الاردن والمرحلة الجديدة
نخبة بوست – عوامل واسباب التصويت للمرشحين كثيرة؛ منها صلة القربى والزمالة والجوار، وتاريخ للمرشح حافل بمواقف وانجازات، ومصالح تحققت او متوقعة، ومال يغري بعض النفوس، وقدرات وملكات فردية للمرشحين، وتأثيرات دعائية مختلفة وغيرها.
في الانتخابات؛ هناك اشباع لغريزة حب وجمال الظهور، لذا تكثر صور المرشحين وتكبر لتحقيق هذه الحالة النفسية، وتخضع لعمليات تحسين ( فوتو شوب) بحيث يبدو المرشح اكثر جمالا. وبعض المرشحين يعتقد انه كلما كثرت الصور كماً ومساحة فانما تزيد الاصوات بشكل مؤثر، وهذا وهم خاطئ، فمعظم الدراسات في الاردن خلصت ان تاثير كل اشكال الدعاية ومنها الصور لا تنعكس زيادة باكثر من ١٠٪ من مجمل الاصوات، بل ربما تنعكس سلبا على بعضهم.
تكاد تخلوا معظم صور المرشحين من شعارات ذات طبيعة سياسية او تشريعية، وبعضها كتب بخجل عناوين لا علاقة لها بمشاكل الناس اليومية او المزمنة.
الامر في القوائم الحزبية لا يختلف كثيرا، فلا زالت الصورة الفردية للمرشحين هي الطاغية في القوائم الحزبية، وهذا يعكس ذات العقلية للمرشح المحلي، وحتى اسم الحزب تراه متسللا بخفية على صورة المرشح!.
هل تساءلت الاحزاب عن كيفية مخاطبة الناخب؟ وما هي اولوياته؟ وما هي توقعاته؟ وكيف تكسب صوته للحزب ذاته بعيدا عن صلة القرابة او المعرفة لمرشح في القائمة الحزبية؟.
القراءة العامة لما يشاهده الغالبية الساحقة من المواطنين في كافة اشكال الدعاية في الشارع او على شاشات الهواتف في وسائل التواصل المختلفة؛ انه لا تمايزات بين غالب الاحزاب في الشعارات والجمل المقتبسة باستثناءات قليلة لبعض الاحزاب التي تستند على ايدولوجيا. وما نشر لها من برامج في معظمه لا يختلف عن غيره ويتجنب الخوض في قضايا تمس غالب المواطنين ومنها الاسباب الكامنة وراء المشكلات المستعصية التي نعاني منها منذ فترة طويلة.
في اعتقادي ان الحزب الناضج والمرشح الذكي ينبغي ان يدرس أسباب حالة المقاطعة ويفككها بخطاب واضح وبرامج مقنعة لها بحيث يكسبها لصالحه، فهذه الكتلة الكبيرة لا تصوت لكثير من الاعتبارات التي تصوت لأجلها الكتلة المشاركة عادة لاعتبارات سبق ذكرها. وبقدر ما تغوص بعمق في تفكير المقاطعين بقدر ما تعظم رصيدها سواء في الكتل المحلية او الحزبية.
نصيحة للناخبين في هذا السياق: ليكن معيار الانتخاب يعتمد على قدرة المرشح والحزب في التعبير عما تفكر به من مشكلات بشكل مستمر ويطرح اطارات الحلول التي تعقتد انها ربما تزحزح الحالة المؤلمة الى اتجاه افضل لوطننا ولابنائنا ان لم تغير البوصلة باتجاه صحيح.