نخبة بوست – حمادة فراعنة يكتب حول الحقوق تُنتزع ولا تُمنح – .ألا تكفي جرائم الاحتلال. وما تفعله المستعمرة بالشعب الفلسطيني من قتل متعمد للمدنيين. وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم. وحرث مزارعهم، وحرق مؤسساتهم، لجعل قطاع غزة غير مؤهل للحياة، للاستقرار، للعيش الكريم، ألا يكفي ذلك، من إحساس بالوجع والانكسار والضعف بسبب الانقسام، الذي يجتاح عموم الشعب الفلسطيني في وطنه: بين فتح و حماس، بين الضفة والقطاع في مناطق 67، وبين الجبهة الديمقراطية والحركة الإسلامية في مناطق 48، بين كتلتيهما في البرلمان؟!
مرض فلسطيني يعود لسببين أولهما، مرض الأنانية والذاتية وضيق الأفق، والتعصب الحزبي التنظيمي الفصائلي، الذي يجتاح الكل، ولا أستثني أحداً. وثانيهما، تغذية أدوات المستعمرة لهذا الانقسام سواء في مناطق 67 أو مناطق 48. الذي يعرف مجرماً، والذي لا يعرف يقع في دائرة التخلف ولا يستحق أن يكون في أي موقع قيادي في أي فصيل أو حزب أو تنظيم فلسطيني.
“دققوا يا هُبل” ماذا تفعل المعارضة لدى المستعمرة مع حكومة نتنياهو. يلعنون أبو سنسفيل الائتلاف. ويتهمون نتنياهو بالعجز والفشل، ولكنهم يقولون له: يائير لبيد وبني غانتس، إذا وافقت وقبلت بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، سنقدم لك التغطية القانونية البرلمانية لحماية حكومتك من السقوط، إذا حاول بن غفير وسموترتش إسقاط الحكومة على خلفية الموافقة على صفقة “الدوحة” الأميركية.
كانت المعارضة تتهم نتنياهو قبل 7 أكتوبر بالخيانة على خلفية السماح بإدخال الموساد ملايين الدولارات شهرياً عبر شُنط السفير القطري إلى حركة حماس. ماذا كان رده في مؤسسات الليكود؟
بوضوح وبدون لف ودوران، قالها نتنياهو: “من منكم ضد إقامة دولة فلسطينية. من منكم مع استمرار الإنقسام الفلسطيني، ليقف معي وإلى جانبي لتمرير الأموال إلى حركة حماس”، هل يتوفر وضوح أكثر من ذلك؟
شعب غزة الباسل الشجاع الذي سبق وصنع الثورة، وأنجب ياسر عرفات وأحمد ياسين، يدفع الثمن الباهظ في مواجهة جرائم المستعمرة. ومع ذلك لم يعقد اجتماع فلسطيني واحد، بمبادرة فلسطينية. عقد لقاء موسكو، ولقاء بكين، وثرثروا كثيراً. وفي الحالتين صاغ الروس البيان الأول، والصينيون البيان الثاني. وعلى الفلسطينيين أن ينفذوا، ولكن لا مضمون البيان الأول، ولا مضمون البيان الثاني أخذ طريقه للتنفيذ!!
كله كلام وثرثرة وطق حكي. وبيانات لفظية لا يتم تنفيذها بين فتح وحماس، كل منهما يُغني على ليلاه.
الرئيس في أنقرة
الرئيس في أنقرة أمام مجلس النواب التركي أعلن أنه سيتجه إلى غزة مع من يتبعه. الذين يسميهم تعسفاً بالقيادة الفلسطينية. ويُطالب مجلس الأمن الدولي بتوفير المعطيات تسهيلاً لسفره. أو زيارته إلى غزة. وهو يعرف أن ذلك لن يتحقق. فقد أصدر المجلس القرار 2735 بمبادرة أميركية الداعي لوقف إطلاق النار، ولم تنفذه المستعمرة، ولم تتجاوب، ولم تستجب، فهل ستسمح له بزيارة غزة، ولو شكلاً ليحقق فوزاً معنوياً؟!
شروط زيارة غزة مثيلة لشروط إجراء الانتخابات التشريعية التي تم تأجيلها إلى أجل بعيد غير مسمى، تحت حجة أن سلطات المستعمرة لم تسمح، وهي لن تسمح بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس. ولهذا ستبقى زيارة غزة معلقة، كما هي انتخابات المجلس التشريعي. لأن المستعمرة لن تسمح، وهي لن تسمح. لن تتكرم، وحقوق الشعب الفلسطيني لن تؤخذ من المستعمرة بالود والرجاء بل يجب أن تُنتزع الحقوق. عبر النضال والضغط والتضامن.