نخبة بوست – ليس من الصعب فحسب، ولكنّ من المستحيل أيضاً، أن أصدّق أن الناخبين سيدلون بأصواتهم لرجال أو نساء تحتلّ صورهم أطراف الشوارع والدواوير، وبالعكس ففي ظنّي أنّ ذلك قد يقودهم إلى النفور منهم ومنهنّ!
هي صور ثابتة، لا تعكس حتى أشكال أصحابها في الحقيقة، ولم أقرأ أو أعرف أو أسمع عن إنتخابات في الديمقراطيات تستخدم هذا الأسلوب، خصوصاً في مرحلة تذهب فيها بلدنا إلى الحزبية، ولو تدريجياً، حسب الإفتراض!
قبل سنوات طرح الدكتور عبد الرحيم ملحس نفسه للانتخابات، ولم يضع سوى لافتات قليلة في الشوارع، ولكنّه فاز لأنّ الناس عرفت عنه عبر سنوات نزاهته وأصالته، مع أنّه كان قبلها وزيراً، ولقصّته مع الغذاء والدواء ما سجّله الأردنيون في ذاكرتهم السياسية العامة، والطريف أنّه لم يستطع فعل شيئ تحت القبة، واعتكف!
لسنا مع هؤلاء أو أولئك، ولا مع هذا أو ذاك، أو هذه أو تلك، ففي لحظة الحقيقة أمام الصندوق سنقدّم ضميرنا، وهذا ما ستفعله الغالبية الغالبة، ولكنّنا نأسف على هذه السطحية التي يتعامل بها المرشحون، أفراداً وقوائم وأحزاباً مع الناخبين وباعتبارهم سيرضخون أمام بسمة ساذجة أمام الكاميرا لمرشّح أو مرشّحة.
كنّا حاضرين في انتخابات سابقة،وخصوصاً في العام ١٩٨٩، وقليلاً بعدها، وكانت المهرجانات الانتخابية سيّدة الموقف، وظلّ بإمكان الناخب أن يتعرّف بشكلّ شخصي على المرشّحين، على أنّ الأمر تحوّل شيئاً بعد شيئ إلى تجمعات مناسف وكنافة وأغنيات!
الحديث يطول عن خيبة الأمل الوطنية في ما يجري من حملات انتخابية، في زمن التحديث السياسي، ويبدو وللأسف أنّ كلّ حملات التوعية ذهبت أدراج الرياح، تلك التي تُسقط لوحات الصور أمام السيارات في كلّ مكان، وللحديث بقية!