نخبة بوست – كشفت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والمرشحة لرئاسة الولايات المتحدة، عن خطتها الاقتصادية الجمعة والتي تتضمن جملة من التطورات، وقالت إنها ستولي لهذه الخطة والإجراءات المرافقة لها أولوية في المئة يوم الأولى من توليها مكتب الرئيس في البيت الأبيض، وذلك في حال حالفها الحظ وحققت الفوز بالانتخابات.
وتهدف الخطة التي تتبناها هاريس إلى خفض تكلفة إنفاق الأميركيين على المواد التموينية والأدوية الموصوفة، وتوسيع الإسكان بأسعار معقولة وخفض الضرائب على الطبقة المتوسطة.
وبحسب تقرير نشرته شبكة “CNBC” الأميركية، واطلعت عليه “العربية Business”، إن حملة هاريس نشرت يوم الجمعة ورقة حقائق حول الخطة الاقتصادية، وجاء في الورقة إن “الاجراءات الجريئة التي تتبناها هاريس ستعالج بعضاً من أشد نقاط الألم التي تواجهها الأسر الأميركية وتعزز أمنها المالي”.
وفي محاولة لمعالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية ستعمل هاريس مع الكونغرس لدفع أول حظر فيدرالي على الإطلاق على “الاحتكار المؤسسي” للأغذية والبقالة.
وتتضمن هذه الخطة وضع “قواعد واضحة للطريق” بحيث لا تتمكن الشركات من “استغلال المستهلكين بشكل غير عادل لتحقيق أرباح مفرطة للشركات” على المواد الغذائية الأساسية، وفقاً لورقة الحقائق.
وللتحقيق في الانتهاكات المزعومة ومعاقبتها، ستمنح هاريس صلاحيات للجنة التجارة الفيدرالية والمدعين العامين للولايات، كما ستتخذ إدارة هاريس أيضاً نهجاً تنظيمياً معادياً للاندماجات والتوحيد المقترحة بين أكبر منتجي الأغذية.
الإسكان والإيجار
وستساعد خطة هاريس المستأجرين الذين يعانون من ضائقة مالية من خلال منع شركات البيانات من رفع أسعار الإيجار، ومنع مستثمري “وول ستريت” من شراء المنازل بكميات كبيرة لإعادة بيعها بسعر أعلى.
وستدعو هاريس أيضاً الولايات المتحدة إلى بناء ثلاثة ملايين وحدة سكنية جديدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، ومن أجل تسهيل ذلك، ستدعو إلى حوافز ضريبية جديدة للعاملين في مجال البناء الذين يقومون ببناء “منازل أولية”.
وتتطلب أي تغييرات على قانون الضرائب موافقة الكونجرس، وتعتمد بشكل كبير على الحزب الذي يسيطر على مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
ومع توسع المعروض من المساكن الأساسية، فإن خطة هاريس ستوفر “للأسر العاملة التي دفعت إيجارها في الوقت المحدد لمدة عامين وتشتري منزلها الأول ما يصل إلى 25 ألف دولار في شكل مساعدة دفعة أولى، مع دعم أكثر سخاءً لأصحاب المنازل من الجيل الأول”، وفقاً لورقة الحقائق.
تكاليف الرعاية الصحية
ستسعى هاريس إلى توسيع سقف سعر إدارة بايدن التاريخي البالغ 35 دولاراً للأنسولين لمستفيدي الرعاية الطبية لتغطية الأنسولين لجميع الأميركيين، وليس فقط كبار السن.
وعلى غرار خططها لخفض التكاليف لصناعة الأغذية، تعتمد سياسة الرعاية الصحية لهاريس جزئياً على لوائح أكثر صرامة وإنفاذ صارم لمكافحة الاحتكار.
وتدعو الخطة إلى “اتخاذ إجراءات صارمة ضد شركات الأدوية التي تمنع المنافسة والممارسات المسيئة من قبل وسطاء الأدوية”، وفقاً لحملة هاريس.
التخفيضات الضريبية
إن استعادة الإعفاءات الضريبية الموسعة للأطفال التي تم تقديمها لأول مرة أثناء جائحة كوفيد هي هدف طويل الأمد لإدارة بايدن، وهو هدف ستتبناه هاريس إذا انتُخبت رئيسة.
كما ستذهب إلى أبعد من ذلك، وتقترح تخفيفاً ضريبياً موسعاً يصل إلى 6000 دولار للأسر التي لديها مولود جديد.
المخاطر
بعد ثلاثة أسابيع فقط من الحملة الانتخابية، محت هاريس ميزة استطلاعات الرأي التي كان يتمتع بها الرئيس السابق دونالد ترامب على بايدن. لكن نائب الرئيس ابتعد إلى حد كبير عن تفاصيل السياسة، واختار بدلاً من ذلك رسم التناقضات مع ترامب.
وسيمنحها خطاب ولاية تار هيل فرصة للتعبير عن رؤية للاقتصاد تبني على – وربما تبتعد عن – أجزاء من السجل الاقتصادي لإدارة بايدن.
ويوم الخميس، ظهرت هاريس وبايدن معاً في ماريلاند للترويج لاتفاقية مع شركات الأدوية لخفض تكلفة أغلى 10 أدوية بوصفة طبية بموجب برنامج الرعاية الطبية.
ووفقاً للحكومة، فإن المفاوضات التاريخية ستؤدي إلى حوالي 6 مليارات دولار من المدخرات الصافية للرعاية الطبية عندما تدخل حيز التنفيذ رسمياً في عام 2026.
ويأتي خطاب نائب الرئيس بعد يومين فقط من إلقاء ترامب خطابه الذي ركز على الاقتصاد في ولاية كارولينا الشمالية، حيث أطلق ترامب هجمات شخصية على هاريس بينما ألقى باللوم عليها في أسعار المستهلك المرتفعة التي قضى بايدن جزءاً كبيراً من رئاسته في العمل على عكسها.