هل سترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية؟

نخبة بوست – حتى الان، لم يصدر استطلاع « رأي عام» يرصد اتجاهات الاردنيين ازاء الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في 10 تموز، وتحديدا ما يتعلق في المشاركة او العزوف الانتخابي. في دورات انتخابية نيابية سابقة، نسبة المشاركة «يوم الاقتراع «، وخروج الناس الى صناديق الاقتراع كانت تمثل «معضلة انتخابية». ويبدو انها مازالت سؤالا انتخابيا عالقا.

و لا أظن أن ثمة تغييرا ملموسا وبنيويا قد يصيب مزاج الاردنيين، وسلوك واتجاهات اراء الاردنيين ازاء الصندوق الانتخابي والمشاركة يوم الاقتراع.

و قد تكون نسبة الاقتراع على مستوى القوائم المحلية تراوح مكانها، وفيما نسبة الاقتراع على مستوى القائمة الحزبية الوطنية ستكون اقل بمستوى عال.

و فيما يراهن على أن القوائم الحزبية ستحرك «الكتل التصويتية» الحرجة في عمان والزرقاء، وهما اكبر تجمعين سكانيين في الاردن.

وزير مخضرم، صاحب مقولة انتخابية شهيرة : ان أهالي عمان يتطلعون ليوم عطلة الانتخابات على أنه يوم للنزهة. و تتهم عمان، على انها السبب المباشر في انخفاض معدلات المشاركة والاقبال على التصويت.

و في الانتخابات النيابية الحالية لا وجود مكان للمقاطعين، والقوى السياسية بمختلف مرجعياتها الايدولوجية والبرامجية مشاركة في الانتخابات.

و نسبة المشاركة في الاقتراع تتدهور بسبب عوامل موضوعية. واولها تراجع نوعية المرشحين. و في عمان، الدائرة الثالثة الموسومة تقليديا بـ»دائرة الحيتان «، انخفض معدل التنافس على ساحتها الانتخابية، ولم تعد في تلك الصورة و الوزن الرمزي والمعياري الانتخابي والسياسي.

و في المحافظات يعول على مشاركة اعلى يوم الاقتراع، وتسجل المحافظات نسب اقتراع اعلى مقارنة في عمان، وتصل في دوائر الى 90 %.

و قديما، كان محفز الاقتراع والمشاركة في المحافظات تقليديا «عشائري «.

و من دورات انتخابية سابقة وحالية، يبدو ان ثمة صورة انتخابية جديدة ولدت في المحافظات. الاجماع العشائري انتهى، ومرشح اجماع العشيرة ضحية لانقسام وتحول طبقي حاد. فالمال السياسي هو الذي يفرز مرشحين ، ولاحظوا ان رجال اعمال وحديثي النعمة والثراء يتصدرون مرشحي المحافظات الاردنية.

في دورات انتخابية بعيدة، كان الكلام عن المال السياسي محدودا ومحصورا. اما اليوم، فالظاهرة موجودة ، وعدوى المال السياسي انتقلت من عمان الى المحافظات.

و عندما يدخل المال في الانتخابات، فانه يلعب في المنافسة وشروطها وادواتها ونزاهتها وموضوعيتها. فلا مجال للتنافس امام المرشحين العاديين، وان كانوا ذوي خلفيات سياسية وحزبية، واجتماعية وعشائرية.

و تظهر في الانتخابات فئة من المرشحين يقدمون انفسهم بانهم نافذون ومدعومون، وان فوزهم حتمي، والتنافس الانتخابي مجرد شكليات للمرور الى العبدلي. و تسمع كلاما متناثرا في هذا السياق. وطبعا، الناس يصدقون. ونفسيا الناخب والمواطن العادي يميل الى اتباع المرشح القوي. و مع أن الاحزاب تشارك في الانتخابات الحالية. والنظام السياسي الاردني منح الاحزاب حصة الثلث في البرلمان القادم. غير ان مرشحي الانتخابات يغيب عنهم السياسيون وقادة الرأي العام.. نعم، حضر الحزب، ولكن اين هي الحالة الحزبية في البلاد؟

و تظهر في الانتخابات فئة من مرشحين يجيدون استخدام « السوشل ميديا» واستغلالها في حملات الدعاية والترويج الانتخابي.

و هؤلاء المرشحون من خلفيات ليبرالية ونيو ليبرالي، ويكرسون ترشحهم لاثارة قضايا سياسية واجتماعية حساسة ومحذورة. يمارسون ما يمارسه رجال الاعمال والبزنس من حيث الانفاق على الحملات الانتخابية، واغراق الانتخابات بالمال، ويصب ذلك اولا واخيرا في شراء اصوات وذمم ناخبين.

و كما أن الانتخابات تجري في ظروف اقليمية ساخنة وملتهبة.. وكما يبدو ان حرب غزة ممتدة، وليس هناك افق اقليمي ودولي لوقف العدوان على غزة، بل ان تطورات المواجهة على جبهات وساحات محور المقاومة تقول : ان الحرب ذاهبة الى التوسع، ولا يستبعد ان ينجر الاقليم نحو حرب كبرى.

و في الانتخابات النيابية. حملات الدعاية والترويج الانتخابي ليست كفيلة في دفع الناخبين الى الذهاب الى صناديق الاقتراع. ولربما ان الدعاية الزائدة قد تنقلب عكسا على مشاركة الناس وقناعتهم في المشاركة الانتخابية والذهاب الى صندوق الاقتراع. و عندما يشارك « الاخوان المسلمين « يكون الحديث ايجابيا عن نسبة الاقتراع. ولا ادرى ما مدى واقعية ومنطقية هذا الانطباع.

وان كانوا الاخوان المسلمين يواجهون ازمة ثقة امام الشارع وقواعدهم الانتخابية. وفقدوا رصيدا كبيرا وواسعا من جمهورهم وقواعدهم الشعبية والانتخابية. والاخوان يشاركون في الانتخابات، و يعرفون انهم يقارعون «ابواب المستحيل».. ولكن لا يملكون غير قرار المشاركة.

وما لامست ايضا من الناس لا مبالاة في العملية الانتخابية، وليس في عمان، بل الكرك ايضا. وقبل ايام زارني صديق اردني يعمل صحفيا في دولة عربية، وقال جملة علقت في ذهني : لولا صور المرشحين في الشوارع، لما صدقت ان الاردن على موعد قريب مع يوم الاقتراع لانتخابات نيابية.

شاركها.
Exit mobile version