نخبة بوست – في ظل الأوضاع العصيبة التي تجتاح الإقليم، ومع تصاعد حدة التوترات والنزاعات الدموية التي باتت تهدد أمن واستقرار الدول، يجد الأردن نفسه في موقع حساس يتطلب من كل مواطن أردني أن يكون على قدر المسؤولية الوطنية. ففي هذه المرحلة الحرجة، لا بد من الالتفاف حول القيادة الهاشمية، التي تمثل حصنًا منيعًا ودرعًا واقيًا لحماية هذا الوطن من عواصف الإقليم، والتي تهب علينا من كل حدب وصوب. إنها مرحلة تتطلب منا جميعًا أن نكون صفًا واحدًا، وأن نضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.
إن القيادة الهاشمية الحكيمة، التي لطالما قادت هذا الوطن بحكمة ورؤية ثاقبة، تحتاج اليوم إلى دعم لا يتزعزع من الشعب الأردني. اللحمة الوطنية هي الأساس الذي يمكن من خلاله مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد أمننا واستقرارنا. هذه اللحمة يجب أن تكون صلبة، لا تتزعزع أمام العواصف التي تحيط بنا. فالوقت ليس وقت التظاهر أو الاعتراضات والمسيرات التي قد تفتح أبواب الفوضى وتعرقل جهود الأجهزة الأمنية في أداء مهامها الحيوية وتستنزف جهودها الأمنية والذهنية والجسدية.
ندرك جميعًا أن هناك جهات خارجية وداخلية تسعى لاستغلال أي فرصة لزعزعة استقرار الأردن. هؤلاء المتربصون بالوطن، الذين يسعون لتحقيق أهدافهم الدنيئة على حساب أمننا واستقرارنا، لن يتوانوا عن استخدام كل الوسائل لإثارة الفتن ونشر الفوضى. لذلك علينا أن نكون على وعي تام بأن أي انجرار وراء هذه المخططات الخبيثة سيكلف الوطن غاليًا، وأن أي استجابة لدعوات الفوضى والتظاهر في هذه المرحلة الحرجة ستشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الأردن واستقراره، وبالتالي تحقيق أهداف هؤلاء الحاقدين ومخططاتهم الخبيثة.
لقد بات الإقليم يغلي كالصفيح الساخن، وامتدت ألسنة اللهب إلى معظم دول الجوار، مما يجعل الأردن في مواجهة تحديات غير مسبوقة. الحفاظ على الأمن والاستقرار في مثل هذه الظروف يتطلب تكاتفًا وتلاحمًا غير مشروطين خلف القيادة الهاشمية الحكيمة، ودعمًا مطلقًا للأجهزة الأمنية والجيش العربي المصطفوي، الذين يواصلون الليل بالنهار لضمان بقاء الأردن بعيدًا عن نار الفتن التي تحرق الإقليم.
الولاء للوطن وللقيادة الهاشمية ليس خيارًا بل واجب مقدس. ففي هذا الوقت العصيب، يتطلب منا جميعاً أن نضع انتماءنا لتراب الأردن فوق كل اعتبار. هذا الانتماء يجب أن يتجسد في مواقفنا وتصرفاتنا اليومية، وفي التفافنا حول قيادتنا الهاشمية، التي تمثل صمام الأمان للوطن. يجب أن ندرك أن التظاهر والاحتجاجات، مهما كانت دوافعها وغاياتها في هذا الوقت تحديدًا، تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الأردن، وقد تكون بمثابة طوق النجاة الذي يتشبث به أعداء الوطن لتنفيذ مخططاتهم الشريرة والإضرار بالوطن. وعندها لا ينفع الندم، فالفأس قد وقعت بالرأس.
التحديات التي يواجهها الأردن اليوم تستدعي من كل مواطن أردني أن يكون جنديًا في معركة الحفاظ على الوطن. علينا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن ندرك أن أي تفريط في أمن الوطن أو استقراره سيكلفنا جميعًا ثمنًا باهظًا. لذلك فإن اللحظة الراهنة لا تحتمل التخاذل أو الانقسام، بل تتطلب وحدة الصف والكلمة، وتضافر الجهود لحماية الأردن من الأخطار المحدقة به.
وفي هذا السياق، يجب أن نوجه رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن أو الإساءة لسمعته عبر وسائل التواصل الاجتماعي. نقول إن نشر الأكاذيب والشائعات، أو الترويج لأفكار مغرضة تستهدف الوحدة الوطنية أو تحاول زعزعة الثقة بالقيادة الهاشمية، لن يكون مقبولًا بأي حال من الأحوال. كل من يحاول استغلال منصات التواصل الاجتماعي لبث الفتنة أو الإساءة للأردن سيواجه بالقانون بكل حزم. فالأجهزة الأمنية لن تتهاون مع من يحاول أن يمس استقرار الوطن أو أن يسيء لسمعة الأردن ومؤسساته.
زمن التعاطف والتغاضي عن تصرفات وسلوكيات المتظاهرين السلبية الخبيثة والفوضى قد ولى، وأي محاولة للإخلال بأمن الأردن أو الإساءة له ستواجه برد رادع. لن يكون هناك تهاون مع من يحاولون نشر الفوضى أو استغلال هذه المنصات لأهدافهم الخبيثة.
الإعلام الوطني يجب أن يكون في طليعة المدافعين عن استقرار الوطن، ويجب أن يتحمل مسؤولياته في نقل الحقائق بمهنية وموضوعية، دون الانجرار وراء الأكاذيب أو الشائعات. دور الإعلام في توعية المواطنين بخطورة المرحلة الراهنة وضرورة الالتفاف حول القيادة الهاشمية هو دور حيوي لا يقل أهمية عن دور الأجهزة الأمنية في حفظ أمن الوطن.
إن الأردن يمتلك من المقومات ما يجعله قادرًا على الصمود في وجه التحديات، لكن هذا الصمود يعتمد على تلاحم الشعب الأردني والتفافه حول قيادته. فنحن اليوم أمام مفترق طرق، إما أن نختار طريق الوحدة الوطنية والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة، أو أن نسمح للفتنة والفوضى أن تتسلل إلى مجتمعنا. الخيار واضح، والواجب يفرض علينا أن نكون مع الوطن في خندق واحد، ندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة، ونمنع أي محاولة للإساءة إليه أو النيل من استقراره.
في الختام، إن الشعب الأردني، الذي أثبت على مر السنين أنه شعب وفيّ لقيادته، مطالب اليوم بأن يبرهن مجددًا على هذا الوفاء من خلال الالتفاف حول القيادة الهاشمية الحكيمة ودعمها في هذه المرحلة الدقيقة. الأردن أكبر من أي تظاهرة أو مسيرة أو اعتراض، وأغلى من أي مصلحة شخصية أو مصلحة كائن من كان. فلنضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وفوق كل عواطف وولاءات خارج حدوده. ولنكن جنودًا في خدمة هذا الوطن الغالي، نحميه وندافع عنه بكل ما نملك، ونلتف كالسوار حول قيادتنا الهاشمية المظفرة وجيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية الساهرة علينا. الأردن يستحق منا الكثير، فلنعمل معًا من أجل مستقبله وأمنه واستقراره. وللحديث بقية.