نخبة بوست – أماني الخماش

انطلقت منافسات النسخة الـ 72 من الدوري الأردني للمحترفين في 8 الشهر الحالي وسط آمال كبيرة بتحقيق موسم مميز يعكس تطور كرة القدم الأردنية.

ومع ذلك، لا تزال التحديات والصعوبات التي تواجه هذا الدوري قائمة، مما يشكل عائقًا أمام تحقيق الأهداف المنشودة، من بين أبرز هذه التحديات ضعف البنية التحتية الرياضية وقلة الدعم المالي الذي يؤثر بشكل مباشر على قدرة الأندية على المنافسة.

الإضافة إلى ذلك، تواجه الأندية مشكلات تنظيمية تتعلق بجدولة المباريات وعدم استقرار المستوى الفني للفرق، كل هذه العوامل تسهم في خلق بيئة صعبة تعرقل تقدم الدوري وتحد من إمكانيات تطويره ليكون في مصاف الدوريات الإقليمية الكبرى.

المشهد غير مكتمل والأمور لا تزال في تأرجح

وفي وقت سابق كانت قد أعلنت بعض الأندية عدم جاهزيتها لخوض مباريات الدوري في الموعد الذي حدده اتحاد كرة القدم، مبررة ذلك الرفض لبعض الصعوبات المالية والفنية التي تعانيها الفرق، إلا أن الاتحاد عقد العزم على بدء الدوري في الثامن من شهر آب الحالي، حيث انطلق الدوري الأردني للمحترفين بأولى مبارياته في الجولة الأولى يوم الخميس الماضي، كما جرت مباراة بين فريقي مغير السرحان والأهلي، والتي انتهت بفوز الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

يشارك في الدوري الحالي 12 فريقًا، إلا أن التحضيرات والاستعدادات لم تكن متساوية بين الفرق لأسباب عديدة. فالمشهد لدى بعض الفرق لا يزال غير مكتمل، وأمور لاعبيها تتأرجح بين الانضمام والتعاقد والاستبعاد، علاوة على ذلك، لم يمضِ وقت طويل على انتهاء الموسم السابق، والذي لم يسفر عن النتائج المطلوبة

وفي ظل هذا الوضع، طالبت العديد من الفرق بتأجيل انطلاق الدوري، إلا أن الاتحاد الأردني لكرة القدم ألزم الجميع بالموعد المحدد، بهدف “تحقيق الجاهزية الفنية لمنتخب النشامى قبل خوض مباراتي الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم في أيلول المقبل”، وفقًا لما صرح به الاتحاد.

قطيشات: ضغوطات مالية وفنية تعانيها الفرق

وفي هذا الصدد، أوضح الصحفي الرياضي يحيى قطيشات أن بداية الدوري الأردني للمحترفين تأتي في ظل مرحلة صعبة تمر بها الفرق، فهي غير مهيأة من الناحيتين الفنية والمالية.

تأهل المنتخب الأردني إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم الآسيوية دفع اتحاد كرة القدم، بناءً على طلب المدير الفني جمال سلامي، إلى تنظيم ثلاث جولات من الدوري قبل مباراتي المنتخب أمام الكويت وفلسطين

وأشار قطيشات إلى أنه لا يمكن الحكم على الفرق إلا بعد خوض المباريات، وأنه من خلال التعاقدات تبين أن الفرق تمر بأزمة مالية صعبة، لافتا إلى أن فترة القيد ستستمر حتى الحادي عشر من ايلول المقبل، مما سيؤدي إلى مستوى فني أقل في الأسابيع الثلاثة الأولى، خاصة مع سعي بعض الفرق للهروب من الهبوط المبكر نظرًا لتعديل نظام الدوري الذي يشهد هبوط أربعة فرق هذا الموسم. هذا الأمر سينعكس على النهج الهجومي للفرق التي ستحاول تجنب الخسائر بأقصى قدر ممكن.

وحول استعدادات الفرق، ذكر قطيشات أن خمسة فرق تتمتع بحالة جيدة، على رأسها فريق نادي الفيصلي، الذي يُعد الأكثر استعدادًا بقيادة المدير الفني أحمد هايل، الذي اعتمد على اللاعبين الشباب من المنتخب الأولمبي الفائز ببطولة غرب آسيا. كما أبرم الفيصلي أربعة عقود مع لاعبين محترفين، أما فريق الوحدات، فيعاني بالرغم من إبرامه أربعة تعاقدات جديدة، إذ غادر عدد من لاعبيه ولم تكتمل صفقاته المحلية بعد.

وأضاف قطيشات أن فريق الحسين إربد يطمح للحفاظ على لقب دوري المحترفين لموسم آخر، وقد تعاقد مع مدير فني أجنبي جديد، وجدد عقود بعض اللاعبين واستقطب آخرين مهمين، مما يجعله في وضع جيد. أما فريقا الجزيرة والصريح، العائدان إلى دوري المحترفين، فقد بذلا جهودًا كبيرة في التحضيرات، حيث كان فريق الصريح من أول الفرق المستعدة، بينما أبرم فريق الجزيرة تعاقدات مهمة مع المدرب عثمان الحسنات.

وأشار قطيشات إلى أن فرق العقبة، ومعان، وشباب الأردن، ومغير السرحان تأخرت في تحضيراتها، مما سينعكس على مستواها الفني. أما فريق السلط، فيمر بمرحلة متوسطة بقيادة ديان صالح، ورغم الظروف المالية الصعبة، فقد تعاقد مع مجموعة من اللاعبين المحترفين الجزائريين، بالإضافة إلى محترف فلسطيني.

عبيدات: الفرق ليست بحالة استعداد كامل

من جهته، أشار المحلل الرياضي ثابت عبيدات إلى أن الستار أُسدل على الدوري بشكل مبكر، في إطار الاستعداد لمباريات كأس العالم، بالرغم من أن الفرق ليست في حالة استعداد كامل، فقد تأخر البعض في تحضيراته ولم يحسم بعد أمور التعاقد مع اللاعبين.

وأوضح عبيدات أن هناك أربعة فرق فقط تمكنت من رفع مستوى استعدادها وتجهيز لاعبيها، وهي: الوحدات، الفيصلي، الحسين إربد، والجزيرة، بينما لا تزال باقي الفرق تعاني من تأخر في التحضير الفني وتدعيم فرقها بلاعبين.

وأضاف “كان من الأجدر إعطاء الفرق المشاركة في دوري المحترفين وقتًا كافيًا لرفع مستوى الاستعداد والتأهب الكامل، ومعالجة الأزمات التي تمر بها بعض الفرق.”

وفيما يخص توقيت انطلاق الدوري، أشار عبيدات إلى أن البداية ستكون صعبة، خاصة مع هبوط أربعة فرق هذا الموسم، مما سيؤثر سلبًا على أكثر من ثلثي فرق الدوري.

ولفت عبيدات إلى أن الهدف من إقامة الدوري في هذا التوقيت هو إبقاء لاعبي المنتخب في حالة جاهزية متقدمة وضمن جو تنافسي، ليكونوا في أفضل “فورمة” بدنية وفنية، خاصة في أول ثلاث جولات، قبل مرحلة التوقف لمباريات المنتخب.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version