المومني لـ “نخبة بوست”: الرد الإيراني سيكون “حذر وواقعي”
نخبة بوست – المحرر السياسي
في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، تبرز قضية الرد الإيراني المحتمل على التحركات الإسرائيلية كموضوع حساس وشائك يحمل في طياته تداعيات كبيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي.
وبالرغم من ان السنوات الأخيرة شهدت سلسلة من الأحداث التي زادت من حدة هذا التوتر بين إيران واسرائيل، إلا أن اغتيال العدو الصهيوني لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية في طهران تعد حادثة وصفتها إيران بأنها لن تمر دون رد “قاس وموجع” .
ولعل المعضلة الأساسية لإيران تكمن في كيفية الرد على التحركات الإسرائيلية دون الدخول في صراع مفتوح يمكن أن يؤدي إلى تداعيات كارثية على المنطقة، وبينما تعتمد إسرائيل على تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ودعمها العسكري والسياسي، تجد إيران نفسها في موقف معقد يتطلب منها تحقيق التوازن بين الرد الحازم والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.
وفي هذا الجانب، قال د. حسن المومني عميد كلية الأمير حسين للدراسات الدولية “بالنظر إلى حالة الواقع الراهن بين إسرائيل وإيران وحلفائها، فإن معضلة الرد والرد المقابل هي “سيدة الموقف”، وبالذات لإيران”، لافتا إلى أن مشكلة إيران الحقيقية هي حالة عدم توازن القوة بينها وبين التحالف الإسرائيلي الأمريكي، لذلك، على إيران أن تكون أكثر من حذرة وواقعية وأعتقد أنها كذلك”.
وأضاف بقوله أي عمل خارج نطاق السيطرة قد يؤدي إلى ردة فعل من قبل تل أبيب وواشنطن، قد يكشف حقيقة خاصرة إيران اللينة وخفيفة قوتها، ويضع شبكة الوكلاء الإيرانية في المنطقة، وبالذات حزب الله، في خطر محدق يصل إلى تحييدها أو تدميرها.
وأشار المومني إلى أن إيران استثمرت منذ عقود كثيرًا في بناء مثل هذه الشبكة من الوكلاء وليس من مصلحتها فقدانهم أو على الأقل إضعافهم، صحيح أن الاغتيالات كانت مؤلمة وعنجهية إسرائيلية تستوجب الرد، لكن كلاعب عقلاني من المفروض أن تكون الحسابات في السياق الاستراتيجي للربح والخسارة.
