بالدولة الام السورية، ومجدل شمس، شوكة في عين الاحتلال، ومعروفة في مواقف مناوئة للاحتلال، ومناهضة للأسرلة، وفرض التجنيس والتجنيد لابناء القرية بالقوة !

والمقاومة اللبنانية وحزب الله لا يستهدف مدنيين ومستوطنات داخل الكيان. ومنذ بداية طوفان الاقصى حزب الله لم يستهدف مدنيا او منشأة مدنية، ولم يطلق صاروخا او طائرة مسيرة لم تخطئ هدفها، ولا يمكن اتهامه باستهداف المدنيين عربا او يهودا.
وفي عقيدة واستراتيجيات حزب الله القتالية ثمة ثوابت دينية واخلاقية، وانسانية. والمدنيون والمنشآت المدنية اهداف خارج حسابات المعركة والمواجهة العادية، وقالها قيادات في حزب الله.

و على عكس، عقيدة الجيش الاسرائيلي القائمة على الابادة والاجرام والقتل. وغزة اليوم، شاهد حي على مجزرة وابادة اسرائيلية كبرى.
وما اكثر اخطاء جيش الاحتلال ! وقد قتل أسراه في غزة. واعترف جيش الاحتلال بأن صواريخ القبة الحديدية اصابت بالخطأ اهدافا مدنية في مدن ومستوطنات.

“اسرائيل ” تريد حربا، ولكنها تعرف انها فوق طاقتها وقدرتها، وعاجزة عن خوضها. وما يسعى نتنياهو وقادة الحرب في اورشليم اليه توظيف حادثة «مجدل شمس» بالتنسيق مع واشنطن لاهداف تفاوضية، وتقاسم الادوار، وبعد زيارة نتنياهو الى واشنطن وخطابه امام الكونغرس، ومواكبة مسارات التفاوض لوقف اطلاق النار التي ترعاها واشنطن والقاهرة، والدوحة.

وتتفق واشنطن وتل ابيب في مسارات التفاوض واي اتفاق لوقف اطلاق النار على تقريع المقاومة وحماس، وتفريغها من اي نصر عسكري، والتشويش والتضليل في سيناريو اليوم التالي، وفرض خيارات قسرية لحكم غزة، وارسال قوات عربية ودولية، وابعاد الاسرى المحررين من قادة الفصائل الفلسطينية عن الضفة الغربية، وتقسيم غزة الى مربعات امنية تحت سيطرة اسرائيل.

مسار التفاوض لوقف اطلاق النار في غزة، وسيناريو اليوم التالي وما بعد الحرب، من الصعب فصله عن سيناريوهات وملفات اقليمية. وفيما تحاول اسرائيل تعطيل مسار التصالح السوري / التركي، وترمي تل ابيب ايضا الى تصعيد عسكري للمحافظة على الوجود العسكري الامريكي في العراق وسورية، وذلك جزء لا يتجزأ من الامن القومي والاستراتيجي الاسرائيلي.

شاركها.
Exit mobile version