“السنوار” .. مازال يتصدر عناوين الصحف العربية والدولية

نخبة بوسترولا أبو رمان

تصدر خبر إعلان “يحيى السنوار” رئيسا للمكتب السياسي لحركة “حماس” خلفا للشهيد اسماعيل هنية عناوين الصحف العربية والدولية خلال اليومين الماضيين.

فخلافة السنوار بـ “الإجماع” تقلص الآمال والروايات الإسرائيلية التي أعقبت عملية -7 أكتوبر- بوجود انقسامات وخلافات داخل “حماس”.

إذ بات تعيينه صفعة جديدة تتلقاها إسرائيل من حماس أمام مرآة العالم وتجعلها تبدو هزيلة ومتناقضة، تقول ما لا تفعل.

إن إخفاق اسرائيل في ملف الأسرى وعدم قدرتها على استئصال وتثبيط عزيمة وإرادة حركة حماس لغاية هذه اللحظة يجعلها تبدو في موقف محرج وعاجز عن الاستمرار في المواجه، بيد أن اختيار السنوار، يبعث برسالة وعيد عسكري، وخاصة مع وصول مسار التفاوض إلى طريق مسدود.

قد يكون اختيار شخص آخر غير السنوار أمرًا اعتياديًا كنائب يخلف قائده، إلا أن اختيار يحيى السنوار ذاته، والذي يوصف بـ “مهندس طوفان الأقصى”، يحمل في ثناياه رسائل واضحة للكيان الصهيوني.

أهم رسالة، هي أن عملية الاختيار بهذه السرعة وبالإجماع رغم الحرب والإبادة التي تُمارس عليها، تعطي مؤشرًا بأن الحركة قوية ومتماسكة ومنظمة وتمتلك هيكلية قوية وصفوفها وكلمتها موحدة، وهذا يناقض الرواية الإسرائيلية التي تحاول أن تقنع فيها الرأي العام.

بوصول السنوار إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، تبلورت حوله العديد من الآراء والردود في الساحتين العربية والدولية وحتى في الوسط الفلسطيني، ما بين مهنئ وممتعض.. وعليه، ارتأى موقع “نخبة بوست” رصد ما نشرته الصحف العربية والعالمية حول “السنوار”:

آراء الأوساط والفصائل الفلسطينية

تتلخص الآراء الفلسطينية في الترحيب والمباركة بالخطوة التي أقدمت عليها حماس في تعيين يحيى السنوار خلفًا لإسماعيل هنية؛ لما يتمتع به من شخصية كاريزمية وقيادة صارمة ومسؤولة وفق لما أورده “موقع الجزيرة نت”:

إذ أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن تمنياتها للسنوار بالتوفيق في “حمل المسؤولية العظيمة خلفًا لهنية”.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس أسامة حمدان أن اختيار السنوار يؤكد وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها.
بدوره وصف أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” جبريل الرجوب السنوار بـ “الشخصية البراغماتية ورجل واقعي ومنطقي.

وقال:”هكذا عرفته في الأسر وخارج الأسر”، وأضاف الرجوب أن قرار اختيار السنوار “رد منطقي ومتوقع على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية”.

فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي إنها: “تبارك للإخوة في حماس اختيار القائد السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة”.تابع التيار الإصلاحي الديمقراطي بالإشارة إلى أن السرعة في اختيار قيادة حماس تؤكد فشل سياسة الاغتيالات.

نقلت وكالة الأنباء الإيرانية ” إيرنا ” تعليق جيشها على اختيار السنوار خليفة لهنية: “إن اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفًا لإسماعيل هنية يعني أنه لا أمل للكيان الصهيوني بمستقبله “

حزب الله: السنوار رسالة قوية للعدو الصهيوني

من جهته، عبر حزب الله اللبناني في بيان له أن اختيار السنوار “رسالة قوية إلى العدو الصهيوني، ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفاؤها، بأن حماس موحدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى”

 وأضاف أن هذا الاختيار “يؤكد أن الأهداف التي يتوخاها العدو من قتل القادة والمسؤولين فشلت في تحقيق مبتغاها”.

بدوره ، كتب الناطق باسم جماعة الحوثي في اليمن، محمد عبدالسلام،  عبر صفحته على “إكس”، تهنئة لحركة “حماس”، وأردف قائلاً: “وقد كان الشهيد القائد يتحدث عن أن اليهود يختارون القوي لرئاسة حكومتهم بخلاف الأنظمة العربية”.

فيما يرى محللون ساسيون أنها “صفعة” كبيرة للمخططات الإسرائيلية، ورد على اغتيال القائد هنية.

ردود فعل إسرائيلية ودولية

وفي الجانب الآخر؛ تسلمت الأطراف المعادية لحماس رسائل دفينة مغزاها أن استعصاء المسار التفاوضي يدفع بالمسار العسكري نحو الأمام، وخاصة في ظل تعنت نتنياهو بوقف الحرب على قطاع غزة.

إذ ما تلقت إسرائيل الإعلان عن اختيار السنوار خلفا لـ هنية حتى دوّت صفارات الإنذار في عسقلان وسديروت إلى الشمال من قطاع غزة، وفقًا لما أورده موقع “والا” الإسرائيلي.

كما اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن القيادة حية وما زالت موجودة وقوية أكثر من ذي قبل، وأن القرار جاء مفاجأة ورسالة لإسرائيل.

 قالت إن حماس اختارت أخطر شخص لقيادتها، لا سيما أن الإسرائيليين يعتبرون السنوار “مهندس عملية طوفان الأقصى”.

كتب وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على صفحته في منصة (X) ،أن تعيين يحيى السنوار “هو سبب مقنع آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة الشريرة عن وجه الأرض”.


وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، إن مكان السنوار بجانب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في إشارة إلى التضليل الإعلامي الذي تمارسه إسرائيل بحق مواطنيها؛ حيث زعمت أنها اغتالت الضيف في خان يونس، قبل أكثر من أسبوعين.

 وفي سياق متصل، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين حكومتهم بمواصلة عمليات الاغتيال لقيادات حماس، بمن فيهم يحيى السنوار، “عراب عملية طوفان الأقصى”.

وعليه، يرى محللون سياسيون اسرائيليون أنه يُعَدّ انتصاراً لإيران.

دوليا .. السنوار صاحب القرار الفاصل

على الصعيد الدولي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: “إن السنوار كان ولا يزال صاحب القرار الفاصل في التوصل لوقف إطلاق النار في غزة.

وبحسب صحيفة  “برلينر مورغن بوست” الألمانية تعتبر عدم قدرة إسرائيل على الوصول والعثور على مقر السنوار  في قطاع غزة، الذي يبعد أقل من 40 كيلومتراً، اخفاقا وفشلا للجيش والمخابرات الإسرائيلية.

فيما تابعت الصحيفة الألمانية:” إن تعيين السنوار خلفاً لهنية، يجعل الانتصار التمثيلي الذي تظاهر به بنيامين نتنياهو بشكل واضح بعد مقتل هنية يذهب في مهب الريح.

وبدورها اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن اختيار السنوار القائد العسكري لـ”حماس” خليفة لهنية، يأتي في وقت تستعد فيه إيران وحلفاؤها للرد على إسرائيل.

أما صحيفة “لوموند” الفرنسية، فترى أن الحرب الوحشية والإبادة الجماعية على غزة، جعلت المستفيد الأول مما حدث لغاية الآن هو يحيى السنوار.

أضافت الصحيفة أنه بات الهدف الأول للحرب الإسرائيلية على غزة هو يحيى السنوار، ويحمّل قرار تعينه “رسالة قوية” لإسرائيل بعد عشرة أشهر من بدء الحرب في قطاع غزة.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version