نخبة بوست – قال الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد في تعليق له على الخبر الذي استحوذ على أغلب وكالات الأنباء أمس حول انتهاء العمليات العسكرية في غزة، أن الخبر الذي نقل عن قناة “كان 11” العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي لم يُذكر فيه أن الإعلان جاء على لسان الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال، بل استند إلى أنباء نقلتها القناة عن مصادر أمنية إسرائيلية لم تسمها.
وأوضحت القناة أن القتال في قطاع غزة “قد استُنفد”، وهو ما علق عليه أبو زيد مشيرًا إلى أن الخبر لم يُشر إلى إنتهاء العمليات العسكرية في غزة بل استخدم مصطلح “استُنفد”، ما يعني أن قوات الاحتلال لم يعد لديها ما تقدمه في غزة. كما ورد في الخبر أن “الجيش يمكنه العودة ودخول القطاع مجددًا عندما تتوفر معلومات استخباراتية جديدة”، مما يدل على أن الجيش يسعى للتحول إلى مرحلة جديدة من القتال، وفقًا لأبو زيد.
وأضاف أبو زيد أن هذا التسريب في هذا التوقيت يؤكد ما كان يُقال دائمًا وهو أن جنرالات الجيش يدركون حجم الخسائر في صفوف الوحدات المقاتلة في غزة، ويعلمون أن تحقيق أهداف المستوى السياسي بات صعبًا إن لم يكن مستحيلاً في ظل طبيعة القتال الحالية وتعثر المسار الدبلوماسي.
ولفت أبو زيد إلى أن المستوى العسكري والأمني يسعى للخروج بسرعة من الشكل الحالي للعملية العسكرية لأسباب عديدة، أبرزها الخسائر والإنهاك، إضافة إلى التعقيدات اللوجستية والاستخباراتية وصعوبة تحقيق الأهداف بعد 216 يومًا من القتال، وهذا ما يدفع المستوى العسكري إلى اللجوء إلى تسريبات من هذا النوع دون ذكر المصدر، والاكتفاء بالإشارة إلى مصادر أمنية.
وأوضح أبو زيد أن قرار وقف أي عملية عسكرية أو استمرارها ليس بيد المستوى العسكري، بل هو بيد المستوى السياسي، الذي يبدو أنه لا يزال مصممًا على الاستمرار في العملية العسكرية والمناورة دبلوماسيًا لشراء الوقت على أمل تحقيق أي إنجاز، حتى لو كان من باب الصدفة، لينقذ نتنياهو من ورطة وقف العملية العسكرية.