نخبة بوست – المحرر السياسي
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تعليق له على إعلان الاحتلال انتشال جثث أسرى، إن الإعلان اتسم بالضبابية وعدم الوضوح، حيث لوحظ تضارب الأنباء في طريقة انتشال الجثث.
وأضاف بقوله إن الجثث عُثر عليها في مدينة حمد السكنية غرب خان يونس، وهي منطقة قاتلت فيها فرقة المظليين 98 وانسحبت منها في شهر نيسان الماضي. جاءت رواية المقاومة الإعلامية في مقطع مصور تكذب زيف رواية الاحتلال، وتعزز الادعاء بأن طيران الاحتلال قتل جنوده، ويبدو أن ذلك حدث في شهر حزيران الماضي، استنادًا إلى تتبع توقيت غارات الاحتلال عندما استهدفت مدينة حمد السكنية آنذاك.
وأشار أبو زيد إلى أن المقاومة، وبعد 319 يومًا من القتال، جردت الاحتلال من مفهوم النصر المطلق الذي تحدث عنه نتنياهو قبل أربعة أشهر. فلا هو حقق النصر التكتيكي ومنع المقاومة من شن هجمات، ولا حقق نصرًا عملياتيًا بجرد المقاومة من قدراتها، ولا نصرًا استراتيجيًا بالقضاء على المقاومة.
وأضاف أن حرب استخبارات تجري خلف الكواليس بين المقاومة والاحتلال، حيث يحاول الاحتلال جاهدًا تجنيد عملاء للوصول إلى أي معلومات، مما يشير إلى أن الاحتلال استنفذ بنك الأهداف وفقد القدرة الاستخبارية على تحديد أهداف جديدة، ويبدو أن الاستخبارات الفنية والتكنولوجية لدى الاحتلال باتت عاجزة أمام تجريد المقاومة للاحتلال من قدراته في عمليات المعلومات (Information Operations – IO)، التي تغذي فقرة التنفيذ في أوامر العمليات، مما يجعل جيش الاحتلال تائهًا عملياتيًا، وهذا ما يفسر إدراك المستوى الأمني لحقيقة هذا الواقع الميداني، ودفعه باتجاه ضرورة قبول شروط المفاوضات التي يرفضها السياسيون على الأقل حتى هذه اللحظة.
وأكد أبو زيد في تحليله للمشهد في غزة أن المثلث الجغرافي الذي تحدثنا عنه سابقًا (تل الهوا، خان يونس، تل السلطان) أصبح مصدر إزعاج لقوات الاحتلال، لذا تحاول الابتعاد عن الاشتباك المباشر مع المقاومة تجنبًا للخسائر. وهذا ما يفسر الزيادة الملحوظة في استخدام الطائرات المسيرة والقصف الجوي.
