نخبة بوست رولا أبو رمان

بعد مرور نحو أسبوعين على حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، تستعد المنطقة لرد إيراني محتمل على إسرائيل، مما قد يتسبب في تصعيد الأوضاع نحو حرب إقليمية، لاسيما وإنه من المتوقع أن يشمل هذا التصعيد تدخل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية والعواصم العربية المتأثرة بالنفوذ الإيراني.

من جانبها، تحاول الولايات المتحدة – عبر وساطتها- إقناع إيران بضبط النفس وعدم التسرع في اتخاذ خطوات تصعيدية قد لا تُحمد عقباها، مما قد يجر المنطقة المشتعلة أساسًا إلى دائرة صراع أوسع، إلا أن إيران ترى في الرد العسكري سبيلاً لاستعادة كرامتها المنكسرة أمام العالم بعد سلسلة اعتداءات عليها دون أي رد للاعتبار.

تعتبر إيران أن مطالب الدول الغربية لها بمنع التصعيد مع إسرائيل تفتقر إلى المنطق وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي التي تنص على حق الدول في درء العدوان عنها والدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها

في المقابل، تتفاوت الآراء حول جدية الرد الإيراني، خاصة أن إيران لن تتنازل بسهولة عن سيطرتها الإقليمية أو عن مناطق نفوذها في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدراتها العسكرية، التي تكشفت مؤخرًا عند حادثة سقوط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي، أظهرت أن إيران تفتقر إلى المعدات والتقنيات المتقدمة؛ مما يشكل لها صعوبة في مجابهة الولايات المتحدة وحلفائها.

الحرب قادمة لا محالة فيها

وفي هذا الصدد، أشار المحلل السياسي عادل محمود في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إلى أن الحشود العسكرية الأمريكية وعمليات العسكرة في المنطقة تعزز من فرضية أن الضربة الإيرانية ستكون “جدية”.

واستند محمود في ذلك إلى أن الضربة الإيرانية التي حدثت في نيسان الماضي ردًّا على استهداف السفارة الإيرانية في دمشق، والتي تسببت في مقتل جنرال إيراني وآخرين، لم تعزز واشنطن من وجودها العسكري حينها كما يحدث الآن. وبذلك، “سقطت نظريات أن إيران توكل لحلفائها الرد نيابةً عنها.”

وتابع محمود حديثه بأن حجم الحرب هذه المرة سيكون بتكتيك عالٍ، إلا أنها لن تكون حربًا سريعة وخاطفة، بل ستتدرج بخطوات تصاعدية.

وأضاف أن قراءة الخطوة التالية في الحرب لن تكون سهلة، إذ يجب القيام بقراءة متعمقة لكل خطوة، وعلى أساسها تُتخذ الخطوات المطلوبة، وبالتأكيد، لن يكون الأردن بمنأى عن الحرب وتداعياتها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى على صعيد النقل، إذ وصف محمود الوضع بعبارة: “بعدما كنا في الأشهر الماضية في عين العاصفة، سندخل الآن في العاصفة”.

إسرائيل تعلن حالة الطوارئ

مؤشر آخر ينذر بحرب قد تكون قادمة في ساعاتها الأخيرة، إذ تستعد إسرائيل داخليًا لحالة الطوارئ. فقد ألغى الجيش الإسرائيلي إجازات الجنود وعلّق غالبية رحلات الطيران المدني، كما أصدر الجيش أوامره بإغلاق المصانع التي تحتوي على مواد خطرة بالقرب من الحدود اللبنانية، على مسافة تصل إلى 40 كيلومترًا داخل إسرائيل، فيما منحت الحكومة قياداتها ووزراءها هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية في حالة انقطاع شبكة الاتصال.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version