العبادي لـ “نخبة بوست”: السنوار الشخصية الأولى المطلوبة على قائمة الاغتيالات
نخبة بوست – أماني الخماش
في ظل الأوضاع السياسية المتوترة والأحداث الساخنة في الشرق الأوسط، تظل احتمالية حدوث اغتيالات سياسية أمرًا قائمًا في حسابات الأطراف المختلفة، ومن بين الشخصيات البارزة التي تواجه هذا التهديد هو “يحيى السنوار” رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كيف لا؟ والأوضاع في غزة والوضع الأمني والسياسي المتقلب في المنطقة يجعل من السنوار هدفًا محتملاً لعمليات اغتيال قد تنفذها إسرائيل.
بوجه عام، تعتبر إسرائيل “السنوار” واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في حماس، باعتباره يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها من خلال دوره في التخطيط وتنفيذ العمليات التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية.
هذا الواقع يدفع إلى التساؤل حول مدى احتمالية تنفيذ إسرائيل لعملية اغتيال ضد السنوار، وكيف يمكن لمثل هذه الخطوة أن تؤثر على المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
مآلات اختيار السنوار خليفة لهنية
حفّزت المنهجية المتبعة من قبل إسرائيل، والقائمة على اغتيال القادة العسكريين للمحور، طرح العديد من التساؤلات حول انعكاسات هذه السياسة على مسار المفاوضات، وعلى من لديه القدرة الأكبر على إملاء شروطه ضمن الاتفاق الذي يفضي إلى وقف الحرب على غزة، ومن سيحدد آلية الحكم في القطاع في اليوم التالي للحرب.
ولعل ما دفع إسرائيل لتصنيف السنوار كأخطر رجل في الحركة عدة أمور، أبرزها إسهام السنوار في تأسيس جهاز الأمن الداخلي لحماس المعروف بـ”مجد”، وتبوئه قيادة وحدة “النخبة” في كتائب القسام، بالإضافة إلى أن السنوار قد مكث 23 عامًا في السجون الإسرائيلية مما أسهم في تعزيز معرفته بهذه السجون وبعقلية السجان.
العبادي: اغتيال السنوار سيؤدي إلى انهيار المفاوضات، ولن يكون هناك مسار للهدنة
وفي هذا الصدد، قال خبير الشؤون الاستراتيجية والأمنية د. إبراهيم العبادي في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن القائد السياسي لحركة حماس يحيى السنوار كان منذ بداية الحرب هدفًا رئيسيًا لإسرائيل، خصوصًا أنه يعد الشخصية الأولى المطلوبة على قائمة أهداف إسرائيل المعنية بتصفية قيادات حماس في الداخل، إلا أنه تمكن خلال الفترة الماضية من تحصين نفسه بتواجده في الأنفاق الأكثر سرية ومتانة، والتي تتيح له التحرك بأريحية وتحول دون وصول إسرائيل إليه.
وأوضح العبادي أنه بعد تسلم السنوار قيادة حماس، حتمًا ستزداد محاولات إسرائيل للوصول إليه وتصفيته، سيما أن تصفيته تحمل في طياتها اعتبارين رئيسيين، الأول: رسالة موجهة إلى الرأي العام والداخل الإسرائيلي مفادها أن إسرائيل حققت نصرًا باغتيال الشخص الأول في حماس والعقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر، أما الاعتبار الثاني فهو قائم على أن إمكانية التوصل إلى اغتيال السنوار هي بمثابة ورقة ضغط في المفاوضات القادمة لفرض الحل النهائي داخل قطاع غزة.
وفيما يتعلق بمآلات اغتيال السنوار، أوضح العبادي أنه في حال تمكنت إسرائيل من اغتيال السنوار، سيكون لذلك تداعيات عديدة حيث إن إسرائيل ستعمل على فرض شروطها بشكل كامل على طاولة المفاوضات، ولن تذهب باتجاه مبدأ إيقاف الحرب بشكل نهائي، بالإضافة إلى أنها لن تكون معنية بالأخذ بورقة عودة النازحين إلى الشمال، بل ستتجه نحو الدفع نحو وجود إدارة مدنية أو إدارة دولية وقوات متعددة الجنسيات في القطاع.
وأضاف قائلاً: “إن اغتيال السنوار سيؤدي إلى انهيار المفاوضات، ولن يكون هناك مسار للهدنة، والسيناريو المتوقع هنا هو تنفيذ قرار مجلس الأمن ‘المشروع الأمريكي’ الحاصل على موافقة مجلس الأمن، الداعي إلى ضرورة وقف الحرب، والذي قد يُفعل من خلال إرسال قوات متعددة الجنسيات لحماية قطاع غزة، وبالتالي الحديث عن إدارة مدنية”.
من ناحية أخرى، نوه العبادي إلى أنه في حال لم تتمكن إسرائيل من اغتيال السنوار، سيكون لذلك مآلات عديدة، أبرزها: في ظل حرب الاستنزاف التي تعانيها إسرائيل، فإن السنوار سيفرض نفسه بقوة على طاولة التفاوض، وستصبح حماس طرفًا في المفاوضات بشكل مباشر وقوي، وستعمل على طرح بنود التفاوض في المستقبل من خلال وساطة أمريكية أو عربية، وبالتالي سيتم الحديث عن شكل مختلف لإدارة قطاع غزة سيكون لحماس دور فيها على شكل تنظيم سياسي مستقل، أو من خلال منظمة التحرير الفلسطينية مما يعني عودة السلطة الفلسطينية إلى الحكم في القطاع.