الرنتاوي لـ “نخبة بوست”: العد العكسي للرد سيبدأ بعد دفن الشهداء

نخبة بوست – خاص

قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية المحلل السياسي عريب الرنتاوي، إن إسرائيل تخوض معركة لاسترداد صورتها الردعية التي تضررت كثيرًا في السابع من أكتوبر، بعد أشهر من المعارك والفشل الذريع في استئصال المقاومة واسترداد الأسرى على كل الجبهات، وهي تحاول استعادة اليد الطويلة، وهذا ما يفسر ضرباتها واستهدافها لقادة وشخصيات في طهران وبيروت، وقبلها في الحديدة في اليمن.

ووصف الرنتاوي الوضع الراهن بـ “الحالة الهستيرية” التي تسيطر على الكيان الصهيوني، وقال إن الكيان بات محكومًا بنزعات وغرائز انتقامية، إذ بدأ يضرب يمنة ويسرى دون أن يقيم أي حساب للتداعيات المترتبة على ذلك.

وحول الرد المرتقب من إيران وحزب الله على حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في ظهران واستهداف القائد في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد الرنتاوي بأن الرد “لا ريب فيه” ، إلا أن السؤال يتمحور حول حجم هذا الرد وتوقيته، وما إذا كان ردًا متزامنًا من جبهات أربع أو خمس أم غير ذلك.

بعد مواراة جثامين الشهداء الثرى، سيبدأ العد العكسي للضربة العسكرية من قبل إيران وحلفائها


وأشار الرنتاوي إلى الجهود السياسية التي تُبذل من أجل أن يكون الرد “مُحتملًا ومستوعبًا” وضمن قواعد مقبولة للاشتباك، بحيث لا تكون هناك ردة فعل إسرائيلية ثانية، أو إذا كانت، تكون ذات طابع رمزي لا أكثر ولا أقل، مثلما حدث بعد ضرب السفارة الإيرانية في دمشق، حيث تم احتواء الموقف آنذاك من التصعيد.

إلا أن الرنتاوي يرى أن الجهود قد تصطدم بعقبة رئيسية تتمثل في أطراف هذا المحور، فقد تذهب إلى ضربة محدودة، ولكنها بحاجة إلى ثمن سياسي تستطيع من خلاله تسويق محدودية الرد. هذا الثمن السياسي يجب أن يبدأ من غزة، بمعنى أن يكون هناك اتفاق جدي لوقف هذه الحرب “البربرية المجنونة” على الأهل في القطاع، وإدخال المساعدات، وصفقة تبادل ضمن الإطار الذي ورد في مبادرة بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي.

الضربة المتوقعة ستكون مربعة الأضلاع إن لم تكن خماسية الأضلاع، بمعنى أن إيران سترد لا محالة، وستنطلق الطائرات المسيرة والصواريخ من الأراضي الإيرانية، وسيتزامن ذلك مع هجوم صاروخي ومسيرات من حزب الله والحوثيين والفصائل العراقية أيضًا

وتابع الرنتاوي حديثه بأن هذه الضربات قد تبعث برسالة قوية ورادعة لإسرائيل مفادها أنه آن الأوان لكسر استراتيجية اليد الطويلة التي يتعلق بها نتنياهو، ولكي لا تمتد من جديد على قادة المقاومة سواء في داخل غزة أو خارجها.
وأوضح الرنتاوي أن لكل من الأطراف ثأرًا مع إسرائيل بعد اغتيال فؤاد شكر وضرب ميناء الحديدة والتمادي على إيران، إلا أن الفلسطينيين، شعبًا ومقاومة، لهم ثأرات مع إسرائيل وليس ثأرًا واحدًا.

واختتم بقوله “يبقى السؤال الأبرز إلى أي مدى سيبلغ هذا التصعيد؟ وهل سيقود إلى انفجار شامل أم سيكون ضمن الحدود الممكن احتواؤها وضبطها؟ وما هو الثمن لذلك؟


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version